«بوليوود باركس دبي»، كفيل بأن ينقلك إلى بلاد العجائب، لتسير جنباً إلى جنب مع الأفيال، وتتأمل الأبقار الهاجعة في الشوارع، وتستمتع بإطلالتك على فنادق مومباي، وربما تستطيع أن تلتقي وجهاً لوجه بالمهاتما غاندي، أو تنظر في عيون أنديرا، وتنصت إلى نهرو.حالة الهند، بلاد المليار نسمة، انتابتني ما إن بدأت خطواتي تحط على أرض منتزه بوليوود، وصوت مرافقتي وحده، كان كفيلاً بأن يجعلني أفيق من حالة التأمل، عندما بدأت تتحدث قائلة: هو المنتزه الترفيهي الأول من نوعه، الذي يعرض تجارب أفلام «بوليوود» الأصيلة بكل تفاصيلها المذهلة، من خلال معالم الجذب الترفيهية والألعاب التي تنتشر عبر خمس مناطق سينمائية متخصصة، وهي: «بوليوود بوليفارد»، و«مومباي تشوك»، و«راستيك رافين»، و«رويال بلازا»، و«استديوهات بوليوود السينمائية»، التي تضم قاعة الأبطال، وخلال اليوم، يستقبل المنتزه نحو 20 عرضاً مباشراً تقدم على 5 منصّات، وهي: «روك أون»، و«كروس رودز»، و«مومباي إكسبرس»، و«رانجامانش»، و«نجوم على الطريق». همسات الجدران تركت مرافقتي وهرولت إليه، لم أكن في حاجة إلى أن أنصت سوى إلى همسات جدرانه الرقيقة التي تنطق بأجمل وأوفى قصة حب عبر التاريخ، «تاج محل»، الرمز الأسطوري للهند أم العجائب، ذلك الصرح الرومانسي الذي تجده عبر يديك، وعينيك على أرض دبي، أقف أمام تاج محل الذي شيد بتقنية عالية، تشعر معها بأنك تقف أمامه على أرض الهند، استطاع صوت رومينيكا ديفرونا الهندية الشابة، التي وقفت تسرد قصة هذا الصرح لأحد السائحين، أن يجعلني أنصت لها، خاصة عندما قالت: إنها حياة امرأة ضربت أروع الأمثلة على الوفاء والإخلاص، فتفتحت لها أبواب التاريخ الواسعة، وأصبحت سيرتها على كل لسان، وصار ضريحها إحدى عجائب الدنيا السبع، هي المرأة الهندية المسلمة، التي رفعت من شأن نساء العالم في ذلك الوقت، وأثبتت أن العقل والعاطفة والعمل، خطوط متساوية لا تناقض فيها على الإطلاق، ومن روعة وتفرد هذا المكان؛ الذي يقصده مالا يقل عن ثلاثة ملايين شخص سنوياً من داخل وخارج الهند؛ تغنى به العديد من الشعراء مثل طاغور، فيما وصف الشاعر الانجليزي السير «إدوين أرنولد» تاج محل بقوله الشهير: هي ليست قطعة معمارية كغيرها من الأبنية، ولكنها رغبات إمبراطور، تعكس حب إمبراطور سامِ، كتبت بأحجار حية، ورغم مرور أكثر من 350 عاماً على بناء تاج محل، إلا أنه لا يزال شعاع البدر الهادئ والمتهادي؛ بني بمشاعر الحب البيضاء. وختمت الهندية حديثها قائلة: فخر لكل هندي أن يرى تاج محل على أرض مدينة دبي، فهي بالفعل تقدر الجمال، وتصون التاريخ.جنيفر رومارينيا الأمريكية الجنسية، وقفت أمام البناء الذي يجسد تاج محل مشدوهة، ولم تملك سوى أن تلتقط بعض السيلفيات معه، اقتحمتها متسائلة عن سر حبها للمكان، فأجابتني: لم تتح الفرصة لي لزيارة الهند، ولكني أعشق هذا المكان، وتمنيت لو أنني سافرت إليه، والحق أن وجوده في بولييود دبي، السبب في زيارتي لها، تاج محل هو تذكار لأجمل قصة حب شهيرة، ويعد من عجائب الدنيا السبع، وترجع تسميته إلى إمبراطور كان يعيش في الهند، اسمه شاه جيهان، مع زوجته الحسناء المحبة، التي كان اسمها ممتاز محل، ومعناها «مختارة القصر»، واستمر البناء أكثر من ثماني عشرة سنة، استخدم أكثر من 20 ألف عامل، لإنجاز ذلك الضريح عام 1643، وقد تم جلب مواد البناء من مختلف أنحاء العالم: السعودية، مصر، الهند، لذلك فأنا أعتبره من أروع إنجازات الفن المعماري في العالم.
مشاركة :