الانتخابات التشريعية العراقية.. تكلفة باهظة ودعاية غير مألوفة

  • 4/27/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

--> --> أفرزت الانتخابات التشريعية العراقية حالات ومعطيات عديدة انفردت بها عن الانتخابات في مختلف دول العالم. واتخذت الدعاية الانتخابية مسارات جديدة غير مألوفة في الانتخابات بسبب التنوع الكبير في المجتمع العراقي، وكذلك التأثيرات الداخلية والخارجية على العملية الانتخابية. ويعد موضوع كلفة الناخب العراقي من أهم الامور التي أفرزتها الانتخابات التشريعية العراقية الحالية، والتي من المقرر ان تجري الاربعاء المقبل. وقال محمد يونس الاستاذ في كلية الادارة والاقتصاد بجامعة تكريت لوكالة الانباء الالمانية: إن كلفة الناخب في العراق تبلغ 7 دولارات أمريكية للمواطن الواحد، بينما الكلفة الحقيقية لانتخاب الشخص في مختلف دول العالم لا تتجاوز 33 سنتًا ما يؤشر الكلفة العالية للانتخابات والتي ارهقت موازنة الدولة التي تعاني من العجز. وأضاف إن هذا المبلغ لا يشمل الإجراءات الأمنية وتعطيل حركة الدولة ومختلف الفعاليات المرتبطة بالانتخابات، وهو يمثل فقط المستلزمات اللوجستية الداعمة للانتخابات من ورق وأحبار وصناديق وبطاقة الناخب الإلكترونية وأجهزة الحاسوب والعد والفرز ولا تدخل فيها رواتب موظفي المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. أرقام خيالية أما الدعاية الانتخابية فقد اتخذت أشكالًا جديدة ومكلفة جدًا، وتعد الأعلى في العالم حيث صرفت فيها أرقامًا خيالية يقدرها البعض بحوالي 750 مليون دولار، صرفت في معظمها من الكيانات الكبيرة المسيطرة على الساحة السياسية في العراق، وهذه المبالغ ناتجة عن عمليات فساد في أجهزة الدولة ومؤسساتها لحساب الكتل والائتلافات السياسية التي تشارك في الحكومة والانتخابات. ويقدر يونس حجم الأموال المصروفة بأنها يمكن أن تبني آلاف المساكن منخفضة التكلفة للعوائل التي تسكن في بيوت من الصفيح حتى في العاصمة بغداد، موضحًا أن كميات الحديد التي استخدمت في الدعاية الانتخابية تقدر بآلاف الأطنان. لفت الانتباه وابتدع المرشحون العراقيون لمجلس النواب أساليب كثيرة للفت انتباه الجماهير إليهم واستمالتهم إلى كتلهم والحصول على أصواتهم، وكان الغناء من أكثر الوسائل انتشارًا في الدعاية الانتخابية لمرشحي محافظة صلاح الدين من الكتل الكبيرة ما أنعش بعض المهن التي كادت أن تنقرض بسبب الأجواء غير المستقرة في البلد كالغناء والموسيقى واستوديوهات التسجيل والمطربين. ويقول ليث عبدالله صاحب مكتب إعلان في تكريت: إن كلفة أغنية واحدة لأحد المرشحين وصلت إلى 20 ألف دولار من دون كلفة بثها على الفضائيات، والتي أصبحت أرقامًا خيالية تدفع كلها من خزينة المواطن. وأضاف عبدالله إن الانتخابات أنعشت كتاب الاغنية والملحنين والمطربين والفرق الموسيقية واستوديوهات التسجيل، وحصلت هذه المهن على مبالغ جيدة من وراء الدعاية الانتخابية. وشهدت الثروة الحيوانية إسرافًا كبيرًا في أعداد المواشي المجزورة لما يسمى المؤتمرات الانتخابية، ونحرت آلاف المواشي من قبل الكتل الكبيرة في محافظة صلاح الدين، وأقيمت ولائم تكفي لإشباع عشرات الآلاف من الجياع في العراق، لكنها قدمت من أجل الحصول على الأصوات ليس إلا. وذكر شاهد عيان أن محافظ صلاح الدين أحمد عبدالله أقام مؤتمرًا انتخابيًا نحر خلاله 250 خروفًا في وجبة واحدة (سعر الخروف 200 إلى 300 دولار)، فيما نحر مرشحون آخرون مئات الخرفان في مؤتمرات أخرى في سامراء والشرقاط وتكريت وبلد والدجيل. وأنعشت الانتخابات النيابية العراقية مهنة الحدادين حيث بلغ اشتغال محلات الحداده وللشهر الماضي طيلة الليل والنهار، واستخدمت مئات الاطنان من أجل تعليق صور المرشحين التي غطت شوارع ومدن المحافظة من شمالها إلى جنوبها. السخرية والفكاهة وبالرغم من تلك المبالغ المصروفة إلا أن المواطنين ينظرون بعين السخرية والفكاهة إلى تلك الارقام، ويتكلمون عنها بلغة تقطع الشك باليقين من أنها كلها أموال سرقت منهم، وأعيدت على شكل دعاية انتخابية يقدمها أعضاء مجلس النواب، ومن يطمح في الحصول على العضوية من اجل استمرار السرقات والفساد. وتقع مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين ومسقط رأس الرئيس العراقي الراحل صدام حسين على بعد 170 كيلو مترًا إلى الشمال من العاصمة العراقية بغداد.

مشاركة :