الدوحة - أجرى وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الذي يزور الدوحة محادثات الأربعاء مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بشأن تحسين العلاقات التي توترت بسبب خلاف العام الماضي بين طهران والسعودية. وقالت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء إن ظريف اجتمع مع نظيره القطري خلال زيارته للدوحة وهي الثانية هذا العام. وكانت قطر ودولتان خليجيتان أخريان قد استدعت سفراءها من طهران في يناير/كانون الثاني عام 2016 تضامنا مع السعودية بعد أن أشعل محتجون إيرانيون النار بسفارتها في طهران. وقطعت السعودية والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وزار الرئيس الإيراني حسن روحاني الكويت وسلطنة عمان الشهر الماضي في أول جولة يقوم بها بدول الخليج العربية منذ أن تولى السلطة في العام 2013 مما يشير إلى رغبة إيرانية في إنهاء التوتر القائم مع دول الخليج. وقال دبلوماسي إيراني في الدوحة طلب عدم الكشف عن هويته إن ظريف بحث مع الشيخ تميم كيفية تحسين العلاقات بين البلدين. ولم تعد قطر سفيرها لإيران بعد. وتتهم دول الخليج العربية التي تقطنها أغلبية سنية إيران التي تقطنها أغلبية شيعية بمحاولة توسيع نفوذها داخل الدول العربية وخصوصا في سوريا والبحرين واليمن وأيضا السعي لزعزعة الاستقرار في المنطقة. وتنفي طهران التي من المتوقع أن تستفيد من تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بعد إبرامها اتفاقا نوويا مع القوى الستة العالمية عام 2015، التدخل في شؤون الدول العربية. وينظر للكويت التي تضم أقلية شيعية كبيرة الحجم باعتبارها وسيطا محتملا. وعندما قام أمير الكويت بزيارة إيران عام 2014 كانت زيارته هي الأولى التي يقوم بها حاكم كويتي لإيران منذ قيام الثورة الإسلامية هناك عام 1979. وعلى الرغم من التوترات منعت العلاقات التجارية الطويلة الأمد والاشتراك في حقول نفط وغاز دول الخليج العربية من أن توصد الباب في وجه إيران. وتأتي زيارة ظريف للدوحة بينما تواجه إيران ضغوطا أميركية شديدة على خلفية تجربتها الصاروخية الأخيرة. كما تفاقم التوتر بين طهران وواشنطن منذ وصول الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة في الولايات المتحدة في يناير/كانون الثاني. ويبدو أن إيران تخشى بالفعل المزيد من العزلة الدولية لذلك تسعى لفك عزلتها في محيطها الإقليمي. وسبق أن دعت إلى الحوار مع دول الخليج، لكن السعودية أعلنت صراحة أنه لا يمكن الحوار مع دولة هي أكبر داعم للإرهاب في المنطقة. ومع ذلك لاتزال إيران تبحث عن منافذ في دول خليجية لتفكيك عزلتها وقد تلعب الكويت أو الدوحة أو سلطنة عمان دور الوسيط لتخفيف حدّة التوتر.
مشاركة :