اللاعب حسين درويش في بداية العقد الثالث من عمره يندرج اسمه تحت مظلة أبطال الأولمبياد الخاص البحريني في المنظمة العالمية التي تحتضن لاعبين متميزين من ذوي الإعاقة وتخرج أبطالا في مختلف الأنشطة الرياضية. ولد حسين توأمًا مع أخته التي ولدت طبيعية بينما هو تعرّض لحالة تسمى بـ«الأسفكسيا» أي ضعف شديد في وصول الأكسجين الى دماغه فأدى الى تعرّضه للاختناق عند الولادة فأثر ذلك سلبيًا عليه ليكتب له القدر أن يكون من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. وتحدثت والدته عن بداية طفولته في قلة إدراكه وتأخره في المشي والجلوس والحركة والاستجابة للآخرين بالنسبة للأطفال من هم في سنّه، كما أنه بدأ المشي بعد السنة الثانية من عمره، بينما كانت أسنانه الأسرع نموًا. ومن هنا بدأت معاناة الوالدين في البحث عن مستشفيات في داخل المملكة وخارجها لمعالجة ابنهما، فسافرت والدته معه الى ألمانيا ولكنها لم تحصل على العلاج له فرجعت وأخذته الى العلاج الطبيعي بسبب مواجهته صعوبة في تحريك يده ورجله في الجانب الأيمن من جسده. توفي والده وهو في السادسة من عمره ما أثر ذلك على حياته هو وأخوانه، وبدأ مشوار الأم في تحمل مسؤولية ثلاثة أطفال بلا أب والسعي لنجاحهم والمساهمة في جعلهم منتجين في الدراسة والعمل والمجتمع، فقررت أم حسين أن تسجله في إحدى المدارس الحكومية ولكن في ذلك الوقت لم تكن ثقافة دمج أطفال ذوي الإعاقة في المجتمع سائدة، وقد واجه الطفل صعوبات في الصف المدرسي مما جعل معلماته يستدعين والدته لإقناعها بإخراجه من المدرسة؛ لأنه لا يصلح للدراسة بحسب قولهن. فسعت أمه جاهدة بأن يتعلم فأدخلته معهد الأمل للتربية الخاصة والذي يحتضن الحالات البسيطة والمتوسطة من الإعاقات. وقالت والدته: «حسين سريع العصبية أحيانًا إلا انه حنون جدًا علينا فبمجرد ان يصل الى المنزل يباشر بالاطمئنان علي وعلى اخوته ويتأكد بعدم احتياجي لأي شيء». وذكرت أيضًا: «بالرغم من انه كثير النسيان أحيانًا ألا انه يتذكر أباه في كل وقت ويكرر كلامه وطريقة حديثه واسلوبه، أي انه دائم الحديث عن والده ويشتاق إليه». وعن عمله قالت: «أتمنى أن يحصل ابني على وظيفة أقل جهدًا وأكثر تقديرًا من وظيفته الحالية فهو يعمل مساعد نجار في الجو الخارجي، ففي الصيف يرجع البيت وهو شديد التعب من حرارة الجو، وهو على هذا العمل منذ 10 سنوات ولم يزدد راتبه ولا حتى بالقليل المرضي». يشهد مدربوه في الأولمبياد الخاص بأنه من اللاعبين المفضلين في الأولمبياد لكونه محبوبا بين أصدقائه وأكدت مدربه كابتن رضا سبت بأنه لاعب متميز حاصل على العديد من الجوائز والمراكز في مختلف البطولات المحلية والدولية، بينما شاركت مدربته وفيقة خليل وقالت: «حسين من المتحدثين الرسميين في الأولمبياد ويشجع اللاعبين باستمرار في التمارين والبطولات ويحب تعلم الكثير وشارك في مؤتمرات دولية حيث قابل فيها المتحدثين الرسميين في مختلف الدول وشاركهم الأحاديث والتجارب».
مشاركة :