دور إيران يتمثل في إعداد الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام وتحت قيادته من الناحية الظاهرية بهدف تأسيس بنية أساسية لاستنساخ حزب الله السوري.العرب [نُشر في 2017/03/12]جيش النظام لم يعد قوة موحدة تتمتع بالقدرة على تأمين كل أجزاء البلاد بمفردها نيويورك/ القاهرة- نشر معهد دراسات الحرب الأميركى هذا الشهر تقريرا ذكر أنه نتاج تعاون بينه وبين " مشروع التهديدات الخطيرة" التابع لمعهد إنتربرايز الأميركى لأبحاث السياسات العامة ، وأن ما تضمنه التقرير من آراء هو جزء من جهد استغرق شهور عديدة لصياغة وتقييم المسارات السياسية التى يمكن للولايات المتحدة اتباعها لمواجهة التهديد الذي يمثله فى سورية تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وتنظيم القاعدة. ويشير التقرير الى أن فكرته الأساسية تقوم على أساس أن نظام الرئيس بشار الأسد لا يعتبر شريكا لأميركا قابلا للاستمرار ضد داعش والقاعدة، وأن روسيا وإيران اخترقتا سلطات القيادة والتحكم فى الجيش العربي السوري على كل المستويات. كما أن التحالف الموالي لنظام الأسد لا يستطيع تأمين كل سوريا . كما يؤكد التقرير أن أي استراتيجية أميركية تعتمد على القوات الموالية للنظام فى القضاء على الجهاديين والسلفيين فى سوريا سيكون مصيرها الفشل. وأوضح التقرير ان جيش النظام لم يعد قائما كقوة مقاتلة موحدة ومتماسكة تتمتع بالقدرة على تأمين كل أجزاء البلاد بمفردها. واشار إلى أن انشقاق بعض الجنود وهروب البعض الآخر بالإضافة إلى الاستنزاف الذى عانى منه الجيش طوال السنوات الماضية أدى إلى خفض فى قوته القتالية يصل لأكثر من النصف، وأن القوة بلغت نحو 100 ألف جندي فى عام 2014 ، وأن عددا قليلا فقط منهم يتراوح ما بين 30 ألف و40 ألف جندي يمكن الاستعانة بهم فى العمليات الهجومية. وحول دور إيران في سوريا ذكر التقرير أن إيران توفر عددا كبيرا من القوة البشرية التى يواجه الجيش السورى عجزا فيها ، وذلك لتأمين المكاسب المهمة التى تحققها القوات الموالية للنظام على الأرض. وتقوم إيران بإدارة تحالف يضم حوالى 30 ألف مقاتل من بينهم مقاتلون من الحرس الثوري الإسلامي ، وحزب الله اللبناني والمليشيات الشيعية العراقية، ومقاتلون شيعة أفغان، مع العلم أن إيران أرسلت نحو 7000 من مقاتليها إلى سوريا من بينهم عناصر من القوات البرية التابعة للجيش الإيراني. وأشار التقرير إلى أن إيران كان لها دور مهم فى إعداد الجماعات شبه العسكرية الموالية للنظام ، وتحت قيادة النظام من الناحية الظاهرية فقط، ويتمثل هدفها من وراء ذلك في تأسيس بنية أساسية طويلة الأجل لكى يكون هناك " حزب الله سوري". وشاركت إيران وحزب الله بالقيام بدور مهم فى تأسيس قوات الدفاع الوطني السورية على غرار قوات الباسيج الإيرانية. كما تولت إيران الإشراف على حملات تجنيد فى أنحاء البلاد وكانت أحيانا تنافس النظام السورى فى ذلك بصورة مباشرة من خلال عرض مرتبات تنافسية. و بالنسبة لروسيا أشار التقرير إلى أنها دعمت الجيش العربي السوري والهياكل الرسمية للدولة، وتقدم للجيش بصورة مباشرة أغلبية مساعداتها العسكرية والتى تشمل بعض الأسلحة المتقدمة. وسعت روسيا جاهدة لأن توضح أن مشاركتها العسكرية فى سوريا هي نتيجة اتفاق ثنائي بين حكومتين شرعيتين لمواجهة الإرهاب. ولكن من ناحية أخرى أضعفت روسيا من سيادة النظام من خلال سيطرتها على العمليات الكبيرة فى شمال البلاد فى أواخر عام2015. وأكد التقرير فى نهايته على أن أي سياسة ترفع من شأن روسيا والأسد فى مواجهة الجماعات السلفية الجهادية سوف تؤدى إلى تمكين إيران فى سوريا، وفى الوقت نفسه ستفشل أي محاولة لدق إسفين بين روسيا وإيران نظرا لدور إيران المهم فى سوريا. كما أشار التقرير إلى أن روسيا أو إيران لا تتطلب أي نهاية للحرب الأهلية فى سوريا أو هزيمة داعش، وأن الدولتين شاركتا فى الحرب فقط لقمع خصوم النظام وتدعيم قدرة كل منهما على العمل بحرية فى المنطقة وطرد الولايات المتحدة من الشرق الأوسط. وذكر التقرير في نهايته أنه "على هذا الأساس يتعين على الولايات المتحدة العمل على استعادة نفوذها وانتزاع تنازلات مهمة من التحالف الموالي للنظام وعدم الاستسلام للأعداء الاستراتيجيين من أجل مكاسب غير دائمة فى مواجهة داعش والقاعدة".
مشاركة :