اليابان هي إحدى محطات الدول الكثيرة التي زارها، سواء حين كان أميراً لمنطقة الرياض، أو ولياً للعهد، وكانت من ضمن أولويات الدول التي زارها، تقديراً منه لأهميتها، وحرصه على أن تكون العلاقة بها ومعها في تصاعد ونمو، وبحسب ما يلبي مصلحة الدولتين والشعبين. وكان خادم الحرمين الشريفين محقاً في هذا، فاليابان دولة لها أهميتها، خاصة في المجال الاقتصادي والصناعي، حيث تتبوأ مركزاً متقدماً على مستوى العالم، وحيث إن هناك في المملكة حاجة إلى الخبرة اليابانية، وإلى التعاون استثمارياً وصناعياً وتجارياً، ما جعل اليابان في عين قادة المملكة منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز وإلى اليوم. * * زار الملك سلمان اليابان عام 2014م بعد أكثر من ستين عاماً على التبادل الدبلوماسي بين المملكة واليابان، وفي الزيارة دعا اليابانيين إلى الاقتراب منا أكثر، الاقتراب من ثقافتنا الإسلامية والعربية، فلدينا الكثير - يقول الملك سلمان - مما نود اطلاعكم عليه، لتكتشفوا الكثير من المبادئ والتعاليم والقيم التي نشترك فيها معاً، نحتاج إلى من هم في علمكم، وإلى مثلكم لفهم ثقافتنا، فاليابان - بحسب ما قاله رئيس الوزراء شينزو آبي - صديق قديم للعالم العربي، ويسعى لبناء شراكة شاملة مع دول الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص المملكة العربية السعودية، فهي شريك مهم للغاية لأمن الطاقة في اليابان. * * في زيارة الملك سلمان الأولى لليابان، أحيطت الزيارة باستقبال مهيب، وتم التعامل مع الضيف الكبير بمسؤولية عالية، وتقدير يستحقه، فقد منحته جامعة (واسيدا) إحدى أعرق الجامعات اليابانية شهادةَ الدكتوراه الفخرية في الحقوق خلال الزيارة، وذلك تقديراً منها لإسهاماته البارزة في المملكة والعالم، وإثر ذلك قال الملك سلمان: «أشكركم على منحي شهادة الدكتوراه الفخرية من هذه الجامعة العريقة، وهو ما أعتز به، لكنني أعتبره تكريماً للسعوديين كافة»، فيما وصف رئيس الجامعة د. كاورو كامانا الملكَ سلمان بالحنكة السياسية، والثقافة الثرية، وإنجازاته الكبرى التي أسهمت بشكل محوري في تطور المملكة على الصعيدين المحلي والدولي. * * وفي زيارة الملك سلمان لليابان كان من بين ما قاله آنذاك عن اليابان عندما كان ولياً للعهد إن تجربتها مثيرة للإعجاب، ومسيرتها ملهمة للدول في سعيها للتنمية، فاليابان الشريك التجاري الثالث للمملكة، والشريك الاستثماري الثاني لها في مجال البتروكيماويات. وفي زيارة الملك سلمان عام 2014م لليابان تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات مع اليابانيين بحضوره شخصياً، بهدف نقل التقنية، والتدريب، وتبادل الخبرات، في مجال الصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتشجيع المشاريع المشتركة، وقيام صناعات متكاملة، وهو ما أكدته اجتماعات مجلس الأعمال المشترك واللجنة السعودية اليابانية المشتركة، أي أن الزيارة السابقة للملك سلمان حددت أوجه التعاون بين الدولتين، بشكل يهيئ مع الزيارة الجديدة للملك، ومع الإعلان عن رؤية المملكة زيادة نطاق التعاون بين الرياض وطوكيو. * * هناك تحديات كثيرة - ولا شك - أمنياً، واقتصادياً، ولكن تطابق وجهات النظر بين الدولتين، وجديتهما في السعي للتغلب عليها، من خلال التعاون الثنائي المشترك، سوف تعزز مع زيارة الملك الجديدة لليابان فرصَ النجاح في تحقيق الأهداف، والتغلب على المعوقات. * * ولا بد من التذكير والملك سلمان يقوم حالياً بزيارته الجديدة لليابان، بأن البيان المشترك الذي كان صدر في ختام زيارة الملك سلمان لليابان، أشار إلى أن لدى اليابان فرصة للاستثمار في المملكة في العديد من المجالات من بينها: الصناعة والطاقة والبيئة والبنية الأساسية والخدمات المالية والتعليم والصحة وتطوير القوى العاملة. يتبع...
مشاركة :