قالت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» الأميركية، إن الهجوم الذي تشنه القوات العراقية على مدينة تلعفر، آخر حصون تنظيم الدولة في شمال العراق، من شأنه أن يوجه للتنظيم ضربة قوية ويحرمه من طريق الإمداد والهروب معاً. وأشارت الصحيفة أن مقاتلي التنظيم كانوا يعبرون الحدود بين سوريا والعراق بسهولة بسبب سيطرتهم على المدينة ونطاقها، لكن رئيس وزراء العراق حيدر العبادي خيّرهم «ما بين الموت أو الاستسلام». وكانت القوات العراقية قد وجهت ضربة قاسية لتنظيم الدولة الشهر الماضي، عندما أعلنت سيطرتها الكاملة على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق ودرة تاج ما يسمى «خلافة التنظيم»، لكن المقاتلين ما يزال لهم حضور في عدة مواقع في العراق، بما فيها تلعفر المدينة الاثنية التي تبعد 40 ميلاً غرب الموصل. وكانت تلعفر قد سقطت خلال حملة التنظيم عام 2014، الذي حولها إلى نقطة اتصال تربط بين الرقة عاصمته في سوريا والموصل عاصمته في العراق. تقول الصحيفة إن الهجوم العراقي يأتي بدعم أميركي كبير، على لسان رئيس القوات الأميركية في العراق الجنرال ستيفن تونسند، الذي أصدر بياناً يرحب فيه بالهجوم «الذي سيستمر حتى هزيمة تنظيم الدولة وتحرير الشعب العراقي». وحول التداعيات الإنسانية للهجوم، قالت ليز جراند منسقة شؤون المساعدات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة في العراق، إن حوالي 30 ألفاً من سكان المدينة ونطاقها فروا منها قبيل الهجوم. ورغم عدم وجود إحصاءات واضحة لسكان المدينة، إلى أن بعضها يشير إلى أن ما بين 10 إلى 50 ألفاً ما زالوا داخل المدينة، وأن الأمم المتحدة تتوقع أن يتعرض النازحون من المدينة إلى مخاطر بسبب ارتفاع درجة الحرارة. تقول لوس أنجليس إن معركة تلعفر، حيث يتمركز حوالي ألف من مقاتلي التنظيم، يتوقع ألا تكون سهلة، كما أن القوات العراقية لم تسترد عافيتها بعد من حيث الجنود والمعدات بعد حملة على الموصل دامت تسعة أشهر. ورغم أن تلعفر أصغر من الموصل، إلى أنه من المتوقع أن يكون القتال فيها صعباً، خاصة بسبب الطابع الطائفي للمدينة، حيث يسكن فيها سنة وشيعية وتركمان وأكراد، وهو جانب أحدث مشاكل بين جيران العراق خاصة تركيا والعراق وإيران.;
مشاركة :