تحالف غير مسبوق في الانتخابات التشريعية العراقية

  • 3/11/2018
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

للمرة الاولى في تاريخ العراق، تحالف رجل دين شيعي مع حزب شيوعي لخوض الانتخابات التشريعية المقررة في مايو المقبل. وخلافا لكل رجال الدين الشيعة، اختار رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر خوض حملته الانتخابية جنبا الى جنب مع أشخاص، كان يعتبرهم حتى فترة قريبة بعيدين عن الدين ويعملون من أجل دولة علمانية. وقال إبراهيم الجابري القيادي في التيار الذي يتزعمه الصدر ويشرف على تنظيم التظاهرات فيه إن «هذا التحالف هو الأول في العراق. انه ثورة العراقيين من أجل الإصلاحات مع مدنيين أو تيار إسلامي معتدل». وبدا الجابري (34 عاما) صاحب اللحية الحمراء، بعمامته السوداء وعباءته، متحمسا وهو يقف وسط مئات المتظاهرين المعارضين لسياسة الحكومة الذين يحتشدون كل جمعة في ساحة التحرير وسط بغداد. وذكر الجابري: «نحن غير مستغربين من هذا التحالف، لأننا نقاتل معا منذ اكثر من عامين ضد الطائفية في جميع المحافظات». وبدأت حركة الاحتجاج في يوليو 2015 بمبادرة ناشطين في المجتمع المدني، انضم إليهم بعد ذلك التيار الصدري، للمطالبة بإصلاحات ومحاربة الفساد وتحسين الخدمات. وأفاد رائد فهمي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي بأن «هذه المطالب لا ترتدي طابعا طائفيا، ومن أجل مشروع وطني مدني يهدف لتحقيق العدالة الاجتماعية». وأضاف: «المهم أنه سمح للناس الذين ينتمون إلى حركة إسلامية والعلمانيين بالعمل معا». وأوضح فهمي الذي كان يتحدث من مقره حيث رفع علم الحزب الشيوعي الاحمر الى جانب العلم العراقي الذي يحمل عبارة «الله أكبر» أن «التعاون ولد بين اشخاص لم يكن لديهم في بادئ الامر أي أيديولوجيا مشتركة وتطور بعدها الى تحالف سياسي». ويشارك في هذا التحالف الذي يحمل اسم «سائرون نحو الإصلاح» ست كتل، بينها الحزب الشيوعي العراقي وحزب الاستقامة الذي يضم تكنوقراطا مدعومين من الصدر، الذي علق كتلة الاحرار (33 نائبا) التي تمثله في البرلمان، وطلب من اعضائها عدم الترشح للانتخابات المقبلة. ويشغل الحزب الشيوعي حاليا مقعدا واحد. ورغم وجودهم معا في ساحة التحرير، فلا تتحدث نسوة يرتدين عباءات سوداء مع أخريات من دون حجاب، ويكتفين بتبادل بعض الابتسامات، كما لا يتحدث رجال يرتدون ملابس سوداء مع آخرين يرتدون بدلات ويضعون ربطات عنق. إلى ذلك، تعتبر الاحزاب الاسلامية الأخرى في البلاد هذا التحالف «فضيحة». وقال الجابري ردا على ذلك: «بدأوا الحرب ضد قائمتنا، ويهاجموننا على أجهزة التلفاز. هذا دليل على ضعف الفاسدين وقوتنا». (أ ف ب)

مشاركة :