نشر موقع «ميدل إيست مونيتور» البريطاني مقالا للكاتب طلحة عبد الرازق، الباحث في معهد الدراسات الاستراتيجية والأمن بجامعة اكستر، للتعليق على الأزمة بين تركيا وهولندا على خلفية منع الأخيرة وزيرين تركيين من دخول أراضيها، وتوعد القادة الأتراك هولندا بإجراءات عقابية. يقول الكاتب إن ما حدث يكشف عن ازدواجية المعايير الأوروبية، معتبراً أنه لو كان حدث هذا الأمر من قبل الحكومة التركية كان الأوروبيون سيصفون الرئيس رجب طيب أردوغان بالمستبد، ويبدؤون في إدانة تركيا، لعدم قبولها «القيم الأوروبية»، والسخرية من الأعراف والقوانين الدولية. وأشار الكاتب إلى أن هناك استفتاء مصيريا من المقرر عقده في تركيا بشأن مستقبل البلاد، لافتا إلى أن الرئيس أردوغان يريد من الأتراك أن يصوتوا بـ»نعم» لتحويل تركيا إلى دولة ديمقراطية رئاسية مثل الولايات المتحدة. وأكد الكاتب أن السماح للسياسيين الأتراك بتنظيم حملة في ألمانيا للتصويت بـ»لا»، في حين يتم ازدراء وتجاهل المدافعين عن التصويت بـ»نعم» ومن بينهم وزير العدل، يُظهر الغطرسة الأوروبية، وازدواجية المعايير، وانحيازهم في استفتاء تركي داخلي. ورأى أن قيام السلطات الهولندية بمنع وزيرة الأسرة التركية فاطمة بيتول سايان من الوصول إلى القنصلية التركية في روتردام، وهي أرض تحت السيادة التركية بموجب القواعد والاتفاقيات الدبلوماسية والدولية، هو أمر مضحك ومخجل، مضيفاً: «لو قامت تركيا بذلك مع أي دولة أوروبية فلن نرى نهاية للإدانات». واعتبر الكاتب أن ردود الأفعال الأوروبية «المتشنجة» تجاه ما حدث تكشف عن زيادة الميول المعادية للمسلمين، فضلا عن الخوف البدائي مما يعتبرونه عمليات «التوغل العثماني» في أوروبا.;
مشاركة :