"إعادة تشغيل" العلاقات الروسية-الأمريكية: لماذا لم يتحسن الوضع؟

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تطرقت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" إلى وضع العلاقات الروسية–الأمريكية؛ مشيرة إلى عدم سماح واشنطن بإمكانية الشراكة المتكافئة.  جاء في مقال الصحيفة: قبل ثمانية أعوام، في 6 مارس/آذار عام 2009 بالذات، إي مع بداية فترة ولاية باراك أوباما الأولى، ضغط سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا ونظيرته آنذاك هيلاري كلينتون على زر رمزي لإعادة تشغيل العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا. فهل كان محكوما على عملية "إعادة تشغيل" العلاقات منذ البداية بالفشل؟ ولماذا واشنطن غير مستعدة لإقامة شراكة متكافئة؟ وهل يمكن أن ننتظر حصول دفء في عهد ترامب؟ Sputnik سيرغي لافروف وهيلاري كلينتون وزر "اعادة تشغيل" العلاقات لاستيضاح هذه المسائل وغيرها، التقت "موسكوفسكي كومسوموليتس" رئيس كرسي دراسات أمريكا الشمالية في جامعة سان بطرسبورغ الحكومية البروفيسور بوريس شيريايف. يقول البروفيسور إن فرص تحسين العلاقات الروسية-الأمريكية ظهرت مرات عديدة. وأهمها كانت بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، حيث ساد الاعتقاد بأن علاقات التحالف سائرة إلى استمرار. ولكننا نعلم أنه بدلا من ذلك اختتمت بـ "الحرب الباردة". كان الأمريكيون يتهمون الاتحاد السوفيتي ثم روسيا بأن بلادنا لا ترغب بالعيش وفق المعايير المتعارف عليها. www.myshared.ru البروفيسور بوريس شيريايف ومن الواضح أن هناك أسبابا عميقة، لا تسمح بتحسين العلاقات. أولا-، الموقف السلبي القديم جدا من روسيا، الذي تعمق في الغرب منذ قرون وورثته الولايات المتحدة. ثانيا-، بمقتضى المفاهيم الدينية والفكرية، التي ترسخت في الولايات المتحدة، فإنها مبدئيا لا تقبل بشراكة متكافئة، بل بعلاقات مهيمنة بصورة الزعيم والتابع فقط. من هم تابعو الولايات المتحدة؟ إنهم بولندا ودول البلطيق، وتريد أوكرانيا اللحاق بهم. بالنسبة إلى روسيا، هذا الوضع مرفوض، لأن روسيا يمكن أن تكون قائمة كدولة عظمى. بالنسبة إلى الأمريكيين، تلعب فكرة نشر نموذج ديمقراطيتهم في جميع أنحاء العالم دورا مهما، على الرغم من أنه ليس شاملا. لذلك تظهر لدينا مع كل رئيس أمريكي جديد قناعة ضعيفة بتحسن العلاقات. نحن فعلا نريد ذلك لأنه مفيد للطرفين. وحول الرأي القائل إن الولايات المتحدة لم تأخذ عملية "إعادة تشغيل" العلاقات على محمل الجد منذ البداية، يقول شيريايف: بالطبع كان إعلان "إعادة التشغيل"، خطوة غير جدية. لأنه إذا كان فعلا "اعادة تشغيل" للعلاقات، فكان يجب التفكير بآلية لتجاوز الاختلافات وتشكيل لجان مشتركة والقيام بمشروعات مشتركة. ومنذ عام 1945 والولايات المتحدة تهاجم روسيا بغض النظر عن نظامنا وإيديولوجيتنا. بم يختلف عنا الأمريكيون؟ وماذا يمكن أن نقتبس منهم: هم في مجال السياسة يفكرون استراتيجيا، وإن أسلوبهم في الضغط على بلدنا يوضع لسنوات عديدة مقدما. أما الذرائع فتقدمها الحياة نفسها. وكما يقال "إذا كانت الرقبة موجودة، فليس صعبا إيجاد الأنشوطة". نلاحظ هذه المسارات منذ الحرب الكورية. وإن مشروع أوكرانيا كان قد أعد منذ عام 1994، حيث راهنت الولايات المتحدة على تطوير علاقاتها مع أوكرانيا، وجعلها معادية لروسيا. واليوم توصل الأمريكيون إلى مبتغاهم، حيث إن أوكرانيا حاليا أصبحت بولندا الثانية في علاقاتها مع روسيا. أما بالنسبة إلى دونالد ترامب، فإن شخصيته بالفعل فريدة في التاريخ الأمريكي. ما الذي يجعلنا نأمل منه؟ أولا-، كونه يمثل "العمق" الأمريكي المحافظ وليس المؤسسة السياسية، التي سيطرت على الساحة السياسية للولايات المتحدة خلال عشرات السنين الماضية. وهو يدرك وجود مشكلات عديدة داخل بلاده ووجوب حلها. ثانيا-، هو ليس من جماعة الرهاب الروسي. وإذا تذكرنا الحملة الانتخابية الأخيرة، فإننا نرى أن ميت رومني بدأ أول خطاب له في الحملة الانتخابية بالقول – روسيا عدو رقم واحد. أما ترامب، فقد يكون من ضمن تلك المجموعة، التي لا تهتم كثيرا بروسيا، ولكنها تدرك أنه بالنظر إلى عدة عوامل مهمة في السياسة الدولية يجب أخذها بالاعتبار.

مشاركة :