ثمّن الخبير الاستراتيجي الإماراتي الدكتور سلطان النعيمي العلاقات بين بلاده ومملكة البحرين ووصفها بأنها مميزة وتاريخية، مؤكدًا مجددًا ما جاء على لسان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلال زيارة سمو ولي العهد الاخيرة الى ابوظبي بأن أمن الخليج كل لا يتجزأ وأن أمن الامارات من امن البحرين والعكس صحيح. واعتبر الخبير الاماراتي في الشؤون الايرانية النعيمي أن ايران تمثل عاملًا مخرّبًا ومهدّدًا للأمن وللاستقرار في المنطقة، مشدّدًا أن النظام الايراني وظّف من جديد المذهب الشيعي سياسيًا للوصول الى مآربه. وأعرب عن أسفه لان ايران تنظر لدول المنطقة في كثير من الحالات بأنها ميليشيات وليست دول، موضحًا أن ايران لديها خطة استراتيجية قائمة ويقوم الإعلام واللغة بتوظيف هذه الاستراتيجية.وحذر النعيمي من الانسياق وراء ما تردّده الآلة الإعلامية الايرانية حول وجود ما يسمى بـ «الطائفية»، مشدّدًا على التعايش بين شعوب دول الخليج ومستبعدًا وجود مثل هذه التقسيمات المقيتة. وحدّد مرتكزات الاستراتيجية الإعلامية الايرانية ومنها ابراز النظام الايراني نفوذه بالمنطقة وإظهار ان ما يقوم به هو الدفاع عن شيعة المنطقة، محاولة الصاق تهمة الارهاب بدول معينة في المنطقة. وقد التقته «الأيام» في حوار حصري خلال زيارته للبحرين لإلقاء محاضرة بمركز عيسى الثقافي، وتمحور الحوار حول عدة قضايا منها العلاقة الخليجية - الإيرانية والاستراتيجية الإعلامية الايرانية، وغيرها من القضايا.. وإليكم نص الحوار:] في مستهل الحوار.. قام هذا الاسبوع سمو ولي العهد بزيارة الى الامارات، حيث التقى أخيه الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي .. فما هو تقيمكم للعلاقات الإماراتية - البحرينية حاليًا؟ وما هي أبرز نتائج هذه الزيارة إلى الامارات؟ - أعتقد أنه من الصعب أن أي شخص يزايد على التصريحات التي جاءت على لسان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وكان واضحًا، وقال: «إن أمن الخليج كل لا يتجزأ وأمن الامارات من أمن البحرين والعكس صحيح». وتابع: حين ننظر إلى العلاقات بين البلدين ونشاهد هذه الحركة الديناميكية هي بالفعل قد جاءت نظرًا للمتغيرات التي حدثت اذا كانت هناك زيارات متبادلة، فهي لم تقتصر على مملكة البحرين ودولة الامارات فقط، إنما وجدنا ذلك مع كل دول الخليج ككل، وهناك تسارع في الزيارات ومشاريع تطرح فيما بينها، وأستذكر تصريح سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات وحاكم دبي، قال: إن مجلس التعاون الخليجي في ظل وجود الملك سلمان يعطيه نوعًا من الديناميكية وتوقع خلال الخمس سنوات القادمة إن يكون هناك مزيد من التقارب والمشاريع التي ستعود بالنفع على دول مجلس التعاون. ] تمحورت محاضرتكم أمس بمركز عيسى الثقافي عن توظيف اللغة في الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية. فما أهم محددات هذه الاستراتيجية؟ ومتى بدأت؟ وماذا تستهدف؟ - المحاضرة ركزت على اللغة الاستراتيجية الإعلامية في النظام الحالي أي بعد عام 1997، حيث كان ارتكز النظام الإيراني على عدة منطلقات من أبرزها المرتكز الديني إلى جانب عملية تصدير الثورة إلى دول المنطقة وغيرها، فكان لابد من الاستعانة بأدوات ووسائل لإيصال هذه الفكرة، وجاء الاعلام باستراتيجية قوية من النظام الإيراني ولم يكتفِ بذلك بل قام بتوظيف الألفاظ والمصطلحات، حيث يقوم الإعلام الإيراني بتوظيفها التوظيف الذي يخدم استراتيجيتها بهدف توسيع نفوذه في المنطقة حتى ولو جاء على حساب أمن واستقرار دول المنطقة. ] هل تغيرت الاستراتيجية الإعلامية الايرانية بعد تولي الرئيس الحالي حسن روحاني؟ وهل تغير مسار الاستراتيجية الإعلامية الايرانية بعد توقيع الاتفاق النووي الايراني؟ - قبل أن يأتي روحاني للحكم في ايران، كان خلال الحملة الانتخابية يقول إننا سنركز على التعاون مع جيراننا في المنطقة وركز على السعودية، والاشكالية هي في عدم الفهم لواقع النظام الايراني بصورة صحيحة، النظام الايراني ليس هو حكومة روحاني بل يتكون من مؤسسات كثيرة يأتي في مركزها المرشد الايراني الذي يقوم برسم السياسات الخارجية. فليس روحاني هو الذي يرسم هذه السياسات بل يطرح بعض التصريحات التي اثبتت بعد اربع سنوات من حكمه أن الحديث شيء والتطبيق أمر آخر تمامًا. ] وما الذي حققته إيران من هذه الاستراتيجية حاليًا؟ - حققت الكثير للآسف وأن ما حققته أنها قامت بمحاولة ان تقوم بإرسال البروباجندا الإعلامية الإيرانية الى الخارج، وبدا الغرب يستقبل المصطلحات التي يستخدمها الإعلام الايراني الموجه من قبل النظام الإيراني على انه من ضمن المسلمات، وجميعنا نرفضها ولأن النظام الايراني بدا يربط التنظيمات الارهابية بمصطلحات اخرى تلقي باللوم على الجانب الآخر فبدأ الغرب في إعلامه يتلقف ذات المصطلحات دون وعي وإدراك ويرددها للأسف الشديد، وللآسف الشديد بعض الاعلام العربي بدأ يستخدم ذات المصطلحات التي يستخدمها النظام الايراني. ] هناك ركائز ومحاور أساسية تعتمد عليها الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية.. ما هو أبرزها؟ - توجد عدة ركائز منها أولاً إبراز النظام الايراني في النفوذ بالمنطقة وثانيًا إظهار ان ما يقوم به النظام ايراني هو الدفاع وحمل راية الشيعة في المنطقة، وثالثًا: بروز الهيمنة في المنطقة، محاولة الصاق تهمة دعم الارهاب في المنطقة بدول معينة ويتحدث دائمًا عن السعودية، وهناك مرتكز خفي للنظام الإيراني وهو البعد القومي الفارسي ولا أقول عودة الامبراطورية الفارسية ولكن حق الامتداد والنفوذ يعطيه الحق على الطرف الاخر ولا يحاول النظام الايراني ابرازه ويدعي انه مرتكز ديني ويحاول عن طريق توظيف المذهب الشيعي سياسيًا وهو براء منه، أما العمق فهو على من ينتمون الى المذهب الشيعي وسوف يأتي اليوم الذي يدركون فيه ذلك بأن النظام الإيراني لا يكترث بالمذهب الشيعي حينما تتحقق المصلحة. ] في منظوركم ما هو أبرز ما حققته الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية من أهداف في دول المنطقة؟ - هو تحقيق النفوذ في المنطقة ومحاولة إظهار أن دول مثل السعودية راعية للإرهاب وإرسال رسائل الى الغرب لاستخدام ذات المصطلحات وإبراز أن ايران والنظام الإيراني يرعى الأمن في المنطقة وللأسف الشديد أننا لا نكون واعين بهذه المصطلحات والسياسة الإعلامية للنظام الايراني. ] في المقابل هل نجح أم فشل الإعلام العربي والخليجي في مواجهة الاستراتيجية الإعلامية الإيرانية؟ - لا أريد القول إنه فشل، والسؤال هنا هل لدينا استراتيجية واضحة، وما نريده هو مواجهة اعلام الاخر والسؤال الرئيسي هل هناك ادراك لاستراتيجية الطرف الاخر، وبالتالي نبني على ضوئها، وهل لدينا فهم واضح للنظام الايراني ومخططاته، وبالتالي استراتيجية واضحة للمواجهة.
مشاركة :