معركة البقاء تتجسد على خط النار بالموصل

  • 3/9/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

القوات العراقية تعمل على تطهير المناطق التي استعادت السيطرة عليها من تنظيم داعش، وتنشر حواجز تمهيدا لعمليات التقدم المقبلة.العرب  [نُشر في 2017/03/09]خط أمامي متغير الموصل (العراق) - جلس محمد فتحي هادئا على كرسيه البلاستيكي وأصابعه تدير حبات المسبحة عندما انطلقت نيران مدفع رشاش من بيت مجاور ومرت رصاصات فوق رأسه بينما كانت طائرات هليكوبتر تطلق نيرانها على أهداف قريبة في غرب الموصل. نظر فتحي (70 عاما) الذي له من الأحفاد عشرة نظرة ارتياح. ففي اليوم السابق اقترب منه الموت أكثر من ذلك بكثير. ويروي فتحي كيف استخدم مقاتلو تنظيم داعش الطابق العلوي من بيته لإطلاق النيران من بنادق القنص والمدافع الرشاشة على القوات العراقية المتقدمة بينما كانت أسرته وغيرهم ممن أخرجتهم الحرب من ديارهم يقبعون في الطابق السفلي. ولو أن مقاتلي التنظيم صمدوا بضع دقائق أخرى لكانت غارة جوية قد هدمت البيت على رؤوس من فيه. وقال فتحي "الحمد لله تراجعوا من هنا ووصلت القوات لتجدنا وحدنا." وأضاف "أحد الجنود قال لنا إنهم كانوا سيطلبون ضربة جوية بعد خمس دقائق لأن المقاومة كان مصدرها بيتنا". دار فتحي حول بيته وهو يعرج وعلى رأسه غطاء باللونين الأحمر والأبيض ليشير إلى الدمار الذي أحدثه مقاتلو التنظيم بالبيت. فقد حطموا خزانة ملابس لاستخدامها كمتراس وإسناد بنادقهم عليها كما قلبوا سلة للوقوف عليها أثناء إطلاق النار على القوات المعادية. وقال إن بعض المقاتلين كانوا يتحدثون باللغة الروسية وإنهم غادروا مواقعهم في الحمامات بالطابق العلوي وتراجعوا عبر البيت المجاور من خلال فتحات أحدثوها في الجدران. وأضاف مستخدما اسما شائعا للتنظيم "عندما وصل الجنود لم نكن متأكدين مما إذا كان داعش مازالوا هناك. ابني ذهب للتأكد وكانوا قد رحلوا". دخلت قوات مكافحة الشغب البيت قرب الغروب يوم الاثنين، ويوم الثلاثاء كانت عربات مدرعة ترابط أمام البيت أو تطلق النيران من مبان مجاورة على مواقع التنظيم على امتداد الخط الأمامي المتغير. وشهد القتال لإخراج التنظيم من الشطر الغربي من الموصل آخر معاقل التنظيم الكبرى في العراق معارك في الشوارع تقدمت فيها القوات العراقية من بيت لبيت في اقترابها من أكثر المناطق كثافة سكانية في المدينة. مواقع قتالية بيت فتحي واحد من بيوت كثيرة استخدمها مقاتلو داعش كمواقع قتالية أثناء انسحابهم نحو وسط المدينة محتمين بالسكان المدنيين البالغ عددهم 750 ألفا في غرب الموصل. وكانت القوات العراقية المدعومة من الولايات المتحدة استعادت السيطرة على شرق الموصل في يناير وهاجمت أحياء على الضفة الغربية من نهر دجلة في 19 فبراير. وفي بعض الأحيان تباطأ تقدم القوات سعيا لتفادي وقوع خسائر بشرية في صفوف المدنيين بينما كان مقاتلو التنظيم يستخدمون السيارات الملغومة والقناصة.الهرب من "الدواعش" قال العريف مروان هاشم من قوات مكافحة الإرهاب الذي يرابط في البيت المجاور لبيت فتحي "داعش يتراجعون بيتا بيتا كما يستخدمون الأنفاق التي حفروها للهرب." وأضاف "يتخذون لهم مواقع على أسطح البيوت لإطلاق النار". واستخدمت قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية التي لحقت بالجنود الثلاثاء الفتحات التي أحدثها المتشددون للتنقل وتجمع أفرادها في فناء البيت لتخطيط الهجوم التالي. وقال أفراد في وحدة هاشم إنهم واثقون أن حي المنصور في الموصل سيسقط في غضون ساعات. غير أن مقاتلي التنظيم يبدون مقاومة عنيفة. أسلحة كيمياوية وأجفل جندي مدفعية من قوات مكافحة الشغب كان يقف عرضا في مدخل البيت المشرف على الخط الأمامي وتراجع بسرعة بينما أصاب صاروخ مبنى قريبا. وسرت في الهواء رائحة غاز نفاذة لبضع دقائق ووضع هاشم كمامة طبية على فمه. وسبق اتهام التنظيم باستخدام أسلحة كيماوية في العراق وسوريا ما أدى إلى إصابة مدنيين. لم يصب أي من أقارب فتحي بسوء خلال الأيام التي حارب فيها مقاتلو التنظيم من بيت الأسرة. وكان فتحي يؤوي بضع عشرات من الناس الذين فروا من بيوتهم في المنطقة. وتراكمت على الأرض أكوام من الأحذية خارج الغرف السفلية حيث كان حوالي 30 رجلا وامرأة وطفلا من المنطقة يعيشون وهم لا يدرون ما إذا كان من الأمان العودة إلى بيوتهم. قال فتحي وقد بدا عليه الابتهاج لأن بيته من البيوت التي لم يصبها سوء "كلنا ظللنا داخل الغرف أثناء وجود مقاتلي داعش هنا. كنا نأكل ونشرب وننام ونصلي هنا".

مشاركة :