يواصل معرض الرياض الدولي للكتاب احتضان عشرات المثقفين السعوديين الذين يمموا وجوههم صوب المعرض من مختلف أنحاء المملكة، في تظاهرة تعكس حجم العلاقة مع الكتاب كأهم مصادر المعرفة. وتشهد أروقة المعرض ازدحاماً من جمهور جاء الآلاف منهم من مناطق سعودية بعيدة، بهدف الحصول على الكتاب. وضمن الفعاليات المصاحبة لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أقيمت مساء أول من أمس مسرحية «مملكة الألوان»، بالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون بالأحساء. وتتحدث المسرحية عن مملكة من الألوان دبت بينهم الخلافات والصراعات، نتيجة فتنة أراد البعض زرعها بينهم، من خلال إيهام الألوان بأن كلا منهم يستطيع أن يرسم اللوحة وحده دون أي مساعدة من أحد، إلا أن الجميع فشل في ذلك، وبرزت هنا أهمية التمازج والتعاضد والتعاون، والتي من خلالها نحافظ على تلك المملكة، وقد نالت المسرحية إعجاب الحضور من الأطفال. المسرحية من تأليف سلطان النوه، وإخراج محمد الحمد، وشارك في تمثيل العمل كل من: عبد الرحمن المزيعل، وعبد الله الفهيد، وشهاب الشهاب، وصالح الخشرم، وعثمان الدحيلان. يذكر أن مسرحية «مملكة الألوان» مثلت المسرح السعودي خارجياً بمهرجاني بركان والناظور الدوليين بالمغرب، وحاز العمل على جائزتي أفضل عرض وأفضل تأليف، كما حقق العمل جوائز محلية بمهرجانات مسرح الطفل بالمملكة. وخلال مشاركتها في ورشة عمل بعنوان «صناعة النص المسرحي»، والتي أقيمت ضمن فعاليات البرنامج الثقافي المصاحب لمعرض الرياض الدولي للكتاب، أكدت كاتبة السيناريو في فريق «شارة» حصة البواردي أن اختيار الشخصية في المسرحية يعد النقطة الأهم والداعم الأساسي لتقوية النص المسرحي. وبيّنت أن القصة المسرحية لا يمكن أن تكون جديدة، لكن روايتها تتم بطريقة مختلفة ومتجددة في كل مرة، ويتم اختيارها وفق معايير عدة، منها عادات وتقاليد المجتمع، والتي يتم البحث عنها بطريقة مطولة ومتعمقة، لجعلها تحاكي الواقع وتلامس عاطفة المشاهد. وعن تفاصيل النص المسرحي، تقول البواردي: «النص المسرحي يعتمد اعتماداً كلياً على الخيال، فهو الذي يحرك النص بقدرة الكاتب على الفصل بين الشخصيات في الحوار، وجعله ملامساً للعواطف». وتابعت: «يجب مراعاة نوع المشاهد المستهدف عند اختيار الألحان، فعندما يكون الجمهور من الأطفال أو المراهقين يجب أن يكون اللحن سريعاً وبإيقاعات مختلفة حتى يشد انتباه الطفل، أما إذا كان المشاهد من فئة الشباب والكبار فيفضل أن يكون اللحن بإيقاع ثابت ومتجانس»، كما شددت البواردي على أهمية تجانس الديكور مع أزياء الممثلين وحركتهم على المسرح، بالإضافة إلى التأكد من تناسق ألوان الإضاءة مع الصوتيات، وجعل الكلمات سلسة لتسهيل عملية الفهم للمشاهد. ويشارك نادي القراءة بجامعة الملك سعود في معرض الرياض الدولي للكتاب، بعدد من الفعاليات المختلفة، التي تهدف إلى تنمية ثقافة القراءة في المجتمع، خصوصاً لدى الأطفال. وأقام النادي فعاليات عدة لزوار الركن، وأخرى خاصة بالطفل، منها فعالية تدوير الكتاب، والتي انطلقت تحت شعار «خذ كتابك وضع الآخر»، على أن يكون الكتابان في المجال نفسه، وأن يكون الكتاب في حالة جيدة، حيث لا تستقبل الكتيبات الصغيرة بعدد صفحات أقل من 80 صفحة، وكذلك الكتب المجانية. بدوره قال محمد العبد الكريم رئيس نادي القراءة: «دوّرنا العام الماضي 10 آلاف كتاب، ونطمح إلى زيادة العدد هذا العام»، مبيناً أن الأيام الماضية للمعرض شهدت تدوير نحو ألفي كتاب، أي بمعدل 500 كتاب في اليوم الواحد. وقال العبد الكريم: «ضمن الأنشطة المحفزة التي يقدمها النادي في معرض الكتاب جائزة (ملك القراءة)، والتي يشارك فيها بجناح الطفل، بهدف تحفيزهم على القراءة، حيث يستوجب على الطفل قراءة 5 كتب ليأخذ الجائزة».
مشاركة :