حوار:نادر أبو الفتوح أكد الشيخ يوسف إدعيس وزير الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطيني أن قرار منع الأذان بالمسجد الأقصى، هو قرار صادم لمشاعر المسلمين في جميع أنحاء العالم، وشدد على ضرورة أن يكون هناك رد فعل على هذا القرار بالضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات التي تستهدف هوية مدينة القدس.وأكد إدعيس، في حوار على هامش مشاركته في مؤتمر «دور القادة وصانعي القرار في مواجهة الإرهاب» الذي عُقد في القاهرة السبت الماضي، أنه ناقش مع وزراء الأوقاف والمفتين وعلماء الدين المشاركين في المؤتمر، ضرورة العمل بكل جهد لمواجهة التحديات، التي تتعرض لها مدينة القدس، والعمل على وقف الممارسات التي تستهدف تغيير هويتها الإسلامية، موضحا أنه طالب بضرورة أن تكون هناك خطبة جمعة موحدة في جميع المساجد، للتنديد بالممارسات التي تستهدف المسجد الأقصى. كما طالب المنظمات الإسلامية الكبرى، بأن تقوم بدورها في المحافل الدولية للضغط على المجتمع الدولي لوقف هذه الممارسات، مؤكدًا أن الجهود التي تقوم بها المنظمات الإسلامية في الوقت الحالي، ليست كافية، ولا تعبر عن حجم المعاناة والتحديات التي تحدث على أرض الواقع، كما حذر من الربط بين الإسلام والإرهاب، لأن الإرهاب لا دين له ولا وطن، وأنه ظاهرة عابرة للحدود، وأن تصرفات الجماعات المتطرفة، لا تعبر عن الإسلام، لأنه دين التسامح والتعايش السلمي وقبول الآخر.. وإلى نص الحوار: } بصفتك أحد المشاركين في مؤتمر مواجهة الإرهاب، كيف ترى دور هذا المؤتمر في مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الحالي؟ - أرى أن مثل هذه المؤتمرات الدينية، التي تجمع وزراء الشؤون الإسلامية والمفتين وكبار العلماء، هي أداة هامة جدا، لإيقاظ الأمة ودفعها إلى الأمام، من خلال عرض التحديات التي تواجه المجتمعات العربية والإسلامية، لأن قضية الإرهاب أهم القضايا التي تواجه العالم في الوقت الحالي، والأزمة هنا أن الغرب يربط بين الإسلام والإرهاب، ولذلك نحن في هذا المؤتمر، الذي شهد حضور أكثر من 150 من الوزراء والمفتين وعلماء الدين، من مختلف الدول العربية والإسلامية والأوروبية، نؤكد أن الإرهاب لا دين ولا وطن له، وأن الأديان تحض على السلام والأمن والتعايش السلمي، ولذلك فالعلماء المشاركون في مؤتمر مواجهة الإرهاب، أصدروا رسالة للعالم من القاهرة، وهي أن الإسلام دين السلام، وأننا نرفض أن يربط الغرب بين الإسلام والإرهاب، لأن تعاليم الشريعة الإسلامية تأمر بالتعايش السلمي وقبول الآخر المخالف. } وكيف يمكن تفعيل هذه التوصيات؟ - تفعيل توصيات المؤتمرات الدينية قضية محورية، ولذلك فإن الوزراء والمفتين والعلماء المشاركين في هذه المؤتمرات، دائما ما يضعون رؤية لتفعيل التوصيات، والمؤكد أن هذا سوف يتحقق، من خلال التواصل المباشر مع الناس، ونقل هذه التوصيات إلى الجماهير، عبر الدروس الدينية في المساجد، وعبر وسائل الإعلام المختلفة، وكذلك من خلال ترجمة الكتب والمطبوعات والأبحاث التي تصدر عن المؤتمر، وأرى أن الإعداد الجيد للمؤتمرات الدينية يعد ضمانة لتفعيل التوصيات، والنزول إلى أرض الواقع والتعامل مع قضايا الساعة، ولذلك فإن المؤتمر الأخير، كان يناقش قضية تهم العالم أجمع، وهي قضية مواجهة الإرهاب، وهذه المناقشة تمت بشكل علمي، من خلال تحديد مسؤوليات القادة السياسيين والدينيين والبرلمانيين والإعلاميين، وكانت هناك جلسات عمل مركزة لمناقشة كل محور من المحاور، هذا بالإضافة لوضع خطة عمل واضحة لأفضل سبل المواجهة. } كيف ترى دور هذه المؤتمرات في دعم القضية الفلسطينية؟ - القضية الفلسطينية هي قضية كل العرب، ولذلك نعمل بكل جهد لتكون مثل هذه المؤتمرات، التي تشهد حضورا رسميا متميزا من مختلف الدول العربية والإسلامية، داعمة للقضية الفلسطينية، وخصوصا في ظل التحديات الكبيرة التي نتعرض لها، والمضايقات المستمرة التي تواجه الفلسطينيين، لأن المسجد الأقصى يتعرض لكثير من التحديات آخرها قرار منع الأذان، ولذلك أطالب بضرورة الضغط على المجتمع الدولي، للحفاظ على الهوية الإسلامية لمدينة القدس والمسجد الأقصى. } ما هي انعكاسات قرار منع الأذان بالمسجد الأقصى على المسلمين داخل وخارج فلسطين؟ - هذا القرار يتطلب تضافر جميع الحكومات والشعوب، للضغط لمنع هذا الأمر، لأن الأذان من شعائر الإسلام، وقد تحدثت مع الوفود المشاركة في هذه القضية، وطالبت الجميع بالعمل على أن تكون هناك خطبة جمعة موحدة، في جميع مساجد المسلمين، للتنديد بما يتعرض له المسجد الأقصى، لأنه في هذه الحالة قد يتم التراجع عن هذا القرار، لكن في حال الصمت على هذه الجرائم، سوف تستمر المخططات تجاه مدينة القدس، وخلال جلسات المؤتمر تحاورت مع الكثير من أعضاء الوفود، من الوزراء والمفتين والعلماء لتكون قضية القدس هي أحد المحاور الهامة، التي يجب أن نلتف حولها، لأنه لا يمكن أن يكون هناك حضور بهذا الشكل المتميز وغير المسبوق، ولا نناقش قضية من أهم قضايا المسلمين، لكن الأهم أن يكون هناك تنفيذ فعلي لما تم النقاش حوله، والأمر العاجل حاليا هو خطبة جمعة موحدة في مساجد المسلمين، للتنديد بقرار منع الأذان بالمسجد الأقصى. } وماذا عن دور المنظمات الإسلامية الكبرى في دعم القدس؟- نأمل أن تقوم المنظمات الإسلامية الكبرى بدورها في هذا المجال، وعندما أقول نأمل فهذا يعني أن الجهد القائم غير كاف، ولذلك أرى أن التحديات الكبرى التي تواجه المسجد الأقصى، تتطلب أن يكون هناك عمل كبير، من جانب المنظمات الإسلامية، وضرورة عرض هذه التحديات في المحافل الدولية، لأن القدس هي قضية كل المسلمين، وتحتاج إلى تضافر الجميع، والمنظمات الإسلامية الكبرى، تمثل صوت المسلمين في المحافل الدولية، ولذلك أتمنى أن يكون هناك دور وتأثير أقوى لهذه المنظمات في الدفاع عن القدس والحفاظ على هويتها الإسلامية. } كيف يمكن تصحيح الأفكار الغربية التي تربط تصرفات الجماعات المتطرفة بالإسلام؟ - كما أوضحت فإن وثيقة القاهرة التي صدرت عن المؤتمر، حمل البيان الختامي توصية بضرورة نشر وترجمة هذه الوثيقة، وأن يتم نشرها عبر وسائل التواصل المختلفة باللغات الأجنبية، لتكون أبلغ رد على كل من يربط بين تصرفات الجماعات المتطرفة وبين الإسلام، وقد أكد البيان الختامي للمؤتمر، على أن تعاليم الشريعة الإسلامية واضحة، في تأصيل وترسيخ قيم المواطنة المتكافئة، وأن تصرفات الجماعات المتطرفة، لا تعبر عن وسطية وسماحة الإسلام، وأن هذه الجماعات التي ترفع شعارات دينية، تخالف وتناقض تعاليم الشريعة الإسلامية، ونطالب الغرب بأن يدرك حقيقة وجوهر الإسلام، وأنه دين السلام والتسامح، وكانت هناك وفود مشاركة من الدول الأوروبية، وهذه الوفود لمست بالفعل حقيقة مبادئ الإسلام السمحة، لأنه طوال جلسات المؤتمر على مدى يومين، كانت هناك مناقشات مع المشاركين من الدول الأوروبية والغربية، وأوضحنا لهم صورة الإسلام وحقيقة هذه الجماعات المتطرفة. } (ينشر بترتيب مع وكالة الأهرام للصحافة)
مشاركة :