أكدت دولة الإمارات تأييدها لكل التوصيات التي من شأنها تمهيد الأرضية لحل النزاع في سوريا، خاصة وقف الهجمات العشوائية على المناطق المدنية المأهولة، وإنهاء الحصار ومواصلة التمويل وسبل الدعم الأخرى للعمليات الإنسانية وتوسيع نطاقها، إضافة إلى السماح لجميع الأطراف بوصول المساعدات إلى المتضررين بشكل آمن ودائم دون شروط، والإفراج الفوري عن جميع المعتقلين، وتسهيل الوصول إلى المفقودين نتيجة الاختفاء القسري. ورحب عبيد سالم الزعابي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى للأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في جنيف، في كلمة الدولة التي ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان الذي يعقد حالياً في جنيف دورته ال 34، في إطار الحوار التفاعلي مع لجنة التحقيق الدولية المستقلة، بشأن الجمهورية العربية السورية، بأعضاء لجنة التحقيق الدولية المستقلة، معبراً لهم عن شكره لما بذلوه من جهد في أداء مهمتهم، رغم الظروف الصعبة التي يتعرضون لها، لاسيما عدم السماح بوصولهم إلى التراب السوري لتنفيذ ولايتهم وفقاً لقرار مجلس حقوق الإنسان «دإ-17/1» المنشئ للجنة، مقدراً ما توصلت إليه اللجنة من استنتاجات.وأكد السفير الزعابي أن دولة الإمارات تتابع باهتمام تطورات الوضع في الجمهورية العربية السورية على جميع الأصعدة، ولن تدخر أي جهد للمساهمة في كل المبادرات الرامية إلى حل الأزمة واسترجاع الأمن والاستقرار في سوريا. فعلى الصعيد الدبلوماسي، جدد الزعابي التزام دولة الإمارات بمواصلة العمل مع جميع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية المعنية بالأزمة السورية لدعم المسار السياسي الجاري حالياً؛ للتعجيل بإنهاء الأزمة بكل آثارها المأساوية، ومطالبتها لجميع الأطراف بالالتزام بالقوانين الدولية، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالحل السياسي في سوريا، الذي يحفظ وحدتها وسلامة أراضيها، ومواصلة المفاوضات السياسية الجادة المبنية على مخرجات «جنيف - 1». وعلى الصعيد الإنساني، أكد حرص دولة الإمارات على مواصلة عملها الإنساني، مع الدعوة إلى وقف جميع أعمال العنف ضد المدنيين وحمايتهم، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق. وأضاف أن الدولة تؤكد ضرورة تسريع تقديم المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا؛ للحد من الكارثة الإنسانية التي يواجهها الشعب السوري الشقيق، مشيراً إلى أن دولة الإمارات قدمت 800 مليون دولار أمريكي منذ اندلاع النزاع، وتستعد لاستقبال 15 ألف لاجئ سوري خلال السنوات المقبلة.وجدد الزعابي، في ختام كلمته، الدعوة للوقوف إلى جانب الدول المجاورة لسوريا، وتقديم المزيد من الدعم لها، ومساعدتها على استيعاب اللاجئين السوريين، والعمل على التواصل مع النازحين في داخل سوريا؛ للتخفيف من معاناتهم. (وام)
مشاركة :