وضع موقع ويكيليكس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية «سي آي إيه» في مأزق جديد بنشره أمس، 8700 وثيقة بالغة السرية تكشف تفاصيل برنامج القرصنة السري للوكالة، وكيفية تمكنها من السيطرة على الهواتف المحمولة، وأنظمة تشغيل الحواسيب وحتى التلفزيونات الذكية، للتجسس على كل البشر. وذكر الموقع المتخصص في التسريبات، أن الوثائق التي حصل عليها، وعددها 8700 وثيقة جاءت من «شبكة معزولة عالية الأمان» في مقر وكالة الاستخبارات المركزية بإحدى ضواحي واشنطن، وتحدد تفاصيل أن «سي آي إيه» أنتجت أكثر من ألف نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج، التي تستطيع اختراق الأجهزة الإلكترونية، والتحكم بها. واستهدفت هذه الأنظمة، وفق الموقع، أنظمة هواتف آيفون والهواتف العاملة بتقنية «أندرويد سامسومغ» مثل الهواتف الشخصية، التي لا يزال يستخدمها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وبرامج مايكروسوفت المنتشرة وتلفزيونات سامسونغ الذكية، التي يمكن تحويلها إلى مايكروفونات خفية، وفق ويكيليكس، كما جربت الوكالة قرصنة أنظمة التحكم الإلكترونية بالسيارات والشاحنات، مشيراً إلى أن اختراق الهواتف الذكية يجيز لوكالة الاستخبارات المركزية الالتفاف على الحماية، التي يؤمنها تشفير التطبيقات، التي تحقق نجاحاً مثل «واتس آب» و«سيغنال» و«تلغرام» و«ويبو» و«كونفايد»، عبر التقاط الاتصالات قبل تشفيرها. وأوضحت الوثائق أن البرنامج الخاص باختراق الهواتف الذكية يحمل اسم «الملائكة الباكية»، وطورته «سي آي إيه» بالتعاون مع وكالة الاستخبارات البريطانية «أم آي 5»، في حين قامت وحدة أخرى داخل «سي آي إيه» بتطوير برامج تسمح بالتحكم من بعد بهواتف الآيفون وكذلك أجهزة الآيباد والأجهزة العاملة بأنظمة أندرويد، بما يتيح للجواسيس تشغيل الكاميرا والاستماع للميكروفون أو تحديد موقع صاحب الجهاز. وأوضح ويكيليكس أن وكالة الاستخبارات المركزية فقدت السيطرة على ترسانة الوثائق، التي تعرضت للقرصنة «وأنه تم تداولها بين قراصنة ومتعاقدين سابقين مع الحكومة الأميركية، ومن بينهم شخص قدم المواد لموقع ويكيليكس، من أجل بدء نقاش حول الأسلحة الإلكترونية». وذكر الموقع الذي يقوده جوليان أسانج أن نشر الوثائق المتعلقة بأدوات الاختراق هو الأول في سلسلة من الإصدارات، التي تستند إلى مجموعة بيانات تتضمن مئات الملايين من السطور البرمجية المشفرة وكذلك «قدرات الاختراق الكاملة» للمخابرات المركزية الأميركية. وأفاد الموقع أن «هذه المجموعة الاستثنائية التي تحتوي على أكثر من مئات عدة بالملايين من خطوط الشيفرات، تمنح من يملكها قدرات القرصنة الكاملة، التي تملكها سي آي إيه». وأضاف الموقع أن الوثائق تظهر أن «سي آي إيه» أنتجت أكثر من ألف نظام قرصنة من مختلفة الفيروسات والبرامج، التي تستطيع اختراق الأجهزة الإلكترونية، والتحكم بها. وذكر «ويكيليكس»، أن الوثائق المسربة تشير إلى أن «سي آي إيه» لم تتحكم بشكل كاف في أدواتها الخاصة للمعلوماتية لدرجة أنها وقعت في أيدي قراصنة آخرين. وإذا تم التحقق من ذلك، فإن هذه المعلومات ستعد خرقاً صادماً آخر لمعلومات سرية سرقت خلال السنوات الأخيرة من وكالات مخابرات أميركية.
مشاركة :