لم أستطع العثور على بديل للعنوان له نفس القدرة على التعبير. على أي حال، كل من له سابق تواصل مع اللهجات المحلية في قرى وبوادي الجزيرة العربية لن يجد صعوبة في فهم العنوان. المحدثون من الشباب في الحواضر هم الذين يحتاجون إلى تفسير لمحتوى العنوان. المثل شعبي ويعني أن الإِنسان لا مشاكل له مع أصحاب العقول، والمبحل بفتح الحاء هو الاختلاف لدرجة العناد، والرجل البحله هو الذي ينشب في حلقك لأنه أحمق وعنيد. وصلني المثل من صديق عزيز اسمه راشد ضمن حوار بالواتساب. راشد أرسل لي مقولة للروائي الإنجليزي ويليام قولدنج هذه ترجمتها: أعتقد بغباء النساء حين يحاولن الوصول إلى التساوي مع الرجال. إنهن أرقى من الرجال بمراحل وكن دائماً كذلك. أي شيء تقدمه للمرأة سوف تجعله أفضل. إذا أعطيتها علاقة زوجية حميمية أعطتك طفلاً، إذا أعطيتها منزلا أعطتك سكناً. إذا أعطيتها مشتريات من البقالة أعطتك وجبة غذائية لذيذة. إذا أعطيتها ابتسامة أعطتك قلبها. المرأة تضاعف وتكبر ما تعطيه لها، وهكذا فإنك عندما تقدم لها كومة من النفايات عليك أن تكون مستعداً لاستلام طن من الفضلات. كان تعليقي على مقولة قولدينج: ما أحلى هذا الكلام من رجل عاقل يا راشد. أجاب الصديق راشد : أصحاب العقول ما بهم مبحل، أي لا مشاكل مع أصحاب العقول. الكاتب القصصي الإنجليزي ويليام قولدينج من أصحاب العقول الكبيرة، العقول الفائضة بالإِنسانية والإبداع، وفازت روايته «سيد الذباب» بجائزة نوبل. هذا الكاتب المقدر عالمياً بعقله وإِنسانيته وإبداعاته هذا هو رأيه عن المرأة، وأنها تتصرف بغباء عندما تحاول الوصول إلى المساواة بالرجل، فهي أفضل منه بكل شيء. عندما نضع هذا الرأي في المرأة أمام رأي المتحكمين في عقول المجتمع السعودي والعربي والإسلامي بالإجمال، كيف ينظرون إلى المرأة وبأي مقاييس يزنون قدراتها الاجتماعية والإِنسانية والإبداعية، عندئذ ندرك أننا في مأزق إِنساني وحقوقي حقيقي مع المرأة. وعلى الرغم من ذلك لم تصل الأحوال بنساء هذه البلاد إلى درجة تقديم طن من الفضلات للرجل الذي يعطيها كومة من النفايات، فهي ما زالت الكائن المعطاء بدون مقابل. المعنى المستبطن هنا ليس النفايات والفضلات المادية، بل تلك التي لها علاقة بالإهانات اللفظية والإزاحة الاجتماعية وفرض الوصاية ممن هم دونها في العقل والعطاء. فعلاً أصحاب العقول ما بهم مبحل، لكن المبحل بمن يرون أنهم هم وحدهم أصحاب العقول، فهؤلاء هم ومنهم وبهم المبحل.