تراقب الدوائر السياسية الغربية، تصاعد حدة التوتر بين تركيا وهولندا، في أعقاب حرب التصريحات بين أنقرة و6 دول أوروبية أخرى ” ألمانيا، والنمسا، والدنمارك، والسويد، وسويسرا” .. ويؤكد دبلوماسيون غربيون، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، أن تركيا لا تستطيع مجابهة الدول الأوروبية، وهي الخاسرة ، ولا تملك سوى التصريحات المستفزة، التي ستعتذر عنها في وقت قريب، بحسب تعبير الدبلوماسي البريطاني،ادوارد فليين .. موضحا أن التضامن الأوروبي مع هولندا سوف يردع الاستفزازات التركية. وأوضح تقرير مركز دراسات الشرق الأدنى بموسكو، أن أنقرة تهدد أوروبا عالبا بملف المهاجرين وخطر الهجرة غير الشرعية، وهو تهديد فقد تأثيره بعدما تكشفت نوايا تركيا للمتاجرة بهذا الملف، كما أن أمام الدول الأورلاوبية وسائل متعددة لكبح موجة المهاجرين .. وأشار التقرير إلى أن الدول الأوروبية لن تتهاون مع التصريحات التركية، ومن المرتقب أن تتحرك تركيا عقب الاستفتاء في الشهر المقبل، لتنقية الأجواء مع أوروبا، كما حدث مع موسكو في تجربتين سابقتين. وكانت أنقرة لوحت أمس، بمراجعة جزء من اتفاق مُبرم مع الاتحاد الأوروبي لكبح الهجرة غير الشرعية إلى القارة العجوز، وتزامن ذلك مع بحث الحكومة التركية ما وصفته بالـ ” العقوبات التي قد تفرضها على هولندا” ، مؤكدةً أن هولندا «ستُضطر» إلى الاعتذار، بعد منعها وزيرَين تركيَين من المشاركة في تجمّعات لجالية بلادهما، تأييداً لتحويل النظام رئاسياً في تركيا. وفي المقابل حذر زعيم المعارضة في تركيا، كمال كيلجدارأوغلو، من التصريحات التركية التي كشفت عن «انحدار في اللغة»، منبهاً إلى وجوب «التصرّف في شكل يليق بسمعة تركيا ولا يضرّ بصورتها في الخارج في مثل هذه الأزمات». وذكّر بأن لغة الاتهامات والانتقادات تجاوزت كل الحدود الديبلوماسية، بعد إسقاط المقاتلة الروسية، قبل طيّ الأزمة، بتقديم أردوغان اعتذاراً خطياً لنظيره الروسي فلاديمير بوتين. ومن جانبه انتقد رئيس «حزب السعادة» الإسلامي، تمل كرم الله أوغلو، زيارة وزيرة الأسرة التركية، فاطمة بتول كايا، هولندا من دون إذن أو تنسيق، مشدداً على ضرورة ضبط النفس في الأزمات الخارجية، “لئلا ينقلب الحقّ علينا، فنكون محقين ونصبح مخطئين بسبب تصرّفاتنا” .. محذرا من أن الأوروبيين عززوا تضامنهم مع هولندا. وأشارت أوساط سياسية وإعلامية معارضة إلى موجة في ألمانيا ودول أوروبية أخرى، تطالب بمنع قانون ازدواج الجنسية مع أنقرة “خشية التأثير الأردوغاني في الأتراك الذين ينالون جنسيات أوروبية” وهي مجرد خطوة على طريق تداعيات الأزمة مع هولندا والدول الأوروبية الأخرى، التي تصرفت بناء على حماية سيادتها الوطنية ووضعها الأمني الداخلي، بمنع أية حشود أو مؤتمرات للدعاية للتعديل الدستوري الذي يصب في مصلحة الرئيس “أردوغان” وحده. تصريحات الرئيس التريكي، رجب طيب أردوغان” أثارت مشاعر قومية داخل أوروبا، بحسب تقرير أصدره اليوم مركز دراسات اجتماعية بجامعة السوربون، مع توجيه اتهامات لألمانيا الأسبوع الماضي، ثم بعد ذلك لهولندا بـ “النازية والفاشية” وهي مصطلحات تضغط على العصب الأوروبي، مما يشعل من حرارة التوتر مع تركيا .. وأوضح التقرير، أن المستشارة الألمانية أنغيلا مركل، رفضت تشبيه أردوغان هولندا بـ «فلول النازيين»، إذ اعتبرته «مرفوضاً ومضلّلاً تماماً»، وأعلنت «دعماً وتضامناً كاملَين» مع أمستردام. وشدّد وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إرولت على أن «ذكر النازية والفاشية ليس مقبولاً»، كما طالبت المفوضية الأوروبية، بـ “الإحجام عن التصريحات والإجراءات المبالغ فيها، والتي قد تؤجّج الوضع” .. وأعلنت المفوضية أن الاتحاد الأوروبي «سيقوّم» التعديلات الدستورية التركية التي قد تُقرّ في استفتاء مرتقب الشهر المقبل، “في ضوء التزامات تركيا، بوصفها دولة مرشحة لعضوية الاتحاد وعضواً في مجلس أوروبا” وفي مزيد من التحدي، والإصرار على حرب التصريحات، أعتبرت تركيا أن تحذير الاتحاد الأوروبي لها بشأن أزمتها مع هولندا “لا قيمة له” .. ونددت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، بتحذير الاتحاد الأوروبي لها ودعوته إلى “تجنب التصريحات المبالغ بها” في أزمتها الدبلوماسية مع هولندا.. وأعلنت الوزارة في بيان أن “التصريح غير المدروس للاتحاد الأوروبي لا قيمة له بالنسبة الينا”. وبدأ التوتر مع تركيا عندما الغت عدة مدن المانية الأسبوع الماضي تجمعات للجالية التركية مؤيدة لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان في الاستفتاء الذي تنظمه تركيا في شهر ابريل / نيسان المقبل.. ورفضت هولندا السبت الماضي السماح بقدوم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو وقامت بطرد وزيرة الاسرة التركية فاطمة بتول سايان كايا. شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :