تمكين المرأة الإماراتية في التنمية الاقتصادية

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

عندما تأتيك شهادة ثقة من جهة بعيدة متخصصة في التقييم الاستثماري والعلمي، فإنها تحفزك بالتأكيد للمزيد من تعزيز مصادر قوتك. قبل أيام احتفلنا مع العالم بيوم المرأة، وما رافقها في العادة من استعراض تنافسي أممي في أرقام الأداء النوعي، وقد حظيت المرأة الإماراتية خلالها بتوصيف منصف في العديد من المناسبات فائقة التخصص وذات مضامين شديدة الأهمية. حصل ذلك كثيراً خلال العديد من المناسبات التي نشارك فيها على مستوى العالم، ولطالما استمعنا إلى مداخلات نقاشية حول مدلولات أرقام النمو الاقتصادي ومدى ارتباطها التبادلي مع تمكين المرأة، حيث لا يتردد المتحدثون في وصف الإمارات بأنها الأولى على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في موضوع تمكين المرأة اقتصادياً واستثمارياً، وفي وجود خطة مركزية للدولة في هذا المجال، تعود إلى منتصف سبعينات القرن الماضي وتأخذ في رؤية أبوظبي 2030 نهجاً استراتيجياً محكوماً للتقييم الرقمي في الأداء. ولم نكن لنستغرب ذلك حتى في المناسبات المتخصصة نظراً لإدراكنا أن القرار الاستثماري لكبريات المؤسسات الاستثمارية العالمية يأخذ موضوع تمكين المرأة بعين الاعتبار، وهى تقرأ قدرات الاستدامة في نمو أسواق المال والاقتصادات المحلية للدول المختلفة. مثل هذه الشهادات العالمية المتخصصة، تجعلنا في سوق أبوظبي للأوراق المالية نحتفي بالمرأة، ليس فقط يومين في السنة (الخامس من أغسطس والفضل فيه لـ«أم الإمارات»، والثامن من مارس كشراكة عالمية) وإنما نعيش الحفاوة ونمارسها على مدار السنة، إيماناً بأهمية شراكة المرأة الاقتصادية والاستثمارية، واحتساباً للنتائج الملموسة التي نسعى للمزيد منها. لقد تأسس سوق أبوظبي للأوراق المالية قبل 17 عاماً على قاعدة شديدة الوضوح وهي الشراكة المتكافئة للقطاعات النوعية وفي مقدمتها الجندرية. وبنفس الرؤية القيادية التي كانت سباقة في تمكين المرأة من خلال اتحادات المرأة الإماراتية وسيدات الأعمال وفي التوظيف والتشغيل على كل المستويات، فقد حظيت المرأة في سوق أبوظبي للأوراق المالية بتمكين مؤسسي في الإدارة والتشغيل وصناعة القرار، ومثله في منظومة الإبداع والابتكار التي جعلت من هذا السوق يتصدر قوائم المقارنة الإقليمية. مفهوم الاحتفاء بالمرأة المواطنة من خلال تمكينها بالتدريب وبتذليل العقبات وتوسيع الفرص، يراه سوق أبوظبي للأوراق المالية من زوايا براجماتية، فضلاً عن التزامات المواطنة الرشيدة التي أثبتت فيها المرأة الإماراتية، كفاءة عالية في الرؤية الاستثمارية وفي اتخاذ القرار. في الأرقام الموثقة، بلغت قيمة تداولات المستثمرات المواطنات في سوق أبوظبي للأوراق المالية منذ تأسيسه ما يزيد على 111 مليار درهم، منها نحو 4 مليارات العام الماضي، وما كان ذلك ليتحقق لولا أن ثقافة استثمارية تبلورت لدى المرأة الإماراتية، في نمط ودوافع وسلوكيات الاستثمار ومصادر معلوماته. ففي أكثر من دراسة ميدانية، تأكد أن المرأة الإماراتية أكثر ميلاً للاستثمار متوسط وطويل المدى، وأبعد عن الحاجة للمضاربة. ربما لاطمئنانها إلى مصادر الدخل الثابت المتنامي، ويقينها من أنها تحظى من طرف القيادة والدولة بكافة شواهد الرعاية وموجبات السعادة في مجتمع الخير المستدام. لدينا في سوق أبوظبي للأوراق المالية أكثر من 70 ألفاً يحملن رقم مستثمر في سوق أبوظبي للأوراق المالية يحزن أسهماً قيمتها السوقية تتجاوز 19 مليار درهم. وعندما نعرف أن قيمة مدخرات النساء في الإمارات تزيد عن 15 مليار دولار نستشعر حجم المطلوب من الجميع لتوسيع وتعميق الثقافة الاستثمارية السليمة لدى المرأة الإماراتية حتى نجعل من هذه المدخرات إحدى الروافع الموعودة للسوق ولرؤية أبوظبي 2030. قبل بضعة أسابيع أجرى «السوق» دورة تدريبية على التداول التشبيهي والثقافة الاستثمارية لطلاب الكليات العليا أظهرت فيه الفتيات الإماراتيات استعداداً ملفتاً لدخول مجال الاستثمار على نحو يعزز الثقة والتفاؤل بأن ما نشهده من شراكة كفؤة للمرأة في المسيرة الاستثمارية والتنموية، أمامها فرص مضاعفة يتولاها جيل قادم من النساء تأسس على الوفاء والإبداع ليصنع مشهداً قادماً من التنمية المستدامة التي نستحق الاحتفاء الموصول.

مشاركة :