لماذا أفعل.. أو لا أفعل؟

  • 4/25/2014
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

هل تبحثون عن حل جذري لكل أسقامنا الحياتية.. المحسوبية.. عدم تحمل المسؤولية.. التعدي على القواعد النظامية.. الخ؟ من الجميل أن تبحثوا عن حلول تعيد تشكيل الأنظمة الإدارية وإجراءات العمل، وتسألوا عن الضوابط الكفيلة بمتابعة تنفيذها؛ ولكن من المهم أن تلتفتوا إلى أمر أساسي وهام جداً ألا وهو دراسة منهجية التفكير التي نتبناها في إعداد الفرد. لا بد أن ننظر إلى أساليب التربية التي نتبناها.. أنظر مثلاً لما يحدث عندما تأمر ابنك بعدم الخروج من البيت، وعدم اللعب في الشارع، وتأمره أيضاً بأن يقضي ساعات طويلة في مراجعة دروسه وحل واجباته.. وحين يصدر منه سلوك غير سوي، يكون أكثر ما تقدمه له هو أن نأمره بألا يعود إليه ثانية. ها أنت تحرضه لتبني أهداف سلبية حين تضعه في إطار الأمر.. افعل أو لا تفعل.. ولا تزيد كثيراً باعتبار أنك ندرك الأهداف الإيجابية من وراء الأمر.. ولكن هل يدركها ابنك؟ لا بد ـ إذاً ـ من إعادة النظر في منهجية التفكير، بحيث تكون مبنية على استيعاب الإنسان لأثر السلوك الذي يمارسه عليه وعلى الآخرين.. لماذا أربط حزام الأمان؟.. لماذا أحترم النظام وألتزم بتعاليمه؟.. لماذا أراجع دروسي وأؤدي واجباتي؟.. لماذا لا أكثر الخروج إلى الشارع؟.. لماذا لا أغش؟.. لماذا لا أكذب؟.. لماذا؟.. لماذا؟ تذكرون قصة الفتى الذي جاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه السماح له بالزنا.. هل قال الرسول عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام لذلك الفتى إن الإسلام يحرم الزنا؟.. أي أن الفعل مخالف للنظام. لقد ذهب رسول الهدى صلوات الله وسلامه عليه إلى عمق المصلحة المترتبة عن الامتناع عن مثل هذا السلوك، وأخرج لنا حارساً قوياً من عمق الرغبة.. أترضاه لأمك؟.. أترضاه لأختك؟.. والفتى في كل مرة يقول: لا. فيقول الحبيب المصطفى بأبي هو وأمي: فكذلك الناس لا يرضونه لأمهاتهم وأخواتهم. لا أحد يرضى أن يُتعدى عليه أو أن تُسلب حقوقه.. فلماذا لا زلنا نقبله على غيرنا؟ أعيدوا النظر في منهجية التفكير.

مشاركة :