هـل «تـتـحـسن» الـعـلاقــات الأمريكية الروسية أم تزداد تدهورا؟

  • 5/28/2021
  • 01:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

مددت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وروسيا‭ ‬الاتحادية‭ ‬في‭ ‬فبراير‭ ‬الماضي‭ ‬معاهدة‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستارت‮»‬‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬التسلح‭ ‬مدة‭ ‬خمس‭ ‬سنوات‭ ‬رغم‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬والتي‭ ‬ما‭ ‬زالت‭ ‬تتفاعل‭ ‬حتى‭ ‬اليوم‭,‬‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬الخلافات‭ ‬بين‭ ‬القطبين‭ ‬العالميين‭ ‬لم‭ ‬تتوقف‭ ‬منذ‭ ‬الحرب‭ ‬العالمية‭ ‬الثانية،‭ ‬مرورا‭ ‬بحقبة‭ ‬الاتحاد‭ ‬السوفييتي‭ ‬والمنظومة‭ ‬الاشتراكية،‭ ‬فإن‭ ‬منحنى‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬اليوم‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التأزم‭ ‬وربما‭ ‬التدهور‭.‬ كثيرا‭ ‬ما‭ ‬دب‭ ‬الخلاف‭ ‬بين‭ ‬واشنطن‭ ‬وموسكو‭ ‬في‭ ‬عديد‭ ‬القضايا،‭ ‬غير‭ ‬أن‭ ‬العلاقات‭ ‬بدت‭ ‬في‭ ‬أسوأ‭ ‬حالاتها‭ ‬بعدما‭ ‬قال‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ (‬جو‭ ‬بايدن‭) ‬إنه‭ ‬يعتقد‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬الروسي‭ (‬فلاديمير‭ ‬بوتين‭) ‬‮«‬قاتل‮»‬‭. ‬ومع‭ ‬تزايد‭ ‬التصريحات‭/ ‬الإجراءات‭ ‬المناهضة‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الطرفين،‭ ‬فإنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬آخرها‭ ‬موافقة‭ ‬الحكومة‭ ‬الروسية،‭ ‬قبل‭ ‬أسبوعين،‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬أسمتها‭ ‬قائمة‭ ‬الدول‭ ‬‮«‬غير‭ ‬الصديقة‮»‬،‭ ‬ضمت‭ ‬دولتين‭ ‬فقط‭ ‬هما‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬وجمهورية‭ ‬التشيك،‭ ‬باعتبار‭ ‬أنهما‭ ‬‮«‬دولتان‭ ‬ترتكبان‭ ‬أعمالاً‭ ‬غير‭ ‬ودية‭ ‬تجاه‭ ‬روسيا‭ ‬أو‭ ‬مواطنيها‭ ‬أو‭ ‬الكيانات‭ ‬القانونية‭ ‬الروسية‮»‬‭. ‬ وكانت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬قد‭ ‬انخرطتا‭ ‬في‭ ‬عملية‭ ‬متبادلة‭ ‬لطرد‭ ‬دبلوماسيي‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬بسبب‭ ‬العقوبات‭ ‬الأمريكية‭ ‬ضد‭ ‬‮«‬الاتحاد‭ ‬الروسي‮»‬‭ ‬واتهامات‭ ‬القرصنة‭ ‬والتدخل‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الأمريكية‭.‬ ‭ ‬ومن‭ ‬جهتها،‭ ‬اتهمت‭ ‬جمهورية‭ ‬التشيك‭ ‬الكرملين‭ ‬بالوقوف‭ ‬وراء‭ ‬انفجار‭ ‬مستودع‭ ‬ذخيرة‭ ‬عام‭ ‬2014‭. ‬ولطالما‭ ‬تأججت‭ ‬الخلافات‭ ‬إزاء‭ ‬سجن‭ ‬روسيا‭ ‬للمعارض‭ (‬أليكسي‭ ‬نافالني‭) ‬الذي‭ ‬تعرض‭ ‬للتسميم‭ ‬وكذلك‭ ‬الهجمات‭ ‬الإلكترونية‭ ‬المنسوبة‭ ‬للدولة‭ ‬الروسية‭ ‬ضد‭ ‬وكالات‭ ‬حكومية‭ ‬أمريكية‭ ‬وطريقة‭ ‬تعامل‭ ‬روسيا‭ ‬مع‭ ‬أوكرانيا‭ ‬المجاورة‭.‬ يعتبر‭ ‬كلا‭ ‬الطرفين‭ ‬أن‭ ‬خطواته‭ ‬تأتي‭ ‬في‭ ‬سياق‭ ‬الرد‭ ‬على‭ ‬خطوات‭ ‬عدائية‭ ‬يقوم‭ ‬بها‭ ‬الطرف‭ ‬الثاني‭. ‬ويمكن‭ ‬تفسير‭ ‬التصعيد‭ ‬الأمريكي‭ ‬الأخير‭ ‬تجاه‭ ‬روسيا‭ ‬كون‭ ‬الرئيس‭ (‬بايدن‭) ‬يحاول‭ ‬تغيير‭ ‬الصورة‭ ‬المتساهلة‭ ‬تجاه‭ ‬روسيا‭ ‬التي‭ ‬سار‭ ‬عليها‭ ‬كلا‭ ‬الرئيسين‭ ‬الأمريكيين‭ ‬السابقين‭ (‬باراك‭ ‬أوباما‭) ‬و‭(‬دونالد‭ ‬ترامب‭)‬،‭ ‬وخاصة‭ ‬تجاه‭ ‬مسألتي‭ ‬ضم‭ ‬القرم‭ ‬والأزمة‭ ‬السورية،‭ ‬والتدخلات‭ ‬في‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية‭ ‬الأمريكية‭ ‬2016،‭ ‬ومحاولة‭ ‬التأثير‭ ‬على‭ ‬انتخابات‭ ‬2020،‭ ‬في‭ ‬محاولة‭ ‬لإبداء‭ ‬درجة‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الحزم‭ ‬تجاه‭ ‬روسيا‭. ‬ ويلاحظ‭ ‬عديد‭ ‬المراقبين‭ ‬تركيز‭ ‬نظرة‭ (‬بايدن‭) ‬على‭ ‬الخطر‭ ‬الروسي،‭ ‬والصيني‭ ‬أيضا،‭ ‬وأثرهما‭ ‬على‭ ‬المصالح‭ ‬الأمريكية‭ ‬بوصفهما‭ ‬دولا‭ ‬استبدادية‭ ‬بنفوذ‭ ‬دولي،‭ ‬مع‭ ‬مساعي‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬الجديد‭ ‬لعودة‭ ‬الدور‭ ‬الأمريكي‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬من‭ ‬جانبها،‭ ‬لدى‭ ‬روسيا،‭ ‬دون‭ ‬أن‭ ‬ننسى‭ ‬الصين،‭ ‬طموحات‭ ‬عالمية‭ ‬على‭ ‬صعيد‭ ‬تحجيم‭ ‬التفوق‭ ‬الأمريكي‭ ‬العالمي‭ ‬وتكريس‭ ‬نظام‭ ‬دولي‭ ‬متعدد‭ ‬الأقطاب،‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬العلاقة‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬‮«‬البراغماتية‭ ‬الاستراتيجية‮»‬‭ ‬بين‭ ‬موسكو‭ ‬وبكين،‭ ‬المؤسسة‭ ‬على‭ ‬قاعدة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المصالح‭ ‬المشتركة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مواجهة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭.‬ تطرح‭ ‬الأزمة‭ ‬الحالية‭ ‬بين‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وروسيا‭ ‬تساؤلات‭ ‬عن‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقة‭ ‬بينهما‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬الحالية‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المرجح‭ ‬حدوث‭ ‬تصعيد‭ ‬كبير‭ ‬بين‭ ‬البلدين،‭ ‬مع‭ ‬رهان‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬مستقبل‭ ‬العلاقات‭ ‬سيبقى‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬الدائرة‭ ‬الحالية‭: ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تفاهمات‭ ‬مشتركة‭ ‬في‭ ‬القضايا‭ ‬المتفق‭ ‬عليها‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬تمديد‭ ‬اتفاقية‭ ‬‮«‬نيو‭ ‬ستارت‮»‬،‭ ‬مع‭ ‬بقاء‭ ‬حالة‭ ‬التوتر‭ ‬في‭ ‬العلاقات‭ ‬دون‭ ‬توقع‭ ‬أي‭ ‬‮«‬تفاهم‭ ‬استراتيجي‮»‬‭ ‬بينهما‭.‬

مشاركة :