الفوز العريض الذي حققه الحزب الليبرالي الهولندي في الانتخابات التشريعية في البلاد يعتبره الخبراء ايجابة واضحة تقدمها هولندا للأحزاب الشعبوية المتطرفة . فهولندا وخلافا لكل التوقعات أوقفت بتصويتها المد الشعبوي الذي بدأ مع البريكست في بريطانيا ومن ثم انتخاب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة. موفد يورونيوز إلى هولندا أجرى حوارا مع الخبير السياسي ماتيس رويدن بعد ظهور النتائج الأولية. ماتيس رويدن، شكرا لحضورك معنا، أولا من هم الرابحون ومن هم الخاسرون بعد هذه النتائج ؟ ماتيس رويدن، خبير سياسي: أولا الرابح الأكبر هو الحزب الليبرالي المحافظ بزعامة مارك روتي، وأعتقد أن تركيزه على القومية التي يعتمد عليها اليميني المتطرف غيرت فيلدرز ساعده كثيرا على الفوز، حيث قال يجب ان نتصرف بشكل ملائم أو نذهب ولقد ركز هنا على القومية الهولندية وطبعا الحرب الكلامية مع تركيا ساعدته كذلك لانها قدمته كزعيم قوي، حزب آخر خرج فائزا، حزب اليسار الأخضر، الذي رفع بأربعة أضعاف عدد مقاعده، رسالته مضادة لغيرت ويلدرز، فهو يؤيد أوروبا ويدعو لمساعدة اللاجئين، من مبادئه كذلك الدفاع على الهجرة، كل هذه الأمور تخالف تماما ومع ذلك نجح بكشل كبير. أما الخاسر الأكبر، فهو من دون شك حزب العمال الاجتماعي الديمقراطي الذي شغل السلطة خلال السنوات الأربع الماضية، وبهذه النتائج تبين أن الناخب لم يكن راض على سياستهم وعلى ما قدموه خلال فترة سلطتهم ولم يعرف الحزب خسارة أكبر من هذه من قبل. جيمس فراني: تحدث رئيس الوزراء مارك روت، على وقف ما يسمى تأثير الدومينو، هل توافق على هذا التحليل؟ ماتيس رويدن، محلل سياسي: نعم، قال إنه يريد وقف تأثير الدومينو، خاصة وأن الخوف كان يخيم على الكثير من امكانية إندلاع ما بات يعرف بالربيع الوطني في أوروبا بعد العام 2016 الذي طبعه البركسيت ، وفوز دونالد ترامب. والسؤال الآن يدور حول طبيعة العام 2017 والملامح التي سترسم في أوروبا الشرقية، هل ستكون هذه السنة سنة انتشار الحركات الشعبوية والقومية ؟ في هولندا، عُقدت أول انتخابات ورأينا أن فيلدرز لم يفز كما كان متوقعا قبل بضعة أسابيع. ولكن ما حدث أثّر بشكل كبير في العديد من الأطراف الأخرى، وأصبحت الكثير منها أكثر قومية، ومن هذا المنطلق نتأكد من وجود هذا الشعور القومي في المجتمع الهولندي الذي سيُسعِد كثيرا مارين لوبان في فرنسا.
مشاركة :