جوع ودمار في المدينة القديمة بالموصل مع زيادة الضغط على «داعش»

  • 3/18/2017
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

بعد خمسة أشهر من المعارك الضارية بدأت القوات العراقية في دفع مسلحي تنظيم «داعش»، للتراجع نحو المدينة القديمة بالموصل ذات الأزقة الضيقة والمكتظة بالسكان، بينما أصبح المسجد الذي أعلن منه زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، دولة «الخلافة» في 2014، على مرمى البصر. يقول قادة عراقيون، إن معركة استعادة الموصل تقترب من مراحلها الأخيرة ويهللون لكل تقدم يتحقق ضد المتشددين. لكن مع تباطؤ تقدم القوات العراقية بسبب المقاومة الشرسة التي يبديها التنظيم، يتحدث سكان محاصرون داخل المدينة القديمة مع المتشددين عن حصار بائس، حيث ينتشر الجوع والدمار من الضربات الجوية التي ينفذها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ويعيش المدنيون في خوف من الانتقام مع تضييق الخناق على التنظيم. وقال هشام صبحي (41 عاما)، الذي فر مع أسرته من منزلهم على الطرف الجنوبي الغربي للمدينة القديمة أمس الخميس، «لو لم نخرج هذا الصباح لقتلونا». وتابع قائلا، «إنهم (داعش)، يتركون بعض المواقع.. بعض المنازل.. لكنهم أحيانا يعودون مرة أخرى. إذا وجدوا أشخاصا لا يزالون يعيشون في مناطق تعتبر محررة على يد الجيش يقتلونهم». والموصل أكبر بعدة مرات من أي مدينة أخرى سيطر عليها تنظيم «داعش»، في «دولة الخلافة» التي أعلنها، والمعركة لطرد المتشددين منها التي بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هي أكبر معركة برية في العراق منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003. واستعادت قوات عراقية مدعومة بقوة جوية أمريكية الشطر الشرقي من المدينة في يناير/ كانون الثاني، وعبرت نهر دجلة لتقاتل للسيطرة على الشطر الغربي في الأسابيع الماضية، وهي معركة حاسمة ستنهي سيطرة المتشددين على أكبر معقل لهم في العراق. وقال صبحي في مخيم في جنوبي الموصل، إن المتشددين تمكنوا من العودة والهجوم على مناطق لا تزال غير مؤمنة بعد تقدم القوات العراقية. وتقع المنطقة المحيطة بمنزلة تقريبا على خط المواجهة الحالي الذي قال، إنه قد يتحرك في أي من الاتجاهين. وقال غسان، أحد جيران صبحي، إن ابنه البالغ من العمر ثمانية أعوام كان قد حوصر تحت أنقاض منزلهم الذي لحقت به أضرار بالغة في غارة جوية على منطقتهم. ووقف الصبي الذي لم يصب صامتا ومصدوما ونظر إلى الأرض. وأضاف المحامي البالغ من العمر 50 عاما، عن مقاتلي «داعش»، «كنا نخشى أن يعودوا. يعتبرون المناطق المحررة كافرة ويتهمونك بالتعاون مع الجيش». وتابع قائلا، «مساء أمس كان هناك هجوم لداعش قرب محطة القطارات. لم نكن نريد الانتظار أكثر من ذلك». ويقاتل تنظيم «داعش»، بشراسة منذ التراجع إلى المدينة القديمة المكتظة بالسكان. وتسببت الهجمات المضادة التي يشنها تنظيم «داعش»،  تحت غطاء المطر في تعطيل تقدم أغلب وحدات قوات الرد السريع والشرطة الاتحادية لأيام. وتتمركز تلك القوات حول حدود المدينة القديمة وأرسلت فرقا للمداهمة للتقدم في مواقع بارزة مثل جامع النوري الذي أعلن منه البغدادي «الخلافة». كما أبلغت قوات جهاز مكافحة الإرهاب التي تقوم بعمليات حول محطة القطارات عن معارك صعبة في الأيام الماضية.