مشروع وثيقة «حماس» يقبل بحدود 1967 ويفك الارتباط مع «الإخوان»

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

كشفت مصادر من حركة «حماس» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوثيقة التي تعدها الحركة الفلسطينية ستعترف بحدود عام 1967. لكن من دون الاعتراف بإسرائيل. كما ستعلن فك الارتباط بجماعة «الإخوان المسلمين». وأوضحت أن مسودة الوثيقة التي صاغتها هيئات الحركة، تنتظر انتخاب المكتب السياسي ومجلس الشورى الجديدين الشهر المقبل، لإقرار الوثيقة. وتحاول «حماس» إعادة تعريف نفسها، سعياً إلى تجاوز الأزمات مع القوى الإقليمية والغرب، والخروج من أي عزلة عربية ودولية. وتصيغ الحركة منذ شهور وثيقة يفترض أن تعبر عن هويتها، بعد 29 عاماً على كتابة ميثاقها. وترفض اعتبار الوثيقة بديلاً للميثاق، وتصر على أنها مكملة له. لكن مصادر في الحركة أكدت لـ«الشرق الأوسط»، أن الوثيقة «ستكون بمثابة هوية حماس، لأنها كتبت أصلاً بهدف إجراء تعديلات على الميثاق تراعي الواقع الحالي للحركة التي أصبحت كبيرة وممتدة وتحكم قطاع غزة، ولها أذرع في الإقليم وعلاقات وعداوات، ما يختلف تماماً عن واقع حركة ناشئة قبل 30 عاماً». ويفترض أن ترى الوثيقة النور بعد انتهاء الانتخابات المقررة الشهر المقبل لاختيار مكتب سياسي جديد، يرأسه شخص غير خالد مشعل الذي لا تسمح له اللائحة بالترشح لمرة ثالثة. ويتوقع أن يفوز القيادي في «حماس» إسماعيل هنية، وهو نائب مشعل، بهذا المنصب الذي ترك منصبه قائداً لغزة لخلفه يحيى السنوار. وينافس هنية بشكل قوي موسى أبو مرزوق، وهو نائب مشعل كذلك. وقالت المصادر إن «الوثيقة سيتم التصويت عليها في الهيئات الجديدة لحماس، رغم أنه تم إعدادها بمشاركة جميع المؤسسات المهمة في الحركة على المستوى السياسي والدعوي والعسكري، وأدخلت تعديلات عليها في اجتماعات جرت في الدوحة بين هنية ومشعل وأبو مرزوق وعدد آخر من قيادات الحركة». وأوضحت أن «المكتب السياسي الجديد سيقرها بعد انتخابه، وكذلك مجلس الشورى». وأوضحت أن «الوثيقة ستتضمن موافقة حماس على إقامة دولة على حدود 1967، لكن من دون الاعتراف بإسرائيل أو التفريط بالأرض، وستشدد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين». وأضافت أن «الوثيقة ستعلن أيضاً انسلاخ الحركة عن أي ارتباط تنظيمي بأي جهة أو جماعة خارجية»، في إشارة إلى تنظيم «الإخوان المسلمين». ولفتت إلى أن الحركة «ستقول إنها تنظيم فلسطيني إسلامي وطني مستقل بالقرار، وستؤكد أن علاقتها مع جميع الأطراف نابعة من قربها لفلسطين، وأنها لن تتدخل في أي شأن داخلي لأي دولة أو جهة أو جماعة، وأن صراعها الوحيد وبندقيتها موجهة فقط إلى الاحتلال الإسرائيلي». وتهدف الحركة من الوثيقة الجديدة إلى تجاوز أي اتهامات دولية لها بالإرهاب، وتريد رفع اسمها وأسماء مسؤوليها القوائم الدولية للإرهاب. أما تخليها عن «الإخوان» تنظيمياً، فيهدف إلى مد جسور أفضل مع مصر التي طالبت بفك هذا الارتباط. ويعتقد أن الوثيقة ستخلو من أي استخدام لمصطلح اليهود وسيتم استبداله بالمحتلين، كي تتخلص الحركة من اتهامات معاداة السامية، إذ قالت المصادر إن الوثيقة «ستحدد الصراع مع الاحتلال، ولن تتطرق إلى اليهود باعتبارهم أعداء». وهذه النقاط مخالفة تماماً لما ورد في ميثاق «حماس» الذي يؤكد أن الحركة «جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين... تعارض المبادرات، وما يسمى بالحلول السلمية والمؤتمرات الدولية لحل القضية الفلسطينية»، ويعتبر أن «قضية فلسطين هي قضية دينية... ومعركتنا مع اليهود جد كبيرة وخطيرة، وتحتاج إلى جميع الجهود المخلصة». من جهة أخرى، قال القيادي في «حماس» خليل الحية، إن حركته «ترفض العنف والتطرف والإرهاب»، مطالباً بمزيد من محاولات «نشر الوعي الديني» في غزة. وجاء حديث الحية الذي يتوقع أن يعين نائباً لرئيس الحركة في القطاع يحيى السنوار، خلال مؤتمر أقامته «حماس» تحت عنوان «أزمة الفهم وعلاقتها بظاهرة التطرف والعنف»، وشارك فيه مسؤولون ونواب ورجال دين وباحثون، في محاولة لمحاربة تمدد الجماعات المتشددة التي توالي تنظيم داعش. وقال الحية إن «غزة عصية على الانحراف الفكري والتطرف والإرهاب. الغلو ليس من سمة ديننا، وهو شماعة يتمسك بها أعداؤنا ليحاربوننا بها». واعتبر أن الحركات الإسلامية «مظلومة»، بسبب «الاضطراب الحاصل في تحديد وتوصيف التطرف». ودعا إلى تحديد أسباب العنف ومعالجتها. وأقر بوجود «قلة» في غزة من «المنحرفين فكرياً»، في إشارة إلى مئات تعتقلهم الحركة ويناصرون «داعش»، لكنه شدد على أن حركته تتولى «معالجة أصحاب الانحراف الفكري في غزة... وتتبع الوسطية وترفض التطرف والعنف، وهي على استعداد لتقبل الآخر المُختلف معها». وقال: «هناك بيئة ينشأ فيها التطّرف والإرهاب، وهي غالباً بيئة الظلم والعنف والإقصاء، لكننا نرفع شعار التوافق وتقبّل الآخر». وناقش المؤتمر، أمس، نصوصاً إسلامية وتفسيراتها، وعلاقتها بظاهرة التطرف والغلو، وكيفية المساهمة في دراسة المشكلة، ووضع الحلول المناسبة لها. ويفترض أن يخرج بـ«ضوابط للخطاب الدعوي المعاصر، والعمل على إبراز دور الإسلام في نشر ثقافة الحوار والتسامح، وتوضيح الأهداف السامية من فريضة الجهاد، ورد الشبهات التي تثار حول الجهاد ومشروعية مقاومة المحتل».

مشاركة :