أكد فضيلة الشيخ عيسى يحيى شريف ضرورة الدعوة إلى الخير باعتبارها دعوة إلى الله تعالى وإلى الحق، في ظل ما يشهده المجتمع البشري من صراع بين الدعوة إلى الخير والدعوة إلى الشر، ولاسيما في هذا العصر الذي انتشرت فيه وسائل الإعلام ووسائل التواصل المتنافسة.وقال: «إن الدعوة إلى العمل بالقرآن الكريم والسنة النبوية مباركة، وهي أزكى الأعمال وأفضل الأقوال، وتقف ضدها الدعوة إلى الشر، ويزخرفها غرورا وفجورا الشيطان الرجيم وأعوانه ممن انخدعوا بتلبيساته والاستجابة لدعوة الشيطان وأصبحوا معه في النار {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}». وأكد في خطبة الجمعة التي ألقاها بمسجد علي بن أبي طالب بالوكرة أن الدعوة إلى الشر ليس لها جماهير يكتفون بالنظر والمشاهدة، بل هم ينزلون في الحلبة للمشاركة الفعالة في الدعوة إلى الشر، وبث سمومهم ونشر أبواقهم، لافتا إلى أن جماهير الدعوة إلى الخير المكتفين بالجلوس والمشاهدة كثيرون، وإذا رأوا الدعوة إلى الخير تهزم لا يكترث الكثير منهم ولا يبذل أي مجهود للمشاركة في الدعوة إلى الله، وقد علم من الدين بالضرورة أن كل مسلم ومسلمة يجب أن يقوم بدوره في الدعوة إلى الله حتى تنصر دعوة الحق وتهزم دعوة الباطل. وأضاف خطيب الجمعة أن الدعوة إلى الله ليست محصورة في فئة مخصوصة من المسلمين، أو أنها على العلماء خاصة كما يظن البعض، وإنما المكلف بالدعوة إلى الله كل مسلم ومسلمة شهد ورضي بالله ربا، وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا، قال الله عز وجل: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ} أليس أنت أيها المسلم وأنت أيتها المسلمة من أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو أمره الله أن يقول: {هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي} ويقول الله تبارك وتعالى: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}، فهو القدوة والأسوة عليه الصلاة والسلام. وقال إن المسؤولية في الدعوة إلى الله هي على جميع المسلمين؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «بلغوا عني ولو آية»، ومعناه أنك أيها المسلم إذا حفظت آية وفهمتها وعملت بها وجب عليك أن تبلغها فقد يسمعها منك مسلم فيزداد إيمانا، وقد يسمعها منك كافر فيهتدي ويسلم، وفي الحديث: «لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم»، ويقول عليه الصلاة والسلام: «نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها فبلغها من لم يسمعها»، ونضر معناه الدعاء بأن يجعل الله وجهه مضيئا، فاتقوا الله عباد الله وابذلوا كل وسيلة متاحة ومباحة للدعوة إلى الله حتى تنهزم دعوة الباطل.;
مشاركة :