قرب الموصل - (أ ف ب): تمكنت القوات العراقية أمس الأربعاء من استعادة سجن ضخم كان تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) قد أعدم فيه مئات الأشخاص في غرب الموصل، كما عملت على تطهير المناطق التي استعادت السيطرة عليها في المدينة، ونشرت حواجز تمهيدا لعمليات التقدم المقبلة نحو المدينة القديمة. وباشرت القوات العراقية في فبراير هجوما لاستعادة الجانب الغربي من المدينة، لكن العمليات تباطأت عدة أيام بسبب سوء الأحوال الجوية الذي يحد من الدعم الجوي، قبل أن تستأنف الأحد. وأعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأربعاء أن بلاده لن تتردد في ضرب مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في دول مجاورة إذا كانت تهدد أمن العراق. واستعادت القوات العراقية يوم الثلاثاء عددا من الأحياء إضافة إلى المجمع الحكومي الذي يضم المحافظة ومجلس المحافظة وقيادة الشرطة والمتحف الأثري القديم الذي صور فيه جهاديو تنظيم الدولة الإسلامية أنفسهم وهم يدمرون آثارا لا تقدر بثمن بعد استيلائهم على المدينة، كما استعادت القوات العراقية سجنًا في شمال غرب الموصل أعدم فيه تنظيم الدولة الإسلامية المئات واحتجز نساء إيزيديات أسيرات فيه، بحسب ما أعلن الجيش العراقي. وقال بيان لقوات العمليات المشتركة العراقية إن عناصر الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش العراقي ومليشيا «فرقة العباس» استعادوا السيطرة على سجن بادوش، ولم يحدد البيان ما إذا تم العثور على أسرى داخل السجن وقت السيطرة عليه. وطبقا لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» فقد أعدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية ما يصل إلى 600 سجين في سجن بادوش في العاشر من يونيو عام 2014، حيث أجبروهم على الركوع على طول وادٍ مجاور وألقوهم فيه وأشعلوا النار في جثثهم. وقال النائب العراقي فيان دخيل في ذلك العام إن التنظيم يحتجز أكثر من 500 امرأة إيزيدية في سجن بادوش. واستولى تنظيم الدولة الإسلامية على مساحات شاسعة في عام 2014 وأعلن إقامة دولة الخلافة في الأراضي التي سيطر عليها في العراق وسوريا، لكنه خسر معظمها لاحقا. وقال المقدم عبدالأمير المحمداوي المتحدث باسم قوات الرد السريع: «التركيز اليوم على تطهير المناطق التي تم تحريرها أمس، ورفع العبوات، وتفكيك البيوت المفخخة بالقرب من مبنى المحافظة ومجمع الحكومة ومجمع المحاكم والمتحف». وأضاف أن «تحرير مركز المدينة خطوة أولى ومهمة جدا لبداية تحرير المدينة القديمة». وقال المحمداوي إن «المدينة القديمة منطقة صعبة جدا ومكتظة بالبيوت، ولا توجد ممرات واسعة، وشوارعها بعرض متر ونصف المتر». من جهته، ذكر قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت في بيان أن «وحدات الشرطة الاتحادية نشرت الحواجز لحماية قواتها، وباشرت عمليات تفتيش مناطق الدواسة والندان والعكيدات للكشف عن مخلفات الدواعش تمهيدا لاستكمال عمليات التقدم». إلى جانب ذلك، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الأربعاء أن بلاده لن تتردد في ضرب مواقع لتنظيم الدولة الإسلامية في دول مجاورة إذا كانت تهدد أمن العراق. وقال العبادي في كلمة ألقاها في ملتقى السليمانية في الجامعة الأمريكية شمال البلاد: «أقول مع احترامي لسيادة الدول الأخرى، لن أتردد في ضرب مواقع الإرهاب في دول مجاورة إذا كانت تهدد الأمن في العراق». وأضاف: «حصلت على موافقة الحكومة السورية لضرب مواقع الإرهاب في البوكمال السورية؛ لأن هذه المواقع الإرهابية هي التي تعد السيارات المفخخة التي ترسلها إلى بغداد وباقي المدن العراقية».
مشاركة :