معالي نائب الوزير حاضر عن آثار تحقيق الأمن الفكري بجامع الإمام تركي بن عبدالله ـ إضافة أولى

  • 3/17/2017
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

وأهاب الدكتور توفيق السديري بكل مسلم ـــ حيال تلك الانحرافات ــــ إلى أن يكون يقظ القلب، عالي الهمة، دائم البحث والنظر، موظِّفا قدراته، باذلا نفسه وطاقته، مسخرا قلمه وفكره؛ للحفاظ على دينه، وعقيدته سالمَيْن من كل انحراف، وأن يحافظ على أمنه وأمانه واستقراره من غائلة الأحداث، ومكر الأعداء. وقال : إن أولى ما صُرفت إليه الجهود، وعُنيت به العقول، واشتغل به أولو العلم والقلم-هو موضوع الأمن؛ فهو ضرورة لتوفير بيئة مناسبة للعيش والبناء، حيث يستطيع الأفراد ممارسة حياتهم، وحفظ حقوقهم، وأداء واجباتهم، وتحقيق أهدافهم وطموحاتهم، وتتمكن الدولة من الارتقاء في مختلف المجالات، وعلى كل الصعد داخليا وخارجيا، وبمقدار اختلال عنصر الأمن يأتي النقص، وتنتشر البدع والمحدثات، وتكثر في المجتمع الآفات الأخلاقية، والاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، وغيرها. وتابع معاليه يقول: إن أمن العقول لا يقل أهمية عن أمن النفوس والأموال، فلصوص العقول أعظم خطرا وأشد فتكا من لصوص البيوت والأموال، وإن تحقيق الأمــــان للنــــاس مــــن الانحرافـــات الفكريـــة ـــ وهـــو ما اصطلح عليه اليوم بـ (الأمن الفكري) ــــ من أهم ما عُنيت به الشريعة؛ لأنه يُعْنى بسلامة عقول وأفكار أفراد المجتمع التي تعد أهم مرتكزات الأمن بجميع أنواعه، مشددا على أن الشريعة وجهت العقول والأفكار لصيانة الضرورات الخمس الكبرى؛ وهي: (الدين، والنفس، والعقل، والعرض، والمال)، وحَرَّمت الاعتداء على شيء منها؛ لأنها خطوط حمراء لا ينبغي التعدي عليها. وقال: إن الشريعة حرصت على تحصين العقول ــــ كذلك ــــ من تطرف الفكر، وهو: العمليات الممنهجة التي تصدر من أشخاص أو جماعات أو فرق هادفة ــــ من خلال التلاعب بعقول الأفراد ــــ إلى تغيير أنماط معاييرهم، وإعادة تشكيل اتجاهاتهم وسلوكهم، كما وضعت الشريعة قواعد عامة في التعامل مع الأساليب المستخدمة في الغلو والتطرف المؤدي لانحراف الفكر، فأمرت في باب الأخبار بالتيقن من صحتها، والتثبت عند الشك فيها، وعدم الاستعجال؛ منعا من الوقوع في الندم.. كما أمرتْ في باب المعلومات ـــ أيا كان نوعها ـــ بالتأكد من صحة المعلومة، وأخذها من المصادر الموثوقة، ونهت نهيا شديدا عن القول بلا علم، موضحا أن وسائل الإعلام والاتصال المغرضة من أشد النوافذ التي يمـــارس من خلالهــا حرف الفـــكـــر عن جـــادة الصـــواب ، مشيـــراً إلى أن الواقع أثبت فيما سمي بــ (الربيع العربي) خطر الإعلام، وأثره الفتاك في توجيه العقول، ونشر ثقافة الثورات التي لا تزال بعض المجتمعات تجني مُرَّ حصادها إلى يومنا هذا. ثم تطرق معالي الدكتور توفيق السديري لآثار تحقيق الأمن الفكري على الفرد، والأسرة، والمجتمع، والدولة والأمة، فأبان أن آثار تحقيقه على الفرد، تبرز في تحقيق العبودية لله ــــ عز وجل ـــ، وتحقيق الوسطية لدى الفرد، وسلامة فكره من الانحراف والاضطراب، وتحقيق الاطمئنان القلبي والنفسي للفرد، وحمايته من الغرور والتعالم، ومشاركته مع المجتمع إيجابياً، وتخلصه من التبعية لغير الكتاب والسنة، وتحقيق الاحترام الأسري والتقدير الاجتماعي. أما آثار فقدان الأمن الفكري على الفرد فهي : ضلال دينه، وانحراف العقل والفهم، وسلوك مسلك أهل الغلو، والوعيد الشديد من الله ـــ تعالى ــــ له، والشذوذ عن جماعة المسلمين، وتعريض الفرد نفسه لموتة الجاهلية، وبراءة النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ منه، والشعور بالخوف والقلق، ورق التبعية، والشعور بالوحدة وفقد الاحترام، وإهدار طاقة الفرد وقدراته، وتعريضه نفسه لإهدار دمه، وتحمله إثم من سار على فكره ونهجه.//يتبع//

مشاركة :