قررت فصائل المعارضة المسلحة السورية مقاطعة محادثات «أستانة 3» المقررة اليوم وغداً، وذلك في مؤشر على نفاد صبرها حيال عدم تنفيذ روسيا تعهداتها لجهة إجبار النظام السوري على الالتزام بوقف إطلاق النار الهش، في حين انضم حي الوعر المحاصر في حمص إلى القائمة الطويلة للمدن والبلدات التي هُجّر أهلها تحت وطأة القصف والحصار.وتزامن ذلك مع ظهور قوات روسية في قاعدة عسكرية في غرب منبج بريف حلب، بعد أيام على نشر الولايات المتحدة قوات في داخل منبج، تحسباً لوقوع صدام كردي - تركي. (تفاصيل ص 38)وفي حين وصل، أمس، إلى أستانة، وفد النظام برئاسة مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، قال الناطق باسم وفد الفصائل أسامة أبو زيد «قررت الفصائل عدم المشاركة في محادثات أستانة»، معدداً من بين الأسباب «عدم تنفيذ أي من التعهدات الخاصة بوقف إطلاق النار» الذي تم التوصل إليه برعاية روسية - تركية في 30 ديسمبر من العام الماضي.ولفت مراقبون إلى أن غياب المعارضة عن «أستانة 3» (التي ترعاها تركيا وروسيا وإيران) سينعكس سلباً على محادثات «جنيف 5» التي تنعقد في 23 الجاري (تحت مظلة الأمم المتحدة)، لاسيما مع تأكيد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا أن أي تقدم في المسار السياسي رهن بتثبيت وقف إطلاق النار.وفي تكرار لسيناريو التهجير الذي طبقه النظام في مدن وبلدات بريف دمشق، أعلن محافظ حمص طلال البرازي، أمس، التوصل لاتفاق «مصالحة» مع المعارضة السورية لإخلاء حي الوعر المحاصر في مدينة حمص.وأوضح أن تنفيذ الاتفاق سيكون برعاية روسيا، عبر تسوية أوضاع المسلحين في الحي وخروج الرافضين للتسوية على دفعات مع عائلاتهم خلال 6 إلى 8 أسابيع.بدوره، أفاد أبو زيد أنه تم أمس توقيع الاتفاق، موضحاً أن بنوده تقضي بخروج من يرغب من ثوار وأهالي الحي باتجاه الشمال إما إلى ريف حمص الشمالي وإما ريف ادلب وإما جرابلس، فيما سيطبّق النظام على من سيبقى داخل الحي القوانين والأحكام التي قد تكون الاعتقال أو القيد للخدمة العسكرية الإلزامية.وأفادت المعلومات أن ما بين عشرة آلاف و15 ألف شخص سيغادرون في مجموعات خلال الأسابيع المقبلة، وأن أول مجموعة ستضم 1500 شخص.وعلى وقع التطورات المتسارعة، ظهرت الأعلام الروسية إلى جانب الأعلام السورية فوق قاعدة عسكرية تتمركز فيها قوات روسية في جب الحمراء غرب مدينة منبج بريف حلب شمال سورية، بعد أيام من انتشار قوات أميركية بالقرب من المدينة لمنع أي اشتباك تركي - كردي.وظهر في شريط فيديو جنود روس يحرسون مدخل القاعدة وضابطان من قوات النظام السوري يتبادلان الحديث مع ضابط روسي.كما ظهرت في الفيديو شاحنات عسكرية تدخل وتخرج من المعسكر، إضافة إلى مدرعة روسية ناقلة للجند تقف بجوارها سيارة لأحد ضباط قوات النظام.(عواصم - وكالات)
مشاركة :