بعد توقف دام يوماً واحداً بسبب سوء الأحوال الجوية، استأنفت القوات العراقية عملياتها العسكرية لاسترجاع ما تبقى من الجانب الأيمن للموصل، وواصلت تقدمها في المدينة القديمة في اتجاه جامع النوري الكبير، الذي ألقى زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي خطبته الشهيرة فيه. استأنفت القوات العراقية عملياتها العسكرية لاسترجاع ما تبقى من مدينة الموصل فجر أمس، بعدما توقفت يوماً واحداً بسبب سوء الأحوال الجوية، ودخلت القوات المدينة القديمة في الموصل والمنطقة المحيطة بجامع النوري الكبير، بعدما خاضت حرب شوارع شرسة، وسط أنباء عن مشاركة عسكرية أميركية على الأرض. وقال متحدث باسم الشرطة الاتحادية أمس، إن الشرطة وقوات الرد السريع باتت تسيطر سيطرة كاملة على جامع الباشا وشارع العدالة وسوق باب السراي داخل المدينة القديمة. وأضاف المتحدث، أن «القوات تحاول عزل المنطقة من كل الجوانب، ثم بدء هجوم من جميع الجهات»، مؤكداً أن القوات العراقية تخوض حرب شوارع شرسة يحاول التنظيم من خلالها إشغال القوات عن التقدم أكثر. وأعلن قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت، أمس، استئناف العمليات العسكرية لتحرير ما تبقى من الجانب الأيمن لمدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، مشيراً إلى الشروع بالتقدم في الموصل القديمة من عدة محاور. وقال جودت، إن «قطعات الشرطة الاتحادية والرد السريع المتمركزة في منطقة الجسر القديم بمحاذاة النهر، وعلى مشارف باب البيض، واستأنفت عملياتها العسكرية»، موضحاً أن تلك القوات «شرعت في التقدم بالموصل القديمة من عدة محاور مدعومة بالطيران المسير والكتائب الصاروخية وقصف مكثف، يستهدف مراكز التنظيم الإرهابي في رأس الخور وباب البيض ومحيط الحدباء». وتعد المدينة القديمة أكثر مناطق غربي الموصل اكتظاظاً وتنتشر فيها منازل متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور أغلب العربات، التي تستخدمها القوات الأمنية، مما يرجح أن تكون المعارك لاستعادتها آخر خطورة وصعوبة. مشاركة أميركية في غضون ذلك، ترددت أنباء عن مشاركة الجيش الأميركي في عملية تحرير المدينة القديمة من الموصل ونزوله على الأرض، في حين تنفي القيادات الأميركية مشاركتها على الأرض، مؤكدة، أن وجود القوات الأميركية من أجل التدريب والمراقبة، وكذلك المشاركة في عمليات القصف الجوي للتحالف الدولي والذي تترأسه. في السياق، كشفت القوات العراقية، أمس، أن طائرات من دون طيار دخلت الخدمة في معركة الموصل بشكل مكثف، بعد أن أظهرت الحرب على الإرهاب منافع الطائرات من دون طيار الصغيرة في مسرح العمليات، في صورة تكتيك عسكري جديد، من جانب القوات العراقية. وفي مطلع العام الحالي، نبه تقرير لمركز مكافحة الإرهاب الأميركي للأبحاث إلى فعالية هذا السلاح في العمليات ضد «داعش». وبعد محاصرته في الموصل، لجأت إليه القوات العراقية لتعقب فلول التنظيم. حرب إلكترونية وقال النقيب براء محمد جاسم، الضابط في شعبة الاستجابة السريعة أمس، «بدأنا عمليات لاستعادة السيطرة على مبنى المحافظة قبل يومين، وأرسلنا طائرة درونز ورصدت مجموعة من 8 من أبرز مقاتلي داعش وقمنا باستهدافهم»، مضيفاً: «زودت طائرات الاستطلاع هذه بأربع قنابل من عيار 40 ملليمتراً، وهي قادرة على العمل في الليل مثل النهار، كما توفر بعض هذه الطائرات تغطية حية ومباشرة من مسرح العمليات من دون الحاجة لوصلها بالأقمار الصناعية». وأشار جاسم إلى أنه «تم استخدم طائرة درونز كذلك غرب الموصل حيث الشوارع ضيقة جداً، وكنا بحاجة إلى شن ضربات تكتيكية ودقيقة، وذلك لتجنب المدنيين واستهداف الإرهابيين فقط»، لافتاً إلى أنه «لتمديد فترة تحليقها زود هذا النوع من الطائرات المصنوعة أصلاً للهواة ببطارية إضافية، فباتت قادرة على التحليق مسافة تصل إلى 8 كيلومترات مقابل أقل من 5 في السابق». إلى ذلك، أعلن مصدر عسكري عراقي أمس، مقتل أربعة من عناصر تنظيم «داعش» واحد عناصر الحشد العشائري وامرأة في الهجوم شنّه التنظيم مساء أمس الأول، على قضاء الشرقاط. وقال المصدر، إن» الهجوم انتهى بعد وصول تعزيزات من قيادة عمليات صلاح الدين وتمكنها من طرد العناصر المتسللة من داعش بعد اشتباكات عنيفة»، موضحاً، أن» طائرات مروحية قصفت عناصر داعش ودمرت أربعة زوارق عبروا فيها نهر دجلة مما أدى إلى انسحاب العناصر المتبقية إلى منطقة الزوية جنوبي الشرقاط». وأشار إلى مقتل أربعة من عناصر داعش وامرأة وعنصر من الحشد العشائري وإصابة ثمانية آخرين بجروح». وأكد أنه تم تدمير مخزن للذخيرة والعتاد تابع للتنظيم. 3 مخابئ للبغدادي لا يزال الغموض يكتنف مصير زعيم تنظيم «داعش» أبوبكر البغدادي منذ انطلاق العملية العسكرية لتحرير الجانب الغربي من مدينة الموصل. ففي حين أشارت أنباء عن إصابته في منطقة القائم بالأنبار، تؤكد المعلومات الواردة من داخل الموصل، أنه شوهد بموكب كبير يضم سيارات مدنية يخرج من قلب الجانب الغربي في اتجاه الصحراء. وهناك عدة أماكن قد يذهب إليها، أولها صحراء نينوى من جهة الغرب في اتجاه سورية إلى الرقة. أما المكان الثاني، فهو صحراء الأنبار في اتجاه مدينة القائم إلى الحدود الأردنية، ثم صحراء النخيب على الحدود الأردنية. والمكان الأخير، الذي يتوقع أن يلجأ إليهن فهي صحراء جنوب الموصل في اتجاه محافظة صلاح الدين إلى منطقة مطيبيجة بين صلاح الدين ومحافظة ديالى.
مشاركة :