على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب أقيمت مساء يوم الخميس أولى فعاليات البرنامج الثقافي الذي تنظمه اللجنة الثقافية بالمعرض والتي جاءت بعنوان "حديث في الرواية" شارك فيها الروائي حجي جابر، والروائية د. هيفاء الفريح، بإدارة الكاتبة والروائية رحاب أبو زيد. بدأ حجي جابر الحديث عن الأساطير التي تثبط من عزيمة الكاتب، جاء أولها اختيار الوقت المناسب للكتابة، مشيراً هنا إلى أن الروائي يتأخر في كتابة روايته انتظاراً للحظة غير معلومة معتقداً أنه يكون فيها قد بلغ الجاهزية الكاملة "هذه اللحظة المناسبة قد لا تأتي إلى الأبد، وأن اللحظة المناسبة هي الآن". والأسطورة الثانية الإلهام "وهي حيلة أخرى لتجنب الكتابة ورهقها برهنها للمزاج وتقلباته"، مؤكداً أنه يجدر بالكاتب أن يملك مشروعاً يلتزم به بعيداً عن تلك التقلبات، وجاءت الأسطورة الثالثة بمقولة "أن الموهبة وحدها تكفي"، مبيناً أنها قد تكفي في صناعة الرواية الأولى "لكنها لا تضمن الاستمرار"، مضيفا: رحلة الكتابة بحاجه إلى حفر واشتغال وتعلم وتمرين. أما الأسطورة الرابعة فهي "بلوغ ذروة التجويد" حيث قال حجي جابر: "ينبغي أن يعرف كل مقبل على الكتابة أن عملية مراجعة النص وتجويده لن تصل إلى نهاية أبداً، وأننا سندفع بالكتاب إلى المطبعة دون بلوغه تلك الذروة"، والأسطورة الخامسة هي "أن الكتاب سيشق طريقه وحيداً"، مؤكدا على أن بعض الكتّاب يتشبثون بهذه الفكرة حيث تنتهي علاقته بكتابه بمجرد صدوره. وختم حجي جابر حديثه بالأسطورة السادسة وهي "أن الناشر سيوصل كتابك لكل قارئ"، مشيراً في هذه الفكرة أنه ليس بالضرورة أن الناشر قرأ كتابك قبل نشره، وأنه بالفعل سيوصل كتابك لكل قارئ. بعد ذلك قدمت د. هيفاء الفريح ورقتها والتي جاءت بعنوان (الشخصية الصوفية في نماذج من الخطاب الروائي المعاصر)، أشارت فيها إلى أن ورقتها لا تحكي الخطاب الصوفي الذي طرق مراراً وتكراراً، وإنما ركزت على الصوفية بوصفها الشخصية الرئيسية التي تقوم الرواية عليها، والتي حصرتها في 3 نماذج لروائيين متنوعي الأقطار والأفكار، وفي شخصيات صوفية مختلفة النماذج عالمية وعربية ومحلية، كما نوهت إلى أن التراث الصوفي عودة معرفية عامة قبل أن تكون أدبية، وأكدت أن هناك الكثير من المفكرين عادوا إلى عالم الروحانيات والتي جاءت بمثابة رد فعل على الحضارتين المادية والعقلانية. كما تطرقت الروائية إلى الشخصية الصوفية بين الخطابين التاريخي والتخيلي، حيث أشارت إلى الرواية التي تتحدث عن شخصية تاريخية يشدها غالباً قطبان؛ قطب تاريخي يوجد خارجها ويكون سابقاً لها، وقطب أدبي يتشكل معها وفيها وبها. كما بينت د. الفريح كيفية تحول المفهوم الصوفي القديم إلى مفهوم روائي حديث، من خلال اختيار الروائي الحديث الشخصية الصوفية والذي لا يكتفي بنقلها من كتب التاريخ وصياغتها على شكل حكاية، مشيرة إلى أن الخطاب التاريخي لا يكفي تحويلها إلى خطاب قصصي دون تجريب حقيقي لتوظيف أهم مفاهيم الصوفية في الخطاب القصصي. حجي جابر
مشاركة :