«داعش» تقاتل تحت المطر في المدينة القديمة بالموصل

  • 3/14/2017
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بدت الشوارع والمنازل والمباني التي تعرضت للقصف حول متحف الموصل هادئة بشكل مخيف فلا يسمع فيها سوى صوت محركات المركبات المدرعة التابعة للقوات العراقية المصطفة بالخارج. وغابت كذلك الأصوات المعتادة لطائرات مقاتلة وطائرات هليكوبتر تقصف مواقع تنظيم «داعش» في المدينة بسبب السحب الكثيفة والأمطار التي تصعب شن أي غارات جوية منسقة. وهذه هي الظروف التي تخدم مقاتلي التنظيم المتشدد المتحصنين في وسط المدينة. وقال على أبو حمرا الضابط بقوات الرد السريع وهي وحدة قوات خاصة تابعة لوزارة الداخلية إن المتشددين يستغلون السحب والأمطار لشن هجمات وذلك يوقف أي تقدم للقوات. ومع تقدم الوحدات باتجاه جبهة القتال تنطلق قذائف المورتر وطلقات البنادق مصوبة باتجاه المنطقة المحيطة بالمتحف الذي سيطرت القوات العراقية عليه الأسبوع الماضي. وتحتمي القوات في غرفة مرافق ملحقة بمجمع المتحف في حين تقدمت وحدات أخرى للأمام لإطلاق النار على مواقع للمتشددين ومحاولة وقف النيران المنهمرة عليها. ولم يكن طقس أمس الإثنين عاملا حاسما في تغيير الوضع على الأرض بل مجرد داعم لمقاومة مقاتلي تنظيم «داعش» الذين تقهقروا إلى مناطق الحضر الأكثر ازدحاما ومنها حي المدينة القديمة مما يصعب عمل قوة الرد السريع. وتمت استعادة المتحف المهجور ومجمع حكومي قريب منه قبل نحو أسبوع لكن المنطقة التي دخلتها الشرطة الاتحادية مع محاولة القوات الخاصة مواصلة التقدم مازلت أبعد ما تكون عن الأمان. وتظهر الصعوبات التي تواجهها القوات سواء كان الجو ماطرا أو صحوا لتحقيق تقدم ملحوظ متخطية هذا الحي الواقع على حدود المدينة القديمة مدى الصعوبات المتوقعة في القتال لاستعادة قلب مدينة الموصل في حين يطلق المتشددون نيران القناصة والقذائف من الداخل. وتمسك مقاتلو تنظيم «داعش» بالموصل آخر مدينة كبيرة يسيطرون عليها في العراق لفترة أطول كثيرا مما توقعته في بادئ الأمر الحكومة التي تشن حملة بدعم من الولايات المتحدة لاستعادة المدينة بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وأخضعت القوات العراقية في يناير كانون الثاني كل أحياء شرق الموصل لسيطرتها وبدأت الشهر الماضي الهجوم على القطاع الغربي من المدينة الذي يضم مقار حكومة محافظة نينوى وحي المدينة القديمة بشوارعه الضيقة. وتضم المدينة القديمة المسجد الذي أعلن منه أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم «داعش» دولة الخلافة على مساحات كبيرة من الأراضي في شمال العراق وشرق سوريا عام 2014. وقالت الشرطة الاتحادية وقوة الرد السريع في مطلع الأسبوع إنها دخلت المدينة القديمة. لكن لم يحدث تقدم يذكر بعد ذلك وأوقفت نيران المتشددين التي يطلقونها من الداخل تقدم القوات العراقية لساعات. وقالت قوات الرد السريع العاملة في منطقة المتحف الأسبوع الماضي بالفعل إن من الصعب عليها التمسك بالمكاسب التي تحققت بالغارات ما لم يتم تأمين المناطق التي تجاوزتها.   شارع حلب وجلس الجرحى من أفراد القوات أو رقدوا على حشايا في غرفة مظلمة قرب المتحف وتأكدوا من إغلاق البوابة المعدنية لمنع الشظايا المتناثرة من الدخول. وقال ناصر طالب (43 عاما) الذي ربطت إحدى عينيه بعد إصابته بشظية رصاصة في شارع حلب على طرف المدينة القديمة حيث جرى قتال عنيف في مطلع الأسبوع “القتال الآن يدور في المدينة القديمة لكنه صعب.. الشوارع ضيقة.” ومن المتوقع أن يكلف القتال المزيد من الأرواح ويتسبب في دمار أكبر مع تقدمه صوب قلب المدينة. وقرب المتحف خلفت الغارات الجوية حفرا عميقة في الشوارع واسود النخيل المصطف على جانب شارع رئيسي وفتحت القذائف جذوعه. ومع انحسار القتال في الصباح وهطول الأمطار بدأت المدفعية العراقية والقاذفات المتمركزة خلف القوات في قصف مواقع داخل المدينة القديمة أو حولها. سمعت أصوات طائرات تحلق في السماء لكنها لم تشن الكثير من الغارات. وتساءل جندي في قاعدة بعيدة عن جبهة القتال قائلا “من المتقدم اليوم نحن أم هم؟.”

مشاركة :