ولي ولي العهد في واشنطن: دبلوماسية عابرة للقارات

  • 3/17/2017
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تفرد الدبلوماسية السعودية أجنحتها وتحلق عالياً شرقاً وغرباً في حراك نشط وفاعل خدمة لمصالح الشعب السعودي ودفاعاً عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية. فبينما يواصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله- جولته الآسيوية تعزيزاً لشراكات المملكة مع شركائها الآسيويين وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والتجاري والأمني والعلمي مع الدول التي تشملها هذه الجولة التاريخية، يتجه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى الولايات المتحدة الأمريكية في زيارة مهمة تعتبر أعلى مستوى للتواصل المباشر بين القيادة السعودية والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة دونالد ترامب منذ تولي فخامته مهامه رسمياً في يناير الماضي. تزامن زيارة سمو ولي ولي العهد للولايات المتحدة مع جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية ينطوي في حد ذاته على رسالة مهمة مفادها أن المملكة حريصة على إقامة علاقات متوازنة مع كل القوى الدولية الفاعلة، وأنها تتحرك بكامل حريتها وسيادتها على المسرح العالمي بلا قيود، تمد يد الصداقة والتعاون مع كل الدول الصديقة والشقيقة بما يحقق المصالح المشتركة ويعزز دعائم الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي والدولي. والاهتمام الأمريكى على أعلى المستويات بزيارة سمو ولي ولي العهد لواشنطن يبدو واضحاً من جدول الأعمال الحافل الذي أعد لسمو ولي ولي العهد الذي بدأ بلقائه بفخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، حيث جرى بحث سبل تعزيز العلاقات بين البلدين والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية. ووصف خبراء أمريكيون لقاء سمو ولي ولي العهد بالرئيس «ترامب» بأنه يمهد للقاء الرئيس الأمريكي بخادم الحرمين الشريفين، وأن محادثات سمو ولي ولي العهد في البيت الأبيض شملت قضايا إستراتيجية جوهرية بما في ذلك التطورات في سوريا واليمن والعلاقات مع إيران. وأكد الجانبان في هذا اللقاء الذي يعد الأول من نوعه مع مسؤول عربي وإسلامي منذ تنصيب الرئيس «ترامب» على أهمية ورسوخ العلاقات التاريخية في المملكة والولايات المتحدة والشراكة الإستراتيجية القائمة بين البلدين، كما اتفق الجانبان على تعزيز جهود مكافحة الإرهاب والسعي إلى إحداث نقلة نوعية وشراكة فاعلة لمكافحة آفة الإرهاب، وأكدت الإدارة الأمريكية خلال اللقاء على حرصها ودعمها لتعزيز جهود المملكة في الحفاظ على أمنها وسلامة أراضيها، وبدا واضحاً تطابق مواقف البلدين تجاه معظم القضايا الإقليمية والدولية. جدول زيارة سمو ولي ولي العهد يشمل أيضاً لقاءات مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية بما في ذلك وزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس» ومستشار الأمن القومي «هربرت ماكماستر». وتقول تقارير إعلامية أمريكية إن الأمير محمد بن سلمان سيستعرض سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجالات كافة إضافة لمناقشة القضايا الأمنية والسياسية بما في ذلك قضايا الطاقة والأوضاع في سوريا واليمن وليبيا والعراق، كما ستشمل مباحثات سمو ولي ولي العهد مع المسؤولين الأمريكيين تطورات الحرب ضد الإرهاب واستمرار تدخلات النظام الإيراني في شؤون المنطقة وسلوكياته الاستفزازية المهددة للأمن والسلم الإقليمي. وتزداد أهمية زيارة سمو ولي ولي العهد لواشنطن لكونه أول مسؤول خليجي يلتقي الرئيس ترامب منذ دخوله البيت الأبيض، كما أن الإدارة الأمريكية تعرف أن سموه الكريم هو مهندس رؤية المملكة - 2030م التي تبشر بتحول كبير في مسارات الاقتصاد السعودي وتفتح أبواباً واسعة للاستثمار في مختلف القطاعات للشركات العالمية وبصفة خاصة شركات التكنولوجيا العالمية والأمريكية. وكان الأمير محمد بن سلمان قد قام بعدة زيارات للولايات المتحدة خلال العامين الماضيين والتقى بعدد من رؤساء كبريات الشركات الأمريكية وأسفرت هذه الجهود عن دخول عدة شركات أمريكية عملاقة للسوق السعودية من بينها شركة داوكيميكال وأوبر وفايزر العالمية و3إم، ويتوقع أن تتواصل جهود سموه الرامية إلى توفير متطلبات النجاح لبرامج الرؤية - 2030م بالتعاون مع الولايات المتحدة التي تعد الشريك الإستراتيجي الأول للمملكة بحجم تبادل تجاري يقدر بنحو 248 مليار ريال، وفى وجود نحو 360 شركة أمريكية تعمل فى المملكة في مختلف القطاعات. إن زيارة سمو ولي ولي العهد لواشنطن ستكون مهمة للغاية في رسم خريطة التعاون السعودي - الأمريكي في المرحلة القادمة في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، وسموه قادر بحكم مسؤولياته المتعددة في أعلى هرم القيادة السعودية على شرح أولويات واهتمامات المملكة وسياساتها للإدارة الأمريكية، ما سيؤدي إلى مزيد من التفاهم والتعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين اللذين يعتبر تعاونهما عاملاً أساسياً في تعزيز الأمن والسلام والاستقرار في هذا الجزء من العالم.

مشاركة :