النقاش حول اللغة العربية في المغرب لم يعد نخبويا

  • 3/10/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

ينظم "الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية" المؤتمر الوطني الرابع للغة العربية من 10 الى 11 مارس/اذار بقاعة المحاضرات بالمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط. ويرفع المؤتمر المغربي شعار "العربية لغة الهوية والمعرفة والتواصل"، ويتناول في دورته الحالية موضوع "اللغة العربية والإعلام: الواقع والرهانات". وقال فؤاد بوعلي، رئيس "الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية"، إنه "للمرة الأولى في المغرب يصبح النقاش حول اللغة العربية، اليوم، جزء من النقاش العمومي، وتصبح لغة الضاد قضية مجتمعية"، بعد أن كانت "قضية نخبوية". وتأتي التظاهرة الفكرية وفق بوعلي "في سياق النقاش العمومي حول قضايا الهوية واللغة العربية". وأوضح رئيس الائتلاف أن هذا النقاش النخبوي كانت تتقاسمه أطراف ثلاثة، هي علماء الدين والوعاظ، ثم رجالات الحركة الوطنية والسياسيين، وأخيرا الأكاديميون في الجامعات. لكن اليوم، وللمرة الأولى، يصبح النقاش حول اللغة جزءا من النقاش العمومي والمجتمعي، وتصبح قضية اللغة العربية قضية مجتمعية. وبوعلي، الحاصل على الدكتوراة في اللسانيات، أوضح أنه "تم اختيار موضوع (اللغة العربية والإعلام الواقع والرهانات) للمؤتمر، في محاولة لمقاربة واقع اللغة العربية والهوية المغربية داخل الإعلام الوطني، وكذلك مناقشة واستشراف مستقبل هذا الواقع، في ظل الهجمة المنظمة والمحكَمة ضد العربية ومقومات الهوية الوطنية". واضاف "لا بد من وضع إطار مرجعي يوحد بين مختلف الهيئات والمؤسسات الإعلامية بالمغرب، وجعله بداية لتعاون حقيقي للنهوض باللغة الرسمية للوطن". وستعرف أشغال المؤتمر الذي ينطلق بجلسة افتتاحية الجمعة، مشاركة نخبة من الأساتذة والباحثين والإعلاميين من أجل معالجة واقع اللغة العربية في الإعلام واستشراف رهاناته. ويكرم المؤتمر شخصية السنة ممثلة في الأستاذة خناثة بنونة صاحبة أول تجربة صحفية نسائية. كما سيشهد المؤتمر إطلاق "عهد الصحافة الوطنية" والتوقيع على مذكرات تفاهم بين الائتلاف والمعهد الثقافي الإفريقي العربي بباماكو مالي من أجل النهوض بالعربية في العمق الإفريقي للمغرب. وتنتظم التظاهرة بشراكة مع وزارة الثقافة ووزارة الاتصال والإيسيسكو وأكاديمية المملكة المغربية والمكتبة الوطنية للمملكة المغربية والمعهد الثقافي الإفريقي العربي بباماكو مالي وجامعة محمد الخامس الرباط ومؤسسة علال الفاسي ووكالة المغرب العربي للأنباء ومكتب تنسيق التعريب والجماعة الحضرية للرباط والنقابة الوطنية للصحافة المغربية وفيدرالية الناشرين المغاربة. وشهد قطاع النشر في المغرب حضورا مكثف للغة الضاد ونموا بنسبة 19 بالمائة وتراجع اللغة الفرنسية وهيمنة الاعمال الأدبية. وحققت حصيلة النشر الاجمالية بالمغرب سنة 2016 نمواً قدر بنسبة 19 بالمائة مقارنة بسنة 2015، وشهدت حضور اللغة العربية بكثافة. وبلغت حصيلة المنشورات المغربية، حسب تقرير اول من نوعه في العالم العربي لمؤسسة "الملك عبدالعزيز آل سعود للدراسات الإسلامية والعلوم الإنسانية" بالدار البيضاء، نشر في وسائل الاعلام الأربعاء، ما قدره 3304 وثيقة. ويتوزع هذا العدد إلى 2807 من الكتب، و497 من المجلات الأكاديمية والثقافية. وكشف التقرير عن نمو حضور اللغة العربية في قطاع النشر، حيث بلغت 82.5 بالمائة في سنة 2016، في الوقت الذي كانت محدودة في 58 بالمائة في أواسط الثمانينات. بالمقابل تراجعت اللغة الفرنسية إلى 394 عنوانا في السنة نفسها، حيث لم تعد تغطي سوى 14.5 بالمائة من المنشورات المغربية. وقال معدو التقرير إن "توجه التعريب لم يفتأ يترسخ باتساع قاعدة المتعلمين، وتزايد أعداد طلبة الجامعات في التخصصات الأدبية والاجتماعية والانسانية التي خضع تدريسها للتعريب في أواسط السبعينات من القرن الماضي". وحسب التقرير الذي يصدر للسنة الثانية، فلم يؤثر التعريب بالمغرب في لغة الكتب الصادرة فحسب، وإنما أثر أيضا في هيمنة حقول معرفية أكثر من أخرى. وكانت حصيلة الأعمال الأدبية هي أكبر ما أنتجه المغاربة، حيث بلغت 25 بالمائة من إجمالي الكتب المنشورة.

مشاركة :