القدوة الحسنة تغرس القيم بالمجتمع

  • 3/11/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

قال فضيلة الدكتور محمود عبدالعزيز يوسف إن القدوة الحسنة من أفضل الوسائل وأقربها للنجاح وأكثرها فاعلية في حياة المتربين، منبها إلى أن كلمات المربين ستظل مجرد كلمات ويظل المنهج مجرد حبرا حتى يكونون قدوة حسنة للمتربين.وأضاف خلال خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بجامع عقبة بن نافع بالريان الجديد أن الإسلام أعطى جانب القدوة الحسنة اهتماما كبيرا إذ لم يقف الأمر عند إنزال الكتاب على الرسل الكرام والحديث عن قصصهم وعرض سيرتهم، بل أمر باتباعهم والاقتداء بهم، وتلا قول الله تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}، وأوضح أن أهمية القدوة الصالحة تكمن في عدة جوانب أبرزها أنها تثير في نفوس الآخرين الإعجاب والمحبة التي تتهيج معها دوافع التنافس المحمود فيتولد لديهم حوافز قوية لأن يتمثلوا أخلاق وأفعال قدوتهم. وأضاف أن القدوة الصالحة المتحلية بالقيم والمثل العليا الحميدة تعطي للناس قناعة بأن بلوغ هذا المستوى الرفيع من الأمور الممكنة وأنها في متناول قدرات الإنسان وطاقاته، وأشار إلى أن واقع الناس يشكو القصور والانحراف رغم انتشار العلم، ما لم يقم بذلك العلم علماء وقادة عالمون مخلصون يصنعون من أنفسهم قدوات في مجتمعاتهم، يترجمون ذلك العلم إلى واقع عملي يفهمه الجميع، وهذا يسهل في إيصال المعاني الأخلاقية ويحدث التغيير المنشود إلى الأفضل. ونبه إلى إن غياب القدوة الصالحة من المجتمع عامل رئيس في انتشار المنكرات واستفحالها وإفشاء الجهل بين الناس، وتابع: «تكمن أهمية القدوة الصالحة في كونها تنشر العلم وتمنع المنكرات، لذلك فنحن نحتاج إلى قدوات يدعون الناس بأفعالهم لا بأقوالهم». وأضاف: «لا ينكر أحد ما للمدرس القدوة من الأثر الكبير في الرقي وإصلاح المجتمع الإنساني علميا وخلقيا وأدبيا وصحيا واجتماعيا؛ لأن أثر المدرس الصالح يظهر على نفوس تلاميذه فيغرس فيهم الفضائل والأخلاق الحسنة وما يراه خيرا للأمة والوطن». هذا هو منبع السلوكيات المحمودة أكد عبدالعزيز أن القدوة الصالحة أعظم من المناهج الدراسية والقوانين الجامعية أو الأبنية الفخمة؛ لأن للأستاذ الجامعي أثرا كبيرا على طلابه في علمه وأدبه وعمله ومهارته التدريسية وسائر أخلاقه وتصرفاته، موضحا أن القدوة الصالحة عنصر رئيس ذو أهمية بالغة في البناء والتربية، كما أنها ليست وحدها الكفيلة في بناء الأشخاص وتربيتهم، فهناك جوانب أخرى يجب مراعتها في العملية التربوية، إلا أن هذه الجوانب الأخرى لا تؤتي ثمارها أيضا بغير القدوة الصالحة، بل قد تأتي بثمار عكسية إذا وجدت القدوة السيئة، ونبه إلى أن القدوات التي يغلب عليها الجانب النظري أو الفكري ويضعف عندها الجانب العملي والروحي والدعوي هي فتنة للمتعلمين والمتربين. وشدد على أن القدوة الصالحة من أعظم المعينات على بناء العادات والأخلاق والسلوكيات الطيبة لدى المتربي حتى إنها لتيسر معظم الجهد في كثير من الحالات، والإسلام لا يعتبر التحول الحقيقي قد تم سواء من قبل المربي أو المتربي حتى يتحول إلى عمل ملموس في واقع الحياة. ولفت إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان قدوة للناس في واقع الأرض يرونه، وهو بشر منهم تتمثل فيه هذه الصفات والطاقات كلها فيصدقون هذه المبادئ الحية؛ لأنهم يرونها رأي العين ولا يقرؤونها في كتاب وهم يرونها في بشر فتتحرك لها نفوسهم وتهفو لها مشاعرهم ويحاولون أن ينهلوا منها كل بقدر ما يطيق أن ينهل وكل بقدر ما يحتمل كيانه الصعود;

مشاركة :