دعا وزراء الخارجية العرب في ختام دورتهم نصف السنوية أمس الثلثاء (7 مارس/ آذار 2017) «جميع الدول» إلى الالتزام بالقرارات الدولية التي لا تعترف بضم إسرائيل للقدس وإلى عدم نقل أي سفارات إلى المدينة. ويأتي قرار الوزراء العرب رداً على تصريحات للرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد فيها في 14 فبراير/ شباط الماضي أنه «يفكر جدياً» في نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس «لكن هذا القرار غير السهل» لم يتخذ بعد. وطالب الوزراء العرب في قرارهم «جميع الدول بالالتزام بقراري مجلس الأمن 476 و478 لعام 1980، ومبادئ القانون الدولي، التي تعتبر القانون الإسرائيلي بضم القدس، لاغياً وباطلاً، وعدم إنشاء بعثات دبلوماسية فيها أو نقل السفارات إليها». وأكد الوزراء أن «إنشاء أي بعثة دبلوماسية في القدس أو نقلها إلى المدينة، يعتبر اعتداءً صريحاً على حقوق الشعب الفلسطيني وجميع المسلمين والمسيحيين، وانتهاكاً خطيراً للقانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والفتوى القانونية لمحكمة العدل الدولية الصادرة بتاريخ 9/7/2004، ومن شأنها أن تُشكل تهديداً جدياً للسلم والأمن في المنطقة علاوة على أنها تساهم في نسف حل الدولتين، وتعزيز التطرف والعنف». وكان الأمين العام للجامعة العربية أكد في الجلسة الافتتاحية للاجتماع تمسك الجامعة بـ «حل الدولتين» لتسوية النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال ابو الغيط إن «الفلسطينيين والعرب لم يعد لديهم شريك على الجانب الآخر» معتبراً أن الحكومة الإسرائيلية «هدفها المعلن هو تقويض حل الدولتين عبر فرض أمر واقع استيطاني يحول دون إقامة دولة فلسطينية متواصلة الأطراف». وتابع «إننا نتمسك بحل الدولتين وبالمبادرة العربية كخريطة طريق للتسوية» وهي المبادرة التي أقرتها قمة عربية في بيروت في العام 2002 وتقوم على مبدأ انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي التي احتلتها العام 1967 مقابل تطبيع كامل للعلاقات بين الدول العربية وإسرائيل. وشدد ابو الغيط على أن محاولة «الالتفاف على حل الدولتين مضيعة للوقت (...) وليست مقبولة عربياً ولن تمر». وأشار الأمين العام للجامعة العربية إلى وجود إجماع دولي بشأن حل الدولتين، معرباً عن الأمل في أن يكون «موقف الإدارة الأميركية الجديدة منسجماً مع هذا الإجماع الدولي وداعماً له». وفي منتصف فبراير الماضي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن حل الدولتين ليس السبيل الوحيد لإنهاء النزاع لافتاً إلى أنه منفتح على خيارات بديلة إذا كانت تؤدي إلى السلام. وخلال زيارة للقاهرة الشهر الماضي، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أنه «ينبغي عمل كل شيء» للحفاظ على حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين. وتشاور الوزراء العرب خلال هذا الاجتماع بشأن جدول أعمال القمة العربية السنوية التي ستعقد في عمّان في 29 مارس الجاري.
مشاركة :