تبادل احتجاز الرعايا بين كوريا الشمالية وماليزيا وسط توتر غير مسبوق

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

تبادل احتجاز الرعايا بين كوريا الشمالية وماليزيا وسط توتر غير مسبوقتوتر دبلوماسي غير مسبوق بين كوريا الشمالية وماليزيا أحد أصدقائها القلائل باستثناء الصين، ينتهي إلى احتجاز كل طرف رعايا الطرف الآخر على ترابه كرهائن وعدم السماح لهم بمغادرة البلاد.العرب  [نُشر في 2017/03/08، العدد: 10565، ص(5)]طرد للسفراء وتضييق على العاملين بالسفارتين بيونغ يانغ – منعت كوريا الشمالية الثلاثاء جميع المواطنين الماليزيين من مغادرة أراضيها، في تصعيد جديد للخلاف الدبلوماسي بين البلدين منذ اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي في كوالالمبور قبل أسابيع. وبعدها بوقت قصير ردت كوالالمبور بإجراء مماثل ومنعت الموظفين في سفارة كوريا الشمالية من مغادرة أراضيها. وتشكل هذه التطورات تصعيدا غير مسبوق في التوتر الذي نشأ منذ اغتيال كيم جونغ نام في 13 فبراير الماضي في مطار كوالالمبور بواسطة غاز “في إكس” للأعصاب المصنف ضمن أسلحة الدمار الشامل. ونقلت الوكالة الكورية الشمالية عن وزارة الخارجية الثلاثاء أن “جميع المواطنين الماليزيين ممنوعون مؤقتا من مغادرة البلاد”. وتابعت أن “الحظر سيظل ساريا إلى حين ضمان أمن كل الدبلوماسيين والمواطنين الكوريين الشماليين بعد تسوية الحادثة التي وقعت في ماليزيا بشكل مناسب”. وأشارت الخارجية الماليزية إلى وجود 11 من رعاياها حاليا في كوريا الشمالية.نجيب رزاق: لن نتردد في استخدام كل الوسائل لحماية مواطنينا من التهديد وندد رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق بالمنع وقال إنه سيفرض حظرا مماثلا على تحركات “كل مواطني كوريا الشمالية في ماليزيا”. ويقدر المحللون عدد هؤلاء الرعايا بألف شخص. وكانت وزارة الداخلية الماليزية أعلنت في وقت سابق أن منع السفر سيشمل الدبلوماسيين وموظفي السفارة فقط. وقال رزاق في بيان “إن احتجاز رعايانا عمل مشين وينتهك كل القوانين الدولية والأعراف الدبلوماسية”. وتابع “ماليزيا بلد محب للسلام وهي ملتزمة بالحفاظ على علاقات ودية مع كل الدول”. وأضاف “لكن حماية مواطنينا هي أهم أولوية ولن نتردد في استخدام كل الوسائل حين يعترضون للتهديد”. وتقيم ماليزيا وكوريا الشمالية علاقات قوية منذ سنوات لكنها شهدت تدهورا سريعا في الأيام الماضية منذ اغتيال الأخ غير الشقيق للزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ نام في مطار كوالالمبور من قبل امرأتين استخدمتا غازا فتاكا للأعصاب مصنفا ضمن أسلحة الدمار الشامل. وحملت سيول بيونغ يانغ مسؤولية عملية الاغتيال وتريد السلطات الماليزية استجواب العديد من رعايا كوريا الشمالية مع أنها أطلقت سراح المواطن الوحيد الذي اعتقلته من هذا البلد. ولم تؤكد كوريا الشمالية أبدا هوية القتيل بل نددت بالتحقيق الماليزي بأنه حملة لتشويه سمعتها. وفي نهاية الأسبوع الماضي أعلنت ماليزيا طرد السفير الكوري الشمالي الذي سافر إلى بكين الاثنين بعد أن شن هجوما على سلطات كوالالمبور معتبرا أنها تجري تحقيقا “منحازا” يستهدف (بلاده) مسبقا في عملية الاغتيال. وردت بيونغ يانغ بطرد سفير ماليزيا الذي كانت استدعته للتشاور. وأضافت الوكالة الكورية أن بيونغ يانغ تأمل في أن تحل الحكومة الماليزية المسألة “بطريقة عادلة ومناسبة وبنية حسنة”، مشيرة إلى أنه سيسمح للدبلوماسيين والمواطنين الماليزيين في كوريا الشمالية “بمزاولة أعمالهم والعيش بشكل طبيعي” أثناء سريان الحظر. وامتد الخلاف كذلك إلى المجال الرياضي حيث منعت السلطات الماليزية منتخبها من خوض مباراته في تصفيات كأس آسيا 2019 لكرة القدم في بيونغ يانغ بسبب تهديدات أمنية على خلفية الأزمة الدبلوماسية. وتشتبه الشرطة الماليزية في مشاركة ثمانية كوريين شماليين في عملية الاغتيال، فر أربعة منهم من ماليزيا يوم الاغتيال وأفرجت السلطات عن خامس في الأسبوع الفائت لغياب الأدلة. والثلاثاء أعلن قائد الشرطة الماليزية خالد أبوبكر أن المشتبه بهم الثلاثة الآخرين احتموا بالسفارة الكورية الشمالية في كوالالمبور التي تراقبها السلطات الماليزية. ويؤكد قائد الشرطة الماليزية أبوبكر أن هناك 3 مشتبه بهم داخل السفارة الكورية الشمالية. وصرح في في بينانغ (شمال كوالالمبور) “سننتظر في الخارج حتى لو تطلب الأمر خمس سنوات. سيخرج أحد في النهاية”. وأضاف “إلى متى سيمكثون بالسفارة… سيخرجون عاجلا أو آجلا”. وتابع “لن نداهم مبنى السفارة وسننتظر إلى أن يخرجوا. أمامنا وقت كبير”. وتغلق الشرطة المداخل عند طرفي الطريق المؤدية إلى السفارة كما انتشر نحو عشرة من رجال الشرطة يرتدون سترات واقية من الرصاص حسبما أفادت تقارير صحافية. واعتبر المحلل الكوري الجنوبي تشانغ يونغ سيوك أن منع الماليزيين من المغادرة يهدف إلى تفادي استجواب مشتبه بهم كوريين شماليين خشية تزويد كوالالمبور بـ”إثبات دامغ” على ضلوع بيونغ يانغ في مقتل كيم. ووجهت السلطات الماليزية التهم إلى امرأتين، الإندونيسية ستي عائشة (25 عاما) والفيتنامية دوان تي هوانغ (28 عاما)، اللتين أكدتا أنهما تعرضتا لخدعة وخالتا أنهما تشاركان في برنامج مقالب تلفزيوني. وأظهرت صور كاميرات المراقبة في المطار المرأتين تقتربان من جونغ-نام وتمسحان وجهه بقطعة من القماش. وتقول الشرطة إنه تعرض لنوبة وتوفي خلال أقل من 20 دقيقة.

مشاركة :