قال الدكتور محيي الدين عفيفي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن التفاهم والتعايش لا يقومان بين طرفين مختلفين في الفكر والعقيدة، إلا إذا توافر لدى كل منهما رغبة في العيش المشترك، والتسامح حول الأمور المختلفة، والقبول بالتعددية في كل تجلياتها الدينية والمذهبية والفكرية. وأضاف عفيفي، أن الوحدة في صورها لا تنفي التنوع الذي بدوره لا ينفي الوحدة، وأنهما يتداخلان ويتوازيان، ويؤثر أحدهما في الآخر، بل قد يمده بعناصر القوة والخصب والنماء، ومن تمام حسن تدبير الاختلاف بين الناس الكشف عن المؤتلف بينهم، الذي غالبًا ما تصرفه حدةُ الاختلاف، حتى كأن المختلفين لا ينتظمهم ناظم ولا يربطهم رابط. وأشار عفيفي، في معرض كلمتة بندوة “التعايش السلمي وحقوق الإنسان” بجامعة الدول العربية اليوم الخميس، إلى أن الإنسانية على امتداد الزمان والمكان، واختلاف الألسن والأعراق والألوان، تؤول إلى أصل واحد، وهي النفس التي منها تناسلت فروعها، ويجمع بين هذه الفروع الإنسانية علاقة أصيلة ثابتة، اقتضاها الأصل الموحد، وهي علاقة الرحم الآدمية، بغض النظر عن الدين والعرق واللون والحضارة. ولفت إلى أن القرآن الكريم أسس قواعد متينة للعيش المشترك الإنساني من أجل التعارف والتعاون والتكامل بين خلق الله أجمعين، وأقصى أطروحات التميز العنصري والتفوق العرقي، أو الاصطفاء الإلهي الطائفي مثلما حدث من ادعاءات لا سند لها، وأن حقيقة التنوع والاختلاف الذي عليه الناس، إنما ينبغي أن تُفضي إلى تحقيق مشترك التعارف والتعاون بما هو تبادل اجتماعي وثقافي وتعايش حضاري، وذلك على قاعدة المساواة، ودونما تمايز أو استعلاء من أي طرف. وشدد عفيفي على أن نشر ثقافة التعارف وبناء علاقة التعاون بين أمم الأرض ومجتمعاتها وثقافاتها وحضاراتها من شأنه أن يزيل فتيل التوتر بين الدول، ويقلل من النزاعات والحروب بين الأمم، ويعمل على تنمية آفاق التواصل الحضاري وتعدد أشكال عمارة الأرض، ومن مقاصد الإسلام تحقيق السلم العالمي وحفظ نظام التعايش بين الناس في الأرض، لأن الإسلام رسالة رحمة للعالمين، ولا يتم التواصل والتفاعل الإيجابي مع هذه الرسالة إلا بانتفاء عوامل التوتر والإكراه والحروب. وأكد أن غياب الأبعاد الإنسانية عن الحضارة الغربية جعلها تعمل على استغلال الشعوب الفقيرة، وتنظر إلى الآخر باستعلاء واستخفاف وبازدواجية في المعايير، وقد تميزت الحضارة الإسلامية بعقلها الذي يجاهد من أجل وضع القواعد من العلم والمعرفة في كل أرض يقصدها، وذلك من غير أن يكون الاختلاف مع المغلوب سببا في استئصال إرثه الحضاري، أو التشكيك في منظومته التاريخية، أو محاولة طمس هويته، أو تدميره.أخبار ذات صلةوكيل الأزهر الشريف: ليس لدينا ما نخجل منه في مناهجناالإرهاب والقوة المشتركة و«المقعد الشاغر» .. تحديات أمام القمة العربيةفيديو| أبو الغيط: لا يمكن القبول بتجزئة الدول العربية والحدود…أمين عام المؤتمر الإسلامي الأوروبي: مصر رائدة في تفتيت الخطاب…شارك هذا الموضوع:اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة)انقر للمشاركة على فيسبوك (فتح في نافذة جديدة)اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)
مشاركة :