لا طعام ولا ماء .. مع تنامي صعوبة المعركة بدأت القوات العراقية في حصار المتشددين. لكن إحكام تطويق المنطقة يزيد معاناة المدنيين مع عدم إمكانية إدخال الغداء وتناقص الإمدادات الطبية. وقال غسان، «أصبح هناك حصار. لا غذاء ولا دواء ولا حتى في المستشفيات»، مضيفا، أنه احتاج إلى علاج عاجل من إصابة بشظايا من غارة جوية. وقال سكان لا يزالون داخل المدينة القديمة تم التواصل معهم عبر الهاتف، إن إمدادات الغذاء لم تصلهم منذ أشهر، وإن الناس يعيشون على أكل العدس وسلع أساسية أخرى كانت مخزنة لديهم. وقال أحد السكان الذي طلب عدم ذكر اسمه، «مرت أربعة أشهر دون أن نأكل فاكهة أو خضراوات. الأطفال يطلبون ولو قطعة من الشوكولاتة لكن ليس هناك سوى العدس وحتى هذا بدأ في النفاد». وذكرت فتاة في مخيم للنازحين جنوبي الموصل أسعار بعض السلع. دولار مقابل بيضة واحدة وثلاثة دولارات مقابل سيجارة. وبدأت المياه تنفد أيضا. وقال غسان وصبحي، إن عائلاتهما كانت تشرب من الآبار. لكن أساليب الحصار تنهك تنظيم «داعش»، فيما يبدو. وقال غسان، «المستشفيات مليئة بالمقاتلين المصابين». وأضاف، «يوجد مدنيون مصابون أيضا لكن المقاتلين لهم الأولوية. يعالجون بشكل عاجل على يد أطباء (داعش)، ومن بينهم روس وفرنسيون وألمان». وقال ساكن آخر عبر الهاتف، إن المتشددين نشروا قناصة وسيارات ملغومة حول المستشفيات، وإنه لم يعد يتم علاج المدنيين. والمدينة القديمة ليست الحي الوحيد الذي ستحتاج القوات العراقية للسيطرة عليه مع تحصن «داعش» في عدد من المناطق في شمال غرب الموصل، وهي مناطق تعتبر معاقل تقليدية للمتشددين السنة.هل يهرب المتشددون؟ قال شهود عيان، إن الإرهابيين بدؤوا في التقهقر إلى هذه المناطق. وقال أحد السكان، «نراهم في كل مناطق حي 17 تموز. سيطروا على المدارس والمساجد والمراكز الصحية والشركات والكثير من المنازل ليقيموا فيها هم وأسرهم». وقال ساكن آخر من حي اليرموك، إن مسلحي التنظيم يجوبون المنطقة بعد فرارهم على ما يبدو من القتال في وسط المدينة ويسألون عن الوجهات إلى 17 يوليو/ تموز. وبالمقارنة مع الأحياء الواقعة على أطراف الموصل فإن السيطرة على المدينة القديمة قد تكون الأصعب نظرا لشوارعها الضيقة التي تحول دون دخول الدبابات والمركبات المدرعة إليها ونيران القناصة وقذائف المورتر التي تتساقط على القوات العراقية خارجها. وقال غسان، وهو يذكر أحياء قريبة من مسجد النوري، «ينسحبون إلى مناطق شوارعها ضيقة.. باب البيضاء وباب الجديد والمكاوي وفاروق القديم وفاروق الجديد». وأعرب عن خشيته من إلحاق الغارات الجوية التي يشنها التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضررا كبيرا بالمدينة القديمة في ظل اختباء المتشددين في المنازل واستخدامها كمواقع لإطلاق نيران القناصة وقذائف المورتر. وأضاف قائلا، «عندما تضرب الطائرات يموت داعشي واحد مقابل كل 20 مدنيا. المنازل قديمة لذلك إذا وقعت غارة جوية فإنها تدمر أكثر من واحد». وداخل المدينة القديمة كان الناس ينتظرون انتهاء الهجوم. وقالت امرأة عبر الهاتف طلبت عدم نشر اسمها، «تساقطت الأمطار مؤخرا وهو أمر طيب في جانب منه لأنه يمكننا جمع مياه المطر لاستخدامها في الطهي». وتابعت، «لكننا، من جانب آخر، لا نحبها لأنها توقف العمليات العسكرية.. ونحن نريد أن ننتهي من هذه الحرب».أخبار ذات صلةوحدات حماية الشعب الكردية: هجوم الرقة يبدأ أول أبريلالهاربون من معارك الموصل ينقلون الأموات معهمالقضاء اللبناني يدعي على 18 شخصا حولوا أكثر من 19…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)

مشاركة :