استبق وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، توجهه إلى واشنطن، أمس، للقاء نظيره جيمس ماتيس وعدد من كبار المسؤولين، في مقدمتهم نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية ريكس تيلرسون، بتخفيف لهجته المتشددة المعتادة. وسيكون هذا هو اللقاء الثاني لليبرمان مع ماتيس، إذ سبق أن اجتمعا على هامش «مؤتمر ميونيخ للأمن»، الشهر الماضي. وقال مكتب ليبرمان، في بيان أمس، إنه «سيواصل مناقشة التحديات الأمنية المشتركة للولايات المتحدة وإسرائيل، ومصالحهما في الشرق الأوسط، وقضايا أخرى، بينها إيران وسوريا ولبنان». وحرص ليبرمان على بث رسائل إيجابية تجاه الإدارة الجديدة في واشنطن، إذ دعا رفاقه في معسكر اليمين إلى وقف أسلوب فرض الأمر الواقع بتوسيع الاستيطان، وطلب التروي حتى وضع سياسة مشتركة في الموضوع، بعد يوم من توضيحه أن إسرائيل تلقت رسالة من الإدارة الأميركية، مفادها أن ضم أراضي الضفة إلى إسرائيل سيؤدي إلى أزمة بين البلدين. وردت نائب وزير الخارجية، تسيبي حوطوبيلي، بالتشكيك في أقوال ليبرمان، وقالت إن «الوزير يحاول إملاء واقع لم يتولد في واشنطن. الحوار السياسي مع الأميركيين لم يبدأ بعد، والإدارة الحالية لم تبلور الخطة الاستراتيجية حتى الآن. الإدارة منفتحة للتفكير السياسي الجديد، وكل الإمكانيات لا تزال مطروحة على الطاولة؛ هذا التخويف يسبب الضرر لحرية العمل الإسرائيلي». وقال رئيسا لوبي «أرض إسرائيل» في الكنيست، يوآب كيش (ليكود) وبتسلئيل سموطريتش (البيت اليهودي)، إنه «يجب وقف حملة التخويف ضد السيادة؛ لا يوجد شعب محتل في أرضه، وليس المقصود الضم، وإنما فرض السيادة في وطننا. الآن، حان الوقت للخطوة التالية: سنطرح قانون السيادة على معاليه أدوميم، وسيحظى بغالبية في اللجنة الوزارية، وفي الكنيست... حان وقت السيادة». لكن مسؤولاً أميركياً رفيعاً أثنى على أقوال ليبرمان، فقال لصحيفة «هآرتس» العبرية إن «الرئيس دونالد ترمب يتوقع من إسرائيل التصرف بشكل منطقي في الموضوع الفلسطيني، وإتاحة ما يكفي من الوقت للولايات المتحدة كي تجري مشاورات حول أفضل الطرق للتقدم في عملية السلام». وأوضح أن الإدارة الأميركية ليست معنية فعلاً بأن تقوم إسرائيل أو الفلسطينيون حالياً بخطوات من جانب واحد من شأنها أن تخرب جهود واشنطن لتحريك محادثات السلام. وأشار إلى أن «الرئيس ملتزم بالعمل مع الإسرائيليين والفلسطينيين على صفقة سلام شاملة، تسمح للجانبين بالعيش في سلام وأمن يستحقانه». وأضاف أن «الإدارة في حاجة إلى فرصة للتشاور بشكل متكامل مع كل الأطراف في شأن الطريق المطروحة أمامها. ما زلنا في بداية تحريك العملية. وكما قال الرئيس، فإنه معني برؤية قدر من المنطق من قبل الجانبين». وتحدث رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الليلة قبل الماضية، مع الرئيس الأميركي عبر الهاتف. وقال مكتب نتنياهو إن ترمب هو الذي بادر بالاتصال الذي «ركز على الموضوع الإيراني، والمخاطر الكامنة في الاتفاق النووي مع طهران، والعدوان الإيراني في المنطقة، والحاجة إلى العمل معاً لمواجهة هذه المخاطر». كما تحدث نتنياهو وترمب عن موجة معاداة السامية في الولايات المتحدة. كان نتنياهو قد صرح، خلال مشاركته صباح أمس في مراسم إحياء الذكرى الخامسة والعشرين للعملية التي استهدفت السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين، بأن «إحدى الجهات الأمنية لدينا تقدر أن 80 في المائة من مشكلات إسرائيل الأمنية سببها إيران». وأشار إلى أن عملية السفارة «نفذها رجال حزب الله الذين حركتهم إيران. بالنسبة إلينا، كان العنوان واضحاً منذ اللحظة الأولى؛ إيران بادرت، خططت، ونفذت، بفضل منفذ أوامرها (حزب الله)». وقال إن إسرائيل «ستقف بقوة أمام العدوان الإيراني في المنطقة، وستعمل على منع ترسيخ الوجود الإيراني في سوريا، ونقل أسلحة متقدمة من إيران إلى (حزب الله)». وأضاف أن «خطوطنا الحمراء العريضة واضحة، ولن نتردد بالعمل على تطبيقها».
مشاركة :