بنغازي، طرابلس (وكالات) قال العقيد أحمد المسماري الناطق باسم القوات المسلحة الليبية، إن قوات الجيش سيطرت على رأس لانوف والسدرة وبن جواد. وأشار المسماري إلى أن «قوات الجيش لا تزال تطارد فلول القوات الإرهابية ما بعد بن جواد، وأن المعركة ما زالت مستمرة». وكانت الأنباء قبل ذلك قد تواترت بشأن تطورات الوضع ميدانياً مع تواصل الاشتباكات في منطقة راس لانوف، فيما لم يتوقف قصف الطيران التابع للجيش لعدد من مواقع تمركز قوات «سرايا الدفاع عن بنغازي» وفق تصريحات وبيانات المسؤولين العسكريين التابعين للقيادة العامة للجيش، وسط تضارب المعلومات لغياب وسائل الإعلام، وعدم التمكن من الوصل إلى مصادر محايدة في المنطقة. كانت رئاسة أركان القوات الجوية التابعة للجيش، نشرت على صفحتها بموقع «فيسبوك»، في وقت سابق أمس، أن مقاتلة من طراز «ميغ 21» استهدفت تجمعًا لآليات سرايا الدفاع عن بنغازي بالقرب من مطار رأس لانوف، مما أدى لتدمير الآليات ومقتل مَن فيه، ضمن سلسلة من الضربات الجوية لم تتوقف منذ أيام، في حين تحدث مكتب إعلام القيادة العامة للجيش عن أسر عدد من مقاتلي «سرايا الدفاع عن بنغازي»، بعد الهجوم الذي شنه، أمس، على رأس لانوف. وعلى الجانب الآخر، طلب رئيس جهاز حرس المنشآت النفطية التابع لحكومة الوفاق الوطني إدريس بوخمادة، في تصريحات هاتفية إلى شبكة «بلومبرغ» الأميركية، الثلاثاء، من المجلس الرئاسي دعوة القوى الدولية لمنع الطائرات من العبور فوق منطقة حوض سرت، وأكد أن «المنطقة تحتاج حماية دولية». وأوضح بوخمادة أن سبعة من عناصر حرس المنشآت النفطية قُتلوا، أمس الأول ن، إلى جانب تدمير ورشة تقنية في ميناء رأس لانوف جراء غارات جوية لسلاح الجو الليبي. وقال: «نواجه خطر تدمير خزانات النفط إذا لم يتدخل المجتمع الدولي. فعمليات القصف في تزايد». من جانب آخر، تتواصل الاشتباكات في عدد من أحياء غرب العاصمة (طرابلس)، منذ فجر أمس، بين مجموعات مسلحة تستخدم الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، بينما اضطرت العديد من المدارس المجاورة لمناطق الاشتباكات إلى غلق أبوابها، وغادرت بعض العائلات المنطقة. وقال سكان قريبون من أماكن الاشتباكات، إنهم شاهدوا دبابات تتحرك في شوارع المنطقة، وإنهم يسمعون أصوات تبادل إطلاق النار بوضوح، مؤكدين أنهم فضلوا البقاء في بيوتهم تخوفاً من القصف المتبادل بين المجموعات المسلحة. وأوضح مصدر أمني في طرابلس أن الاشتباكات بدأت بدخول قوات تابعة لكتيبة «ثوار طرابلس»، وما يعرف بـ«الأمن المركزي» إلى منطقة قرقارش وقرجي، مستخدمة القوة لفتح الطرق التي أقفلها المسلحون المتمركزون في المنطقة عقب الاشتباكات التي أدت الأسبوع الماضي إلى قصف مصرف الأمان وإشعال النار فيه بالكامل، فاصطدمت بمقاومة من طرف هؤلاء المسلحين، وتطور الأمر إلى اشتباكات اُستُعملت فيها الأسلحة الثقيلة. وقال المصدر، إن المواجهة الدائرة الآن هي بين كتيبة «ثوار طرابلس» التي تلقى مساندة مما يعرف بـ«قوة الردع» التي يقودها عبدالرؤوف كارة، ومن قوة «الأمن المركزي» بقيادة عبد الغني الككلي المعروف بـ«غنيوة»، التي تشكِّل القوة المحلية الأكبر من بين المجموعات المسلحة التي تنتشر في العاصمة طرابلس ومعهم بعض أهالي هذه المناطق من جهة، وما يعرف بـ«القوة الوطنية المتحركة» وأغلب المنتسبين لها من الأمازيغ المقيمين في المنطقة. وذكر شهود عيان أنهم شاهدوا دبابات تابعة لكتيبة «ثوار طرابلس» تتجه إلى منطقة مصنع التبغ المطل على الطريق السريع الرابط بين ضاحية جنزور والعاصمة، لتضييق الخناق على «القوة الوطنية المتحركة»، كما تتجه الكتيبة في الوقت نفسه إلى محاولة اقتحام ما يعرف بمركز تجييش غوط الشعال التابع للجيش الليبي سابقاً، الذي تتمركز فيه قوات الطرف الآخر، لإخراج هذه القوات والسيطرة عليه. وتداولت صفحات التواصل الاجتماعي الليبية صور دبابات تعبر شوارع مناطق الاشتباكات، وسيارات عسكرية وبعض المحال التي اشتعلت فيها النيران بفعل القصف، كما تداولت معلومات بشأن إقفال بعض المدارس الواقعة في مرمى الاشتباكات أبوابها حفاظاً على أمن التلاميذ والطلبة.
مشاركة :