أظهر استبيان حديث أن سكان دولة الإمارات هم الأكثر تفاؤلاً في العالم، وينظرون بإيجابية بالغة للدولة وللمستقبل الذي ينتظرهم، مما يتناقض بشكل واضح مع آراء سكان الدول الأخرى ممن شملهم الاستبيان الذي أجرته «برنزويك»، الشركة الاستشارية المتخصصة في العلاقات المؤسسية. وبحسب الاستبيان، فإن روح التفاؤل السائدة في الإمارات تستند إلى مقومات عديدة من أبرزها الإحساس الغامر بالرخاء والأمان، والثقة الكبيرة في قدرة وكفاءة قطاع الأعمال، إلى جانب تمتع الجيل الحالي بمستوى أعلى من الاستقرار المالي مقارنة بالأجيال السابقة. وكانت «برنزويك» قد استطلعت آراء أكثر من 42 ألف شخص في 26 بلداً في خطوة تمثل أكبر دراسة من نوعها تجريها شركة استشارية حول مستويات الرخاء الوطني، والتحديات الرئيسية التي تواجه المجتمعات، والنظرة تجاه قطاع الأعمال. وقال روبرت يونغ، الشريك في «برنزويك» ورئيس عمليات الشركة في منطقة دول مجلس التعاون الخليجي: «تأتي هذه الدراسة العالمية في مرحلة مهمة جداً يشهد فيها عالم السياسة تحولات كبرى، حيث تتزايد مسؤوليات قطاع الأعمال كمحركٍ رئيسيٍ للتغيير. وفي ضوء ذلك، انفردت الإمارات، بتفاؤلها ونظرتها الإيجابية والإحساس السائد لدى سكانها بأن الشركات تمثل محركات رئيسية لدفع عجلة التقدم نحو مستقبل مشرق، الأمر الذي يسلط الضوء على ضرورة اضطلاع القطاع بأدوار أكبر في المجتمع، ووجود فرصة سانحة لتطوير»الغاية الاجتماعية« للمؤسسات وجعلها جزءاً من نماذج أعمال الشركات وأهدافها العامة». الرخاء الوطني وتمثلت إحدى أبرز نتائج الاستبيان في الشعور الجليّ بالرخاء الوطني لدى سكان الإمارات على اختلاف شرائحهم، والذي يُعد إحدى المزايا التي تفوقت فيها الدولة على كافة الدول التي شملتها الدراسة. وينظر سكان الإمارات بإيجابية بالغة للحالة العامة للبلاد، حيث أشار 92% أن الأمور في الدولة تسير بشكل «جيد»، في حين أشار 56% منهم إلى أنهم يرون بأن الأمور تسير بشكل «جيد جدا»، مقارنة مع المعدل الوسطي للدول الـ 26 التي شملها الاستبيان والذي بلغ 51% ممن قالوا «جيد» و9% فقط ممن قالوا «جيد جدا». وكانت هذه النظرة الإيجابية القاسم المشترك بين مختلف الفئات العمرية في الإمارات، حيث أشار ما يزيد على 90% من كل فئة عمرية إلى أن الأمور تسير بشكل جيد. وجاءت سويسرا في المرتبة الثانية ضمن قائمة الدول الأكثر إيجابية، في حين تذيلت القائمة كلٌ من فرنسا والبرازيل وإيطاليا، إذ بينت الدراسة أن 20% فقط أو أقل من سكان هذه الدول يرون أن الأمور تمضي بشكل جيد في بلدانهم. ثقة بالأعمال وتضمّن الاستبيان سؤالاً عن القطاع الذي يعتقد الناس أنه الأكثر قدرة على حل المشاكل التي تواجه بلدانهم، من بين 6 قطاعات رئيسية هي: قالأعمال، والمؤسسات الحكومية، والمؤسسات الأكاديمية، والمنظمات غير الربحية، والمؤسسات العسكرية، والمؤسسات الدينية. واحتل القطاع الحكومي في الإمارات الأولى من حيث المؤسسات الأكثر فعالية في توفير الحلول للتحديات الكبرى، كما تبين أن قطاع الأعمال في الدولة هو الأكثر تمثيلاً لمصالح أفراد المجتمع، حيث صنفه 60% من المشاركين في الاستبيان في أعلى مرتبتين،. بينما قام 48% و43% منهم بتصنيف كل من القطاع الحكومي والمؤسسات الأكاديمية على التوالي في المرتبتين العليا (وهي نسب فاقت المعدل العالمي بهذا المجال والتي بلغت 32% و41% على التوالي). وتبين أن 82% ينظرون إلى قطاع الأعمال بإيجابية، في حين يعتقد 74% أن الشركات في الدولة نزيهة وجديرة بالثقة، الأمر الذي يختلف إلى حد كبير عن الواقع السائد في بقية دول العالم. ففي حين أن 64% من سكان الإمارات يعتقدون أنه عندما تحقق الشركات أداء جيداً فإن ذلك ينعكس إيجاباً على البلد بأكمله، لم تتجاوز نسبة الأشخاص في باقي الدول والذين يعتقدون أن الشركات في بلدانهم نزيهة وجديرة بالثقة نسبة 37%، حتى أنها تراجعت إلى مجرد 28% في كل من بريطانيا وأميركا. وبالرغم من الثقة العالية في قطاع الأعمال بالإمارات، إلا أن 56% منهم يعتقدون أن قادة الأعمال «لا يفهمون حقًا القضايا والتحديات التي تعترضني في حياتي». استقرار مالي وأعرب معظم الذين استُطلعت أراؤهم في الإمارات عن شعورهم بالاستقرار المالي بمستوى أفضل من الجيل الذي سبقهم، وثقتهم بأن هذا الشعور سيكبر ويستمر لدى الأجيال القادمة. وبيّنت الدراسة أن 74% يعتبرون وضعهم المالي الشخصي أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم عندما كانوا في نفس العمر، ويرى 71% منهم أن الوضع المالي للجيل القادم سيكون أفضل من وضع جيلهم. وفي المقابل، فإن أقل من 50% من الذين استُطلعت آراؤهم في أميركا وبريطانيا وألمانيا ومعظم الدول الغربية الغنية، يرون أن أوضاعهم المالية أفضل مما كانت عليه أوضاع آبائهم.
مشاركة :