تطرق الكاتب الأميركي باري بوسن إلى معركة الرقة المرتقبة لطرد تنظيم الدولة منها، وقال إن ثمة خطرا ناشئا أن تنجر الولايات المتحدة إلى قتال مباشر مع التنظيم ثم البقاء هناك لفرض السلام في منطقة شمال شرق سوريا.وأضاف الكاتب في مقال بمجلة ناشونال إنترست الأميركية، أنه وعلى الرغم من تأكيد المسؤولين الأميركيين على أنهم سيشاركون في المعركة فقط، فإن خطر انجرار الجيش الأميركي لمشاركة طويلة الأمد في شمال سوريا يتزايد بسبب معارضة تركيا الشديد لأي تعاون أميركي مع الميليشيات الكردية السورية المسلحة التي تعتبرها إرهابية. ويرى الكاتب أن تركيا تطالب واشنطن بعدم دعم أكراد سوريا بالسلاح وعدم إشراكهم في معركة الرقة، وهو ما يعني تحمل الجيش الأميركي عبء المعركة كلها، وهو أمر سيكون مثيرا للسخرية بالنظر إلى معارضة ترمب للتدخلات العسكرية المباشرة والمكلفة بشريا وماديا أثناء حملته الانتخابية. يعتقد الكاتب أن تركيا وحلفاءها العرب غير مؤهلين أو قادرين على قيادة معركة الرقة ضد عدو شديد التحصين، وأن تحرير الرقة لن ينجح دون مشاركة كردية كبيرة، وستضطر أميركا، بسبب دفاعات تنظيم الدولة حول المدينة، إلى تسليحهم بالمدرعات والصواريخ المضادة للدروع والمدفعية الثقيلة. وتابع الكاتب أنه حتى بعد إنهاء المعركة، فإن وجود الأكراد سيكون ضروريا لتدعيم النصر وملاحقة فلول تنظيم الدولة أثناء هروبهم من محيط المعركة والتجمع في القرى لإعادة تنظيم صفوفهم ثم الانتقام. في هذه النقطة، يخلص الكاتب إلى أن عدم مشاركة الأكراد في المعركة معناه أن الرقة لن تحرر دون تدخل أميركي مباشر، سيضطر بعده الأميركيون للبقاء لملاحقة عناصر التنظيم والقضاء عليهم. يقول الكاتب إنه من الصعب التنبؤ بكيفية سريان المعركة مع تنظيم الدولة في الرقة، لأسباب منها أن التنظيم يقاتل بشراسة في أوقات وأماكن معينة وليس في كل الأماكن، لكن يفترض أن لتنظيم الدولة عدة آلاف من المقاتلين في الرقة يخططون للدفاع عنها بقوة كما فعلوا في الموصل، لذا سيطلب من الولايات المتحدة نشر عدة آلاف من الجنود لكي تتم مهمة هزيمة التنظيم في المدينة. وقارن الكاتب بين معركة الفلوجة الثانية بالعراق عام 2004 ومعركة الرقة، وقال إن الأولى تطلبت نشر أميركا لواءين من المارينز معززين بكتيبتي مشاة ميكانيكي للتغلب على المقاومة هناك. وأشار الكاتب إلى الخسائر المرتفعة نسبيا التي وقعت في صفوف القوات الأميركية في الفلوجة، وقال إن القوات الأميركية في سوريا قد ارتفع عددها بالفعل ووصلت لألف تقريبا، وسط شكوك بأنها سترتفع مرة أخرى. وأوضح الكاتب أن الولايات المتحدة تحاول إقناع تركيا بقبول مشاركة الأكراد في معركة الرقة ضمن الخطة الأميركية، وذلك بتقديم وعود وحوافز لتركيا التي قد تقبل في النهاية بالموقف الأميركي. وختم الكاتب بالقول إنه في حالة رفضت تركيا العروض الأميركية، فإن ذلك سيمثل أول اختبار لمبدأ «أميركا أولا» الذي تبناه ترمب أثناء حملته الانتخابية.;
مشاركة :