«العلم نور والجهل ظلام»!هذه فحوى الرسالة التي سعت إلى نشرها مسرحية الأطفال الهادفة «مدينة الألوان» التي قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي، مساء أمس الأول، على مسرح التحرير بمنطقة كيفان، ضمن مهرجان «أجيال المستقبل 28»، الذي لا تزال تتواصل فعالياته منذ 12 وحتى 23 من مارس الجاري، تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.شهد العرض حشد جماهيري غفير، حيث عجت أرجاء القاعة بأسراب من الأطفال جاؤوا بصحبة أولياء الأمور، ليتسمّر الجميع صغاراً وكباراً على مقاعدهم طوال فترة العرض المسرحي الذي ناهز الساعة تقريباً.تعزف المسرحية التي نسجت خيوطَها الكاتبة فاطمة العامر، وتولى مشاري المجيبل مهمة إخراجها، على وتر الصراع الأزلي بين الخير والشر، بين العلم والجهل... النور والظلام، من خلال قصة «مدينة الألوان» التي تنبض بالحياة ويسودها الحب بين الجميع، إذ يعيش أهلها في أمان وسلام واستقرار، وتحتفل المدينة بعيد الألوان، وتستمتع بلون الشمس والبحر والأزهار وضوء القمر. في المقابل هناك مدينة الظلام، التي يسيطر عليها ويحكمها ملك ظالم، يسعى إلى استكمال سحره الذي يشتغل عليه منذ زمن بعيد، من خلال إزالة الألوان ونشر الجهل والشر في تلك المدينة، عبر إغواء ثلاثة أطفال للعيش فيها.وبالفعل كان للملك الجائر ما أراد، حينما نجح - واو مؤقتاً - في إحداث فوضى عارمة بمدينة الألوان، قبل أن يشعر الأطفال بالندم على تورطهم وانجرارهم (من دون دراية)، ليكونوا جزءاً من ذلك المخطط البغيض، فيحاولوا الهروب، لكنهم لا يستطيعون بسبب الحراسة المشددة المضروبة حولهم... لكن ملك مدينة الألوان يأتي مع شعبه في نهاية المطاف، ليحرر الأطفال المحاصرين بعد معركة ضروس بين الخير والشر.حمل العرض رسائل عديدة، أهمها أن الحياة لا طعم لها من دون التشبث بالأمل والعمل الدؤوب من أجل تحقيق مستقبل مشرق، فالألوان مرتبطة بالأمل، ونور الشمس هو أمل جديد، وألوان الأرض والسماء والزهور هي رموز للحب والعطاء والسلام. كما وجه العرض رسالة لأولياء الأمور مفادها عدم ترك الأطفال بعيداً عن رقابتهم وعنايتهم، فالإهمال قد يقود إلى الدخول في أنفاق مظلمة يصعب الخروج منها، وحينئذٍ تكون كلفة الإهمال باهظة.يُذكر أن مهرجان «أجيال المستقبل» هو أحد أهم المهرجانات السنوية التي يقيمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، خصيصاً لتعزيز ثقافة الأطفال والناشئة، وليفتح لهم نوافذ جديدة ملؤها الود والعطاء والصفاء، لتحقيق أحلامهم وتجسيد آمالهم على أرض الواقع.
مشاركة :