تشعر قوى سياسية وفصائل مسلحة شيعية موالية لإيران في العراق بالتوجس من زيارة رئيس الوزراء حيدر العبادي لواشنطن في 22 من مارس الجاري. قيادي في التحالف الشيعي قال لـ«أخبار الخليج» ان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سيقدم دعما سياسيا وعسكريا واقتصاديا لحكومة العبادي وفق تفاهمات ترى واشنطن ان العراق، في ظل حكومة تسعى بقوة للإصلاح ومكافحة الطائفية والفساد وتحقيق انتصارات ملموسة على داعش، لا بد ان يكون طرفا مهما فيها. وبين المصدر ان من بين الملفات التي سيناقشها ترامب مع العبادي هو الدور الذي سيلعبه 150 ألف مسلح ينتمون إلى الفصائل الشيعية المدعومة من إيران وهل سيندمجون في نسيج الاجهزة الامنية ويصبحون تحت امرة العبادي بصفته القائد العام للقوات المسلحة أم ان وجود هذا العدد من المسلحين الموالين، في غالبيتهم، لإيران سيكون سببا للفوضى في مرحلة مابعد داعش؟!! وفيما يسعى العبادي إلى اخضاع المسلحين الشيعة إلى سلطة الدولة يعلن قادة بعض الفصائل انهم غير مرتبطين بالحكومة ولا بالدولة العراقية وان مرجعيتهم الدينية والسياسية في طهران وقم وليس في بغداد والنجف. المصدر افاد ان ترامب سيعرض مساعدات جدية على العبادي لبسط الامن في العراق والتخلص من سطوة المليشيات لكن هذا يتطلب ان يدير العبادي ظهره بالكامل لإيران وهو قرار يصعب اتخاذه في مرحلة ستظل شديدة الالتباس بسبب اتساع التغلغل الإيراني في العراق. كذلك فإن من بين الملفات التي سيناقشها الطرفان اعداد وحدات خاصة من الجيش العراقي، بدعم أمريكي، لتكون بمستوى جهاز مكافحة الإرهاب، الذي اثبت كفاءة نادرة في المعارك ضد تنظيم داعش، لمواجهة التحديات الداخلية في اشارة إلى احتمالات ان تحتاج الحكومة إلى قوات نخبة مهمتها التصدي لمليشيات وفصائل قد تتقاطع في مواقفها وسلوكها مع سياسات ومواقف الحكومة العراقية، وخاصة أن معارك سابقة بين الاجهزة الامنية الحكومية ومليشيات شيعية في البصرة وبغداد، في عهد المالكي، أثبتت عدم قدرة القوات الحكومية على ترويض تلك المليشيات فضلا عن ان ولاء منتسبي الاجهزة الحكومية لم يكن للمرجعيات الحكومية والعسكرية بل لمرجعيات دينية في داخل العراق وخارجه! من جهة اخرى قالت رئاسة إقليم كردستان ان حكومة العبادي دعت حكومة الإقليم إلى ترشيح ممثل عنها لينضم إلى الوفد العراقي برئاسة العبادي في زيارته لواشنطن مبينة ان رئيس ديوان حكومة الإقليم فؤاد حسين هو من سيمثل الإقليم الكردي في الوفد العراقي.
مشاركة :