يعد «صرير الأسنان» أو احتكاكها ببعضها خلال النوم بسبب إطباق الشخص النائم على الفكين من العوامل المسببة للإزعاج، سواء للنائم أو للمرافقين له من الأهل، ولهذه المشكلة أسباب متنوعة، وكذلك لها أعراض تستدعي استشارة الطبيب، لتوفير الحلول اللازمة للقضاء عليها.عن «صرير الأسنان» يقول الدكتور بسام مهند أحمد اختصاصي جراحة الفم والوجه والفكين بالعين: «غالباً يحدث أثناء النوم، ويعرف بأنه عملية إطباق الأسنان على بعضها بعضاً بشكل غير طبيعي أو احتكاكها ببعضها بعضاً بشدة، وقد يسبب تلفاً في أسطح الأسنان أو ألماً في الوجه يمتد في بعض الأحيان إلى الرأس، ويكون على نوعين الأول صوت احتكاك متصل، والثاني متقطع كأنه صوت طرق».الأسبابأسباب «صرير الأسنان» كثيرة، وهي عوامل أكثر من اعتبارها أسباباً، فإذا توافرت العوامل حدث الصرير ومن العوامل:1ـ الضغط النفسي؛ حيث نلاحظ حدوث الصرير عند فئة الشباب، الذين يتعرضون لضغط في العمل أو الدراسة مع قلة النوم والسهر.2ـ وجود مشاكل في إطباق الأسنان مع بعضها؛ حيث إن أغلب المرضى بحاجة إلى تقويم للأسنان.3 ـ التدخين بكل أنواعه، لأنه يحدث خللاً في استجابة العضلات؛ حيث من الملاحظ أن أغلب المدخنين لديهم ارتجاف في اليدين. 4ـ استعمال العلكة أثناء النهار بشكل مفرط لساعات طويلة أو أكل الحبوب (الحب أو البذور) بشكل يومي.5ـ المضغ على جهة واحدة لفترة طويلة لوجود ألم في أسنان في الجهة الثانية، ما يؤدي إلى اختلاف توازن الفك الأسفل مع انحراف الفك الأسفل إلى جهة أكثر من الأخرى، ما يفضي إلى اضطراب عضلات الفكين. 6ـ بالنسبة للأطفال أهم سبب استخدام الألعاب الإلكترونية، وخاصة العنيفة منها بشكل يومي ولساعات طويلة.7ـ شرب القهوة قبل النوم يؤدي إلى اضطراب النوم، ما يزيد حدوث الصرير.الآثار الجانبية 1ـ تلف في أسطح الأسنان الخارجية (طبقة المينا) ما يؤدي إلى آلام الأسنان.2ـ زيادة في حركة الأسنان وخاصة الأمامية العلوية منها.3ـ الصداع أثناء النهار وآلام في منطقة مفصل الفك (حول الأذن).4ـ مشاكل عائلية لأنه يسبب الإزعاج لشريك الحياة ويمنعه من النوم. الأعراض ألم أو حساسية مفرطة في الأسنان، وخاصة عند تناول المأكولات والمشروبات الباردة والساخنة والحلويات والحوامض، كذلك يشعر بألم في المفصل الصدغي، وخاصة عند الاستيقاظ في الصباح الباكر، وهذا الاضطراب يصيب الجنسين وتزداد عند الشباب وتقل عند المتقدمين في العمر«صرير الأسنان» أثناء النوم يحدث صوتاً مزعجاً للأشخاص المحيطين، غالباً لا يشعر المريض بـ«صرير الأسنان» إلا بعد حدوث آلام في عضلات الفكين، وخاصة في الصباح الباكر عند الاستيقاظ من النوم، ويزول الألم تدريجياً أثناء النهارطرق العلاج أولاً التشخيص يجب تشخيص الحالة ومعرفة الأسباب والعوامل المسببة، ومن ثم يبدأ العلاج:1ـ علاج الألم بشكل سريع بإعطاء الأدوية المناسبة.2 ـ إعطاء إرشادات للمريض بتقليل العوامل المؤثرة مثلاً أخذ قسط من الراحة والنوم مبكراً ولمدة 7 ساعات يومياً وتقليل التدخين وإيقافه إذا أمكن وشرب الماء قبل النوم، وعدم مضغ العلكة لفترات طويلة، تناول الطعام الطري والابتعاد عن المأكولات القاسية مثل الفواكه المجففة والحلويات القاسية.3ـ أخذ قياسات للمريض وتصنيع (night guard)وهو طبقة مطاطية يقوم المريض بوضعها على أحد الفكين (عادة أسنان الفك الأسفل) أثناء النوم لمنع حدوث الاحتكاك بين الأسنان.4ـ علاج الأسنان التالفة ليتسنى للمريض الأكل على الجهتين بالتساوي.5ـ دراسة إطباق المريض وتحويله إلى قسم التقويم للاستشارة (أغلب الحالات محتاجة لتقويم أسنان). عن أسباب الضغط على الأسنان خلال النوم والأضرار التي تصيب الأسنان من وراء ذلك، يقول طبيب الأسنان الدكتور نيل ميتشل: «يُعرف انقباض أو طحن الأسنان، وعادة ما تحدث تلك الحالة خلال الليل، بـ»صرير الأسنان«، ويستخدم المصطلح الطبي Bruxism لوصف الحالة علمياً».ويرى بعض الخبراء أن «صرير الأسنان» هو مجرد عادة بحتة، إلا أن الكثيرين يعتقدون أيضاً أن «صرير الأسنان» يمكن أن يكون له أسباب كثيرة، والسبب الأكثر شيوعاً هو الإجهاد، ويمكن أن يأتي هذا الإجهاد نتيجة ضغوط الحياة اليومية أو مرور لحظات من القلق أو التوتّر الشديد، مثل فقدان أحد الأحبة أو أكثر، أو قد ينتج أيضاً عن تحوّل سعيد لمسار الحياة مثل ولادة طفل جديد أو الزواج، وتشمل الأسباب الأخرى عندما لا تكون الأسنان مصفوفة أو متناسقة مع بعضها بشكل صحيح (أي سوء إطباق الأسنان) ما يسبب ردود فعل للجسم، ويمكن لـ«صرير الأسنان» أن يكون أحد أعراض الأمراض النادرة التي تصيب أعصاب وعضلات الوجه، وفي حالات نادرة، قد يكون «صرير الأسنان» أحد الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي تعالج الاكتئاب.ويمكن للأشخاص الذين يعانون «صرير الأسنان» أن يتعرضوا لضرر في الأسنان أو كسر حشواتها، ومع فرك الأسنان قد تتعرض الطبقات الخارجية من المينا للزوال، ما يكشف عاج الأسنان، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى حساسية الأسنان الشديدة. ــ عوامل إضافية:- بعض حالات خلل الفك، المسماة أيضاً باضطرابات الفك الصدغي TMDكما يمكنك أن تكون مصاباً بـ«صرير الأسنان» إذا ما واجهت تلك الأعراض:- انكماش عضلات الفك بشكل منتظم.- صوت طحن خلال الليل، وصداع رأس ثقيل في الصباح.- عضلات الفك الضيقة أو المؤلمة ما يضفي الشعور بالانزعاج، وأيضاً بالألم عندما تفتح فمك بشكل واسع، وخاصة في الصباح.- ألم طويل الأمد في الوجه.- ضرر في الأسنان، وحشوات مكسورة ولثة مجروحة.- ألف في مفصل الفك.- التورّم (في بعض الأحيان) في جهة الفك السفلي الناتج عن إطباق الأسنان بشدة. إطباق الأسنان المزمن يحرّك عضلات الفك، مثل رفع الأثقال مما يزيد من حجم العضلات، وعند التوقف عن إطباق الأسنان، تتقلص العضلات، وبالتالي يزول التورّم. إذا ما وجهت أياً من تلك الأعراض، استشر طبيب الأسنان، وسيحدّد إذا ما كنت مصاباً بـ«صرير الأسنان» وكيفية علاجه.فحص الأسنان يقول د. ميشيل: «يوجه طبيب الأسنان خلال الاستشارة أسئلة حول صحة الأسنان بشكل عام، وما هي مصادر الإجهاد التي تواجهها في الحياة، فضلاً عن نوع الأدوية التي تتناولها وعاداتك في النوم وتاريخ وجع الرأس.كما سيقوم طبيب الأسنان بمعاينة عضلات الفك الداخلية والمحيطة بالفك. وسيفحص الأسنان للكشف عن أدلة تشير إلى طحن الأسنان ويتحقق من لين عضلات الفك ومفصل الفك، كما سيكشف عن الأسنان المكسورة والمفقودة وضعف تراصف الأسنان».إذاً تتعلق حالة «صرير الأسنان» بالإجهاد، وستساعد المشورة المهنية على التخفيف منها، وبإمكانك أيضاً اتباع استراتيجيات للمساعدة على الاسترخاء، وتخفيض تناول المنبهات مثل الكافيين والتبغ. حلول عملية بإمكان منع حدوث تلف الأسنان المتعلق بصرير الأسنان. ويعتمد الأسلوب المعتاد على وضع استخدام الجبيرة أو الواقي الليلي لحماية الأسنان لوقف طحن الأسنان. كما يمكن للجبيرة المساعدة على تخفيف الضغط على عضلات الوجه ومفصل الفك، وكذلك وضع الكمادات الساخنة على عضلات الوجه قد تساعد على التخفيف من آلام العضلات وانقباضها الناتجة عن صرير الأسنان. إذا ما تتعلق حالة صرير الأسنان بمشاكل الأسنان، سيقوم الطبيب على الأرجح بتصحيح تراتب الأسنان، وفي الحالات الصعبة، قد يحتاج الطبيب إلى وضع راصعة أو تاج أسنان لإعادة تشكيل أسطح الأسنان بشكل كامل، أو سيقوم بالتوصية بتركيب طوق للأسنان، وقد يعمل الطبيب على صناعة جبيرة أو واقٍ للأسنان يتناسب مع شكل الفم والأسنان، بحيث تساعد على منع المزيد من الحاق الأضرار بالأسنان، وفي بعض الحالات، قد يساعد استخدام هذه الوسيلة إلى إعادة ترتيب أو تقويم الأسنان والعضلات.
مشاركة :