قصة «الخواجة عبدالقادر» الحقيقي: تسببت رؤيا في اعتناقه الإسلام وحصل على الجنسية المصرية

  • 3/8/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

يدخل الإنجليزي «هيربيرت» في حالة اكتئاب شديدة عقب وفاة شقيقه جراء القصف الألماني في الحرب العالمية الثانية، وهو ما دفعه إلى الانقطاع عن عمله، حينها أجبره المسؤولون في الشركة على التوجه إما إلى الهند أو السودان لإكمال مهامه، بسبب تقاعسه عنها أداء واجباته في بلاده. ليقرر «هيربيرت» الانتقال للعمل في السودان، وهناك تعرف على الشيخ «عبدالقادر»، والذي أسلم على يديه، ليطلق على نفسه الاسم ذاته ويتوجه بعدها إلى صعيد مصر، وهناك اعتبره الأهالي وليًا من أولياء الله. هو باختصار القصة التي أبدع الفنان يحيى الفخراني في تجسيدها عام 2012، ضمن أحداث مسلسل «الخواجة عبدالقادر»، والتي أوضحت صفحة «على أبواب المحروسة» بموقع «فيسبوك» بطلها الحقيقي على أرض الواقع. اسم الخواجة هو «جوليوس» ووُلد لأم ألمانية وأب نمساوى في 1907 ببلدة صغيرة بضواحى فيينا، ودرس الطب لمدة عام ثم تركها لتعلم الهندسة، بهدف التخصص فى الكباري وبناء السدود، ثم انتقل لجامعة ميونخ وحصل على دبلوم طبقات الأرض. أتى «جوليوس» إلى مصر فى ثلاثينيات القرن الماضي، ضمن المهندسين المشرفين على بناء خزان أسوان، وتعلق ببلدان الصعيد ورفض الرجوع لوطنه، وحصل على الجنسية المصرية بسبب إقامته فيها لأكثر من 25 عامًا. خلال تلك المدة انتقل «جوليوس» إلى السودان عام 1933 لإتمام بناء خزان «جبل أولياء» على نفقة الحكومة المصرية، وهناك قرأ كثيرًا عن الأديان، خاصةً الإسلام، وبدأ في ملاحظة المسلمين وهم يؤدون شعائر الصلاةً وصوم رمضان وحلقات الذكر، كما استمع لنوبات ومدائح «القادرية المكاشفية»، وهى إحدى الطرق الصوفية التي يعود نسبتها إلى مؤسسها الشيخ عبد الباقي المكاشفي. وفي تلك الأثناء فكر «جوليوس» في دخول الإسلام، وروى لأتباع الطريقة عن تكرار رؤية شيخًا سودانيًا في منامه لأكثر من مرة منذ أن كان فى بلاده، وعندما توجه إلى مدينة الشكينية فى السودان التقى بالشيخ «عبدالباقى». وفي اللقاء اندهش «جوليوس» بشدة لأنه اكتشف أن من يراه في المنام هو الشيخ عبدالباقي المكاشفي، ليعتنق الخواجة الإسلام ويطلق على نفسه «عبدالقادر»، لأن الشيخ ناداه به فور أن قابله. وبعد 14 شهرًا بعث الشيخ عبدالباقي الخواجة إلى الأراضي الحجازية لأداء فريضة الحج، ليعود منها إلى مصر للدراسة فى الأزهر الشريف، كما أنه نسب نفسه إليه، وعرفته السلطات على الأوراق الرسمية بـ«عبدالقادر عبدالباقي المكاشفي»، حسب ما روى في حوار بصحيفة الأضواء عام 1969. وتوجه «عبدالقادر» بعدها إلى «دراو» بمحافظة أسوان، لاعتقاده بأنها شبيهة بمدن السودان، كما أنها محطة لتجارة الجمال المارة عبر دارفور وكردفان، ليبني فيها خلوته على شاطئ النيل موطدًا علاقته بالعمدة الأعيان. الحالة المادية لأهالي «دراو» كانت على غير ما يرام، وعندما رأوا الهيئة الحسنة التي عليها «عبدالقادر» ظنوا أن له كرامات فى جلب المال والحصول على كنوز الفراعنة فى هذه المنطقة، ولملاحظتهم عدم خروجه من خلوته كثيرًا، حتى اعتبروه وليًا. فى أواخر سبعينيات القرن الماضي انتقل «عبدالقادر» إلى قرية «ود أب آمنة» بالسودان، وطلب من أحد الجيران أن يحفر له حفرة عبارة عن متر واحد للطول والعرض والعمق، حتى يقيم الليل فيها لتعبه من الجلوس الطويل، ورغبة منه في الاستناد إلى الحائط أثناء تعبده. وفي أيامه الأخيرة كان ينام بعد أداء صلاة الفجر ويستيقظ في الثامنة صباحًا، وفي يوم وفاته لاحظ الجيران أنه لم يظهر فى موعده المعتاد، ليفتحوا باب غرفته ووجدوه ميتًا، ليدفنوه فيها عام 1980.

مشاركة :