قُتل مدنيان على الأقل، أمس، جراء غارات استهدفت أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق، بعد أقل من 24 ساعة من إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار في المنطقة. في حين طلب «مجلس منبج المدني» مساعدات لنحو 130 ألف نازح فروا إلى مدينة منبج في ريف حلب الشرقي شمال سورية. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبدالرحمن، لـ«فرانس برس»، إن شاباً وامرأة قُتلا أمس، وأصيب 11 آخرون على الأقل جراء غارات استهدفت مدينة دوما، أبرز معاقل الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية لدمشق. وأشار إلى أن طائرات حربية «لم يعرف إن كانت سورية أم روسية» استهدفت مدينتي عربين وزملكا، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي لقوات النظام على مدينة حرستا. وتسبب القصف على المدن الثلاث في إصابة 12 شخصاً على الأقل بجروح. وأضاف عبدالرحمن «إنها الغارات الأولى منذ إعلان روسيا عن وقف إطلاق النار». وقال مراسل لـ«فرانس برس» في مدينة دوما، إن الأهالي سارعوا إلى الاختباء في منازلهم، خشية من تجدد الغارات. وقال سكان من دوما، أمس، إن الوضع «مأساوي والقصف مستمر وكثيف». ويأتي تجدد الغارات إثر هدوء شهدته الغوطة الشرقية لدمشق منذ إعلان الجيش الروسي، مساء أول من أمس، وقفاً لإطلاق النار في المنطقة، قال إن تطبيقه بدأ منتصف ليل الأحد - الاثنين، على أن يستمر حتى 20 مارس الجاري. وتعد منطقة الغوطة الشرقية لدمشق، التي تتعرض بشكل دائم للغارات والقصف، أبرز معاقل «جيش الإسلام»، الفصيل المعارض الذي يحظى بنفوذ في ريف دمشق. ونفى المتحدث العسكري باسم «جيش الإسلام»، حمزة بيرقدار، لـ«فرانس برس»، أول من أمس، «وجود أي تواصل (روسي) مع جيش الإسلام حالياً بشأن الاتفاق المذكور»، وأضاف «إننا لا نمانع أو نرد أي اتفاق من شأنه أن يوقف شلال الدماء ومعاناة شعبنا». ومع تجدد الغارات والقصف، أمس، قال القيادي في «جيش الإسلام»، محمد علوش، إن «إعلان روسيا وقفاً لإطلاق النار في الغوطة الشرقية لدمشق هو إعلان سياسي فقط، لكنه عسكرياً غير منفذ». وأضاف أن روسيا، أبرز حلفاء النظام السوري، «تريد أن تقدم نفسها حيادية وراعية للحل السياسي، ولكن على الأرض الوضع مختلف». واعتبر أن الإعلان الروسي «جاء متأخراً إذ كان من المفترض أن يعلن في الخامس من الشهر الجاري، لكن النظام لم يلتزم»، مضيفاً «حتى مع هذا الإعلان لا يوجد التزام بنظام التهدئة». من ناحية أخرى، قال الرئيس المشترك للمجلس التشريعي للإدارة المدنية الديمقراطية في منبج وريفها، فاروق الماشي، أمس، إن نحو 130 ألف نازح، فروا إلى مدينة منبج والمناطق الريفية المحيطة، في حاجة ملحة إلى المساعدات الدولية. وأضاف أن معظم النازحين غادروا مناطق قرب منبج كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش»، الأسبوع الماضي، مضيفاً أنهم بحاجة إلى مساعدات غذائية وطبية. وقال «نناشد العالم ليقف وقفة إنسانية»، وحقق الجيش السوري المدعوم من روسيا تقدماً سريعاً ضد «داعش»، جنوب المدينة، بينما يحارب الجيش التركي وجماعات معارضة سورية يدعمها، فصيلاً يتخذ من منبج مقراً له غرب المدينة. ونشرت الولايات المتحدة عدداً قليلا من أفرادها في منبج وفي محيطها لضمان عدم وقوع اشتباك بين مختلف الأطراف في المنطقة.
مشاركة :