«بين أيام مفعم نهارُها بجدية البحث العلمي، وليالٍ مترعةٍ بأضواء الشعر وأمواج الألحان، وكأنما أصغى لها الخليج ليحمل أصداءها، مترنماً بعطاء الكويت الضافي إلى أبناء الوطن العربي وإلى الإنسان حيثما كان».بهذه العبارة المفعمة بالعطاء الإبداعي، استهلت المذيعة سودابة علي حفل الختام لمؤتمر ومهرجان الموسيقى الثاني مساء أمس الأول، على مسرح أحمد باقر بالمعهد العالي للفنون الموسيقية، لتطلق العنان لنفحات آلة «العود» التي فاحت روائحها نغماتٍ وألحاناً، بأنامل واحد من أكبر عازفي العود وعاشقيه في تاريخ الموسيقى العربية الأسطورة نصير شمّة، وسط جمهور غفير من عشاق الموسيقى، تقدمهم الوكيل المساعد في وزارة التعليم العالي نائب المدير العام للشؤون الإدارية والمالية لأكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي، ورئيس المهرجان عميد معهد الموسيقى الدكتور محمد الديهان ولفيف من الشخصيات العامة.بعدما قدمت للحفل المذيعة سودابة علي مرحبة بالحضور ومثنية على فعاليات المهرجان، ألقى الوكيل المساعد نائب المدير العام لأكاديمية الكويت للفنون غالب العصيمي كلمة بهذه المناسبة أشاد فيها بكل ما شملته فعاليات المهرجان، مشيداً بجهود القائمين عليه التي انعكست في الصورة المشرفة التى ظهر بها، ومشيراً إلى أنه يحمل تحيات وزير التربية وزير التعليم العالي لجميع القائمين على هذا المهرجان والمشاركين فيه.وقال إن الجهود التي شهدها لاسيما في وجود كوكبة كبيرة من العازفين ومشاركة فعالة من الطلاب وكذلك تكريم نخبة من فناني المعهد أعطى هذه الدورة زخْماً فنياً كبيراً، لافتاً إلى أن المعهد العالي للموسيقى والمعهد العالي للفنون المسرحية سيندرج تحت الكيان الجديد، وهو أكاديمية الكويت للفنون ومن المتوقع إنشاء معهد للسينما وآخر للفنون الجميلة خلال المرحلة المقبلة ليتكاملا مع معهدي المسرح والموسيقى.من جانبه ألقى الدكتور محمد الديهان كلمة أشاد فيها بنتائج هذه الدورة من المهرجان وما حققته البحوث العلمية والندوات النقاشية والليالي الموسيقية، وقال المؤتمر والمهرجان كان ينبوعاً متدفقاً بالجديد والمفيد في البحوث العلمية والرائق الممتع في الإبداعات الموسيقية، مردفاً: «فكم أفادتنا جميعاً البحوث المشاركة في المؤتمر بخبرة الأساتذة ورؤى الباحثين، وأضافت إلى هذه الفوائد ورش العمل التي حضرها مبدعون متميزون، فضلاً عن أن الليالي الغنائية الموسيقية امتزجت فيها بوادر الربيع المشرق بسحر الكلمات والإيقاع وعطاء العلم وجمال الإبداع، مشيدا بكل من دعم ومشاركة في هذه الدورة وفي مقدمهم وزير التربية وزير التعليم العالي».وتمنى الديهان في ختام كلمته أن يستمر مؤتمر ومهرجان الكويت الموسيقي ملتقى إنسانياً يجدد في دورته الآتية تعميق التواصل الإنساني على ضفاف البحث العلمي والإبداع الموسيقي.ظهر على مسرح أحمد باقر نصير شمّة يحمل في يديه عودين ليحلق بمعزوفاته إلى آفاق من المتعة في كل تفاصيل الموسيقى، وينثر عبير الحب والشغف بنغمات عوده مفجراً بخور الإبداع مع نفحات العود، ومحققاً أقصى درجات الإبهار للحضور بأعذب النغمات، فقد بدأ الحفل بمعزوفة رومانسية، وما كاد يفرغ منها حتى قال: «هذا العود صناعة كويتية لصانع العود يعقوب جاسم، وأعزف به للمرة الأولى إهداء للجمهور الكويتي»، ثم عاد ليكمل مشوار النغم مع مقطوعة إيطالية بعنوان «كاريس» تميزت بالإحساس وعمق اللحن، ثم حرك وجدان الحاضرين عندما عزف «بين النخيل» ثم قدم «رقصة الفرس» والتي ألفها عام 1989 حين كان في عمان وشاهد الفرس على سفح الجبل، وألهب حماس الجمهور بمعزوفة من مقام الحجاز بعنوان «حالة وجد»، أعقبتها مقطوعة «عالم بلا خوف»، ليعيد الأجواء من جديد إلى المقامات العراقية من خلال مقام «الخلبات» ويتبعها بمقطوعة «قصة حب شرقية»، مختتماً حفلته بمقطوعة «العامرية»، مسدلاً الستار على ليلة إبداعية ستبقى طويلاً في ذاكرة الحضور.«حفلي العالمي في الكويت... 8 أبريل»شمّة: كلام فارغ... ما زعمه عنِّي سفير إسرائيل في «اليونسكو»بعد نهاية الحفل أكد نصير شمّة أنه قدم مجموعة من المقطوعات «الصولو» بناء على طلب إدارة معهد الموسيقى وإدارة المهرجان، لأن الطلاب لديهم رغبة في ذلك، مشيراً إلى أنه سيقدم حفلاً ضخماً في الكويت يوم 8 أبريل المقبل مع فريق «غلوبال» العالمي، وهو مكون من مجموعة من أهم العازفين في العالم بمعنى أي عازف من كل قارة.وتابع شمة أن هذا الفريق قدم حفلاً على المسرح الأولمبي في باريس، ووصف بأنه أهم حفل بهذه الطريقة منذ 20 عاماً، وكذلك في بغداد في 21 ديسمبر العام الماضي ، وقدم حفلاً في السودان منذ 10 أيام، لافتاً إلى أن هذا الفريق ينشد السلام في العالم، ويعزف الموسيقى لتحقيق هذا الغرض.وفي ما يتعلق بما يحمله معه في أي مكان يذهب إليه، قال شمّة: «أهتم دائما بتقديم أفضل ما لديّ، لأن الناس لا تنظر إلى الشكل أو الشبه، ولكنهم ينظرون إلى ما تقدمه لهم وما تحمله من فكر، وهذا مهم لنا في الثقافة الموسيقية»، لافتاً إلى أنه لا يهتم بالظهور وحده في العزف، لكن لديه تجارب متعددة.وعن الإثارة التي أطلقها السفير الإسرائيلي في «اليونسكو» بأن شمة سيقدم حفلاً في الدولة العبرية، أكد عاشق العود أن «هذا كلام فارغ، ولا يمكن أن يحدث»، مشدداً على أن مواقفه واضحة، وأنه قد تحدث عن هذا الأمر على صفحته الشخصية، حيث كان يتم تسميته سفيراً للسلام من قبل «اليونيسكو» في باريس، بحضور سفراء ووزراء عراقيين، ولم يعرف بوجود السفير الإسرائيلي، ولم يعرف بنفسه، ولم تذكر كلمة إسرائيلي في المكان.
مشاركة :