يعتقد مسؤولون أميركيون وعراقيون، أن زعيم تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي ترك معركة الموصل لقادة العمليات وأتباعه المخلصين، وأنه يختبئ الآن في الصحراء حيث يتركز اهتمامه على بقائه على قيد الحياة. ومن المستحيل التأكد من مكان اختباء البغدادي، الذي نصب نفسه خليفة على المسلمين من المسجد الكبير في الموصل، بعد أن اجتاح مقاتلوه شمالي العراق عام 2014.غير أن مصادر مخابرات أميركية وعراقية تقول إن غياب أي بيانات رسمية من قيادة التنظيم، وفقدان السيطرة على مناطق بمدينة الموصل يوحي بأنه هجر المدينة التي تعد أكبر مركز سكاني خضع لسيطرة التنظيم. وقد ثبت أن البغدادي هدف مراوغ، فنادرا ما يستخدم وسيلة اتصال يمكن مراقبتها، وتقول المصادر إنه يتنقل باستمرار، وفي كثير من الأحيان أكثر من مرة خلال اليوم الواحد. وتضيف المصادر أنها تعتقد من خلال الجهود المبذولة لاقتفاء أثره أنه يختبئ في الغالب بين مدنيين من المتعاطفين معه في قرى صحراوية مألوفة له، لا بين المقاتلين في ثكناتهم في المناطق الحضرية التي يدور فيها القتال. معزول وتشير مصادر المخابرات إلى انخفاض حاد فيما ينشره تنظيم الدولة على وسائل التواصل الاجتماعي، باعتباره دليلا على أن البغدادي وحاشيته يزدادون عزلة. ولم يُصدر البغدادي نفسه رسالة مسجلة منذ أوائل نوفمبر بعد أسبوعين من بداية معركة الموصل، عندما دعا أنصاره لقتال «الكفار» وإراقة دمائهم أنهارا. ومنذ ذلك الحين تتحدث بيانات متفرقة من التنظيم عن هجمات يشنها مفجرون انتحاريون في مواقع مختلفة بالعراق وسوريا، لكنها لا تعلق أهمية خاصة على الموصل، رغم كون المدينة الساحة الرئيسية للقتال. ولم يصدر عن البغدادي أو أي من مساعديه المقربين تعليق على سقوط الشطر الشرقي من المدينة في يناير. قطع طريق ميدانياً، نسب التلفزيون الرسمي العراقي إلى مسؤول بالجيش قوله إن وحدات بالجيش ومقاتلين شيعة سيطروا على طريق يؤدي غربا من الموصل إلى بلدة تلعفر أمس الأربعاء. وذكر التلفزيون الرسمي في نبأ عاجل، أن الفرقة المدرعة التاسعة ومقاتلين من فصيلين شيعيين سيطروا على طريق الموصل-الكسك، ليعزلوا الجانب الغربي من الموصل عن تلعفر. فيما قال اللواء علي كاظم اللامي من الفرقة الخامسة بالشرطة الاتحادية لمراسل رويترز الأربعاء، إن القوات العراقية صدت هجوما مضادا شنه تنظيم الدولة ليلة الثلاثاء، قرب المبنى الحكومي الرئيسي في الموصل، بعد ساعات من انتزاع السيطرة عليه، في إطار سعي القوات لدفع المتشددين لمزيد من التقهقر. وقال إن مقاتلي تنظيم الدولة استخدموا عدة سيارات ملغومة في الهجوم. وأضاف «حاليا نقوم بتطهير المنطقة التي تم تحريرها في الدواسة الخارج والدواسة الداخل ومنطقة نبي شيت». وقال مسؤولون عسكريون إن مقاتلي تنظيم الدولة يواصلون التراجع باتجاه غربي المدينة، لكنهم يبدون مقاومة عنيفة، ويختفون وسط المدنيين، ويلغمون السيارات وينشرون القناصة. ضربات عبر الحدود من جانبه قال رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إن العراق سيواصل ضرب أهداف لتنظيم الدولة في سوريا وفي الدول المجاورة بعد موافقتها. وقال العبادي في مؤتمر في مدينة السليمانية الكردية العراقية «أحترم سيادة الدول، وحصلت على موافقة سوريا لقصف مواقع الإرهابيين التي كانت ترسل لنا سيارات مفخخة». وأضاف: «لن أتردد في ضرب مواقع الإرهابيين في دول الجوار، وسنستمر بمحاربتهم».;
مشاركة :