هناك بعض المعتقدات القديمة التي تقول إن داخل كل فرد قوة كامنة يستطيع بها أن يحقق ما يريد، ومن بين هذه المعتقدات أن الجسم يملك القدرة على علاج نفسه بنفسه، ومن خلال قدرته الداخلية. هذه القوة الداخلية هي أساس الفلسفة للمعالجة الطبيعية، وحتى يتحقق ذلك، فإن كل ما يفعله المريض هو توفير أفضل الظروف لتحفيز وتقوية هذه القدرة للقيام بدورها. وهناك اعتقاد آخر بأن المرض ما هو إلا مقاومة هذه القوة الحيوية، ومحاولة إعاقتها حتى لا تقوم بدورها. وحتى لا تعطي الأعضاء والأنسجة الفرصة على أن تقوم بمعالجة نفسها بنفسها. إن المريض في حالة علاجه لنفسه عليه أن يبحث عن الأسباب الحقيقية وراء المرض. سواء كانت هذه الأسباب نفسية، بسبب الضغوط العصبية أو القلق، أو المشاكل الشخصية في العمل أو في البيت. بجوار الأسباب الناتجة من بعض الأمراض العضوية، مثل سوء الدورة الدموية، أو عدم كفاءة القلب، أو الكبد أو غيرها. وعندما يضع الإنسان يده على هذه الأسباب، فإنه يستطيع أن يعالج نفسه من خلال تفاديه لها. وساعتها تنطلق القوة الكامنة الداخلية لتؤدي دورها دون حاجة إلى عقاقير أو أدوية. إن جسم الإنسان مليء بالمعجزات التي لم يكتشفها العلم بعد، والله - سبحانه وتعالى - وضع في الجسم الإنساني قدرات هائلة تحتاج إلى مَن يبحث عنها ويستخدمها. والإنسان القديم لم يعتمد على طبيب لأنه لم يكن موجوداً. ولم يعتمد على دواء لأنه لم يكن موجوداً أيضاً .. ومع ذلك عاش قوياً صحيحاً. فقط لأنه كان يعيش عيشة طبيعية، ولأنه كان يعطي القوة الحيوية الخفية من الجسم مجالها لتعمل. ولتقوم هي بعلاجه ولأنه كان يتحاشى كل ما يعوق عمل هذه القوة الداخلية. أسرار إلهية في هذا الجسم البشري الذي يملك طاقات رائعة، لم نصل إليها بعد. لكن الباحثين يؤكدون وجود هذه القوة القادرة على أن يعالج الإنسان نفسه بنفسه دون أن يعوق هذه القوة الداخلية التي يعطلها عمل الطبيب. وروشتة العلاج هي أن يسمح الإنسان لهذه القوة الخفية الرائعة بالقيام بعملها فقط لا غير. .. همس الكلام: «الإرادة القوية .. تشفي أكثر من الدواء».
مشاركة :