أطلقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الخميس وثيقة تتضمن أسئلة وأجوبة حول "المناطق الآمنة" والصراع في سورية. تجيب الوثيقة عن أسئلة حول القانون الدولي المطبق في المناطق الآمنة، وتسلّط الضوء على مخاطر مناطق آمنة سابقة كالبوسنة، وتناقش المشاكل التي تسببها للاجئين وطالبي اللجوء، وتدرس الحاجة إلى ما يمكن القيام به لجعل المناطق الآمنة أكثر أمانا. وتثير الدعوات لإقامة هذه المناطق المخاوف حول مَرْكزة النازحين بسورية في ظروف غير آمنة والحد من قدراتهم على الفرار إلى بلدان أخرى. 1- ما هي "المناطق الآمنة"؟ "المناطق الآمنة" هي مناطق محددة باتفاق من قبل أطراف النزاع المسلح، ولا تضم أي انتشار للقوات العسكرية. وقد تمّت إقامة مثل هذه المناطق بموجب قرارات مجلس الأمن الدولي. ويمكن أن تشمل أيضا مناطق "حظر الطيران"، حيث يمنع بعض أو كل الأطراف المتنازعة من تنفيذ عمليات جوية. وتهدف هذه المناطق إلى حماية المدنيين الهاربين من المعارك، بالإضافة إلى تسهيل حصولهم على المساعدات الإنسانية. وقد تحمي هذه المناطق قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة أو قوات أخرى. 2- هل "المناطق الآمنة".. آمنة؟ أظهرت التجارب الدولية أن "المناطق الآمنة" نادرا ما تبقى آمنة، كما أن هذه المناطق غالبا ما تشكل مخاطر كبيرة على المدنيين المتواجدين داخلها. ففي حال غياب إجراءات الحماية الكافية، قد تصبح وعود السلامة أوهاما، ويمكن لهذه المناطق أن تتعرض لهجوم متعمد. السجل التاريخي للمناطق الآمنة "ضعيف المستوى" فيما يتعلق بحماية المدنيين، من سريبرينيتشا في البوسنة والهرسك، إلى كيبيهو في رواندا، وصولا لمولايتيفو في سريلانكا. 3- هل أثبتت هذه المناطق فعاليتها؟ لم تشهد أي منطقة آمنة نجاحا تاما لا لبس فيه، ولكن المنطقة الآمنة للنازحين الأكراد في شمال العراق حصلت على ردود فعل متباينة على مر السنين. 4- هل يمكن للبلدان رفض حماية اللاجئين؟ لا ينبغي على الفارين من الحرب والاضطهاد أبدا أن يُمنعوا أو يتم ثنيهم عن طلب الحماية الدولية. كما أن الدول ملتزمة بموجب القانون الدولي للاجئين بإبقاء حدودها مفتوحة أمام القادمين إليها مباشرة من الأماكن التي تتعرض فيه حريتهم وحياتهم للخطر، بالإضافة إلى وجوب قبول طالبي اللجوء، على الأقل مؤقتا، وتوفير الحماية لهم من دون أي تمييز. 5- كيف يمكن جعل "المناطق الآمنة".. آمنة؟ أ - يستدعي أي اتفاق لإنشاء منطقة آمنة التأكد من وجود أعداد كافية وفعالة من قوات حفظ السلام، مع قواعد متينة لحماية المدنيين في تلك المنطقة. ب - التأكد من أن الأطراف المتحاربة تعي أن إنشاء منطقة آمنة لا يجعل المدنيين خارج هذه المنطقة عرضة للهجمات. ج- يمكن أيضا النظر في تحسين حجم المنطقة الآمنة وتركيبتها، والتأكد من أن هذه المنطقة لا تنتهك الحق في حرية التنقل، بالإضافة إلى التأكد من وجود قانون ونظام فعال ونزيه فيها، إلى جانب إقامة ترتيبات واضحة لضمان وصول الوكالات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية بشكل كامل وبدون عوائق لتقديم المساعدة للمقيمين في المنطقة الآمنة. المصدر: هيومن رايتس ووتش
مشاركة